المدن المغربية تهب لنجدة المناطق والقرى الجبلية التي دمرها الزلزال
آخر تحديث GMT 02:41:48
المغرب اليوم -

المدن المغربية تهب لنجدة المناطق والقرى الجبلية التي دمرها الزلزال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المدن المغربية تهب لنجدة المناطق والقرى الجبلية التي دمرها الزلزال

زلزال المغرب
الرباط - كمال العلمي

كأن الأمر يتعلق بمسيرة خضراء ثانية، هكذا تبدو المشاهد على طرق ومسالك كل المدن المغربية خلال هذه الأيام. قوافل تضامنية من الشاحنات والسيارات المحملة بالمساعدات تطوي الطرقات وتسارع الزمن للوصول إلى المناطق والقرى الجبلية التي دمرها الزلزال الذي ضرب سلسلة جبال الأطلس الكبير مخلفا وراءه خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

قوافل إنسانية تجسد القيم المتجذرة والمتأصلة في المجتمع المغربي. كما تعكس، حسب متتبعين، “اعترافا بالجميل الممزوج بالإحساس بالمسؤولية تجاه البوادي المهمشة التي تقتات الحواضر الكبرى مما تجود به أراضيها الفلاحية”، مسجلين أن “هذه العلاقة الوثيقة بين سكان المدن والبوادي يجب أن تستمر لتشكل أرضية لرد الاعتبار للبادية المغربية، مجتمعيا وسياسيا وتنمويا”.

محسن بن زاكور، المتخصص في علم النفس الاجتماعي، قال إن “فلاحي القرى كانوا دائما في خدمة المدينة، على الرغم من أن الأخيرة لم تعترف بهم إلا في ظل الأزمة”، مشيرا إلى أن “القيم التضامنية الجميلة التي عبّر عنها سكان الحواضر المغربية فيها نوع من الاعتراف بالجميل ونوع كذلك من الإحساس بالإخلال بالمسؤولية تجاه البادية المغربية قبل هذا التاريخ”.

وأضاف بن زاكور أن “المغاربة من سكان المدن اكتشفوا بالملموس حقيقة المعاناة التي يعيشها نظراؤهم في البوادي الذين كانت أنشطتهم الفلاحية هي الممون الرئيسي للحواضر الكبرى”، موضحا أن “هذه الفاجعة أبانت أن المجتمع المغربي مجتمع واحد بقراه ومدنه،؛ غير أن المأمول هو أن تستمر هذه العلاقة الحميمية بين سكان هذين المجالين”.

وأشار المتخصص في علم النفس الاجتماعي إلى أن “مغاربة المدن لم يفرض عليهم أحد أن يساعدوا مواطنيهم في البوادي؛ وإنما كان ذلك عن طواعية واختيار وعن حب، على الرغم من حضور ثقل الأزمة في هذا الفعل. ومن ثمّ، فإن مثل هذه الكوارث، وعلى مأساويتها، هي درس في مدى جدوى هذا التضامن الذي يجب أن يستمر في الزمن”.

ولفت المتحدث عينه، في تصريح، إلى أن “سكان المدن تربطهم جذور تاريخية وارتباطات عائلية بالقرى والدواوير وبأصولهم هناك، وإن كانت أنانية ورفاهية المدينة في بعض الأحيان تنسينا هذه الحقيقة؛ لكنها دائمة حاضرة وأظهرتها هذه الأزمة بشكل جلي”.

وخلص إلى أن “هذه الكارثة الطبيعية يجب أن تشكل فرصة للمصالحة مع البادية واستشعارا للمسؤولية تجاهها باعتبارها مصدر حياة وعيش كل المغاربة؛ وبالتالي فإنه لا بد أن يتم رد الاعتبار للقرية المغربية ليس فقط على المستوى المجتمعي، ولكن على المستويين السياسي والتنموي كذلك”.

من جهته، أورد زكرياء أكضيض، باحث في علم الاجتماع، أن “التحولات الكبرى التي عرفتها الحواضر المغربية تشكلت معها قيم تضامنية تظهر إلى العلن، خاصة خلال فترات الأزمات، والتي تجسدت في القوافل التي هبت لنجدة القرى المتضررة من الزلزال”، مشيرا إلى أن “هذه القوافل تحركت بمبادرة من الجمعيات في إطار ما يسمى قيم التضامن المنظمة، وبمبادرة من شبكات اجتماعية عائلية ومهنية ومجالية ( ولاد الحي) وغيرها”.

وأضاف أكضيض، في تصريح ، أنه “على الرغم من أن المجال الحضري حاول أن يخلق له مسافة مع نظيره القروي ومع قيمه التضامنية، فإن المدن المغربية بدورها بلورت قيما تضامنية خاصة بها سرعان ما تعبر عنها مع كل أزمة يمر بها الإنسان المغربي”.

وخلص إلى أن “هذه القيم التضامنية التي عبر عنها المغاربة تجاه إخوانهم المتضررين هي امتداد للقيم المتجذرة أنثربولوجيا في المجتمع المغربي ككل، وإن ظهرت بأشكال جديدة خاصة في المدن؛ لكنها دائمة الحضور، وهذا ما أثبته هذا الزلزال”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن “هذه القيم التضامنية متجذرة وآخذة في التطور وفق أشكال جديدة سيكشف عنها المستقبل”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تكتل تمغربيت يُصرح إنه يتابع “ما خلفه زلزال الحوز و يشيد بالهبّة التضامنية

توصيات بمراجعة الخريطة الزلزالية خلال عملية إعادة الإعمار

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدن المغربية تهب لنجدة المناطق والقرى الجبلية التي دمرها الزلزال المدن المغربية تهب لنجدة المناطق والقرى الجبلية التي دمرها الزلزال



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib