أجمعت الشهادات التي قدمت في حق المناضل الاتحادي محمد الصديقي، خلال حفل تكريمه، مساء أمس الجمعة، بمدينة فاس، على أن الرجل بصم على مسارات متعددة بكل نزاهة واستقامة، بصفاته السياسية والحقوقية والإعلامية والمهنية كمحام.
وتميز هذا الحفل، الذي ترأسه، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بتقديم شهادات في حق المحتفى به من طرف امبارك بودرقة ومحمد الدباغ وإدريس شاطر، إلى جانب تقديم كل من عبد الحميد جماهري وعبد الرزاق الحنوشي قراءات في مذكرات المحتفى به، والمعنونة بـ”أوراق من دفاتر حقوقي”.
وفي كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة، قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن تكريم محمد الصديقي يشكل لحظة متميزة لاسترجاع مسيرة حافلة بالعطاء الاتحادي من أجل البناء الديمقراطي والمؤسساتي والعدالة الاجتماعية، ولحظة عرفان لما قدمه المحتفى به طيلة مساره خدمة للوطن.
الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لفت الانتباه إلى أن حفل التكريم يعد فرصة للتأكيد على الوفاء لعطاءات المناضلات والمناضلين والقيم الاتحادية المشتركة، مبرزا أن الاحتفاء بمحمد الصديقي يعد احتفاء بكل الاتحاديات والاتحاديين الذين قدموا خدمات جليلة في فترات صعبة من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة.
ووصف لشكر، في شهادته، الصديقي بالشخصية المتعددة التي تفاعلت فيها الأبعاد السياسية والحقوقية والمهنية والإعلامية، مبرزا أن ذلك جعله في قلب العديد من الأحداث التي عاشها المغرب، سواء في بداية الاستقلال أو أثناء ما سمي بسنوات الرصاص أو في العقود التي تلت ذلك مع الانفراج السياسي والحقوقي خلال العهد الجديد.
وشدد المسؤول الحزبي الأول عن حزب “الوردة” أن الصديقي كان مناضلا دائم الحضور داخل حزبه وفي الهيئات والمنضمات السياسية والحقوقية للترافع عن حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ منذ الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مرورا بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب والجمعيات الحقوقية والمهنية.
وأوضح إدريس لشكر أن المحتفى به، إلى جانب تحمله للمسؤوليات الحزبية والجمعوية، كان فاعلا من داخل مؤسسات الدولة، من خلال عضويته للمجلس الدستوري والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، قبل أن يتحول إلى المجلس الوطني لحقوق للإنسان.
وفي تصريح ، اعتبر إدريس لشكر مبادرة تكريم محمد الصديقي من قبل التنظيمات الاتحادية بمدينة فاس درسا في النضال لإنصاف الرجل ومسيرته، مشيرا إلى أنه “من خلال أوراقه يمكن التعرف على تاريخ وطن، و طموح شعب”، و”حجم ما تم تحقيقه في هذا البلد”.
وعبر لشكر عن سعادته الكبيرة لحضور مختلف الأطياف السياسية والنقابية والجمعوية والمهنية حفل التكريم، مشددا على أن القامة الكبيرة لمحمد الصديقي استطاعت توحيد مدينة فاس في يوم الاحتفاء به.
وبدوره، أثنى عبد الحميد جماهري، مدير تحرير ونشر صحيفة الاتحاد الاشتراكي، على المسيرة الحزبية والمهنية للصديقي، معتبرا تكريمه بمدينة فاس يكتسي دلالة خاصة لما تشكله المدينة من عمق حضاري، ولاعتبارها حاضنة شعبية اتحادية كبرى، فضلا عن ارتباط اسم المدينة بتاريخ التكريمات، والتي كان آخرها تكريم عبد الرحمان اليوسفي الذي قال بأنه ربطته بالمحتفى به علاقة وطيدة.
وأضاف جماهري، في تصريح ، أن هناك رسائل أخرى يمكن استنتاجها من حفل تكريم الصديقي؛ منها قدرة الحزب، من قمته في القيادة إلى قواعده في الأقاليم والجهات، على خلق حدث متميز ورفيع من حيث دلالته الأخلاقية والإنسانية، مشيرا إلى أن الصديقي يشكل نموذجا صادقا لتمغرابيت مواطنا متشبعا بالقيم النبيلة، بصفته رجل محاماة وسياسة وتواصل.
وشدد جماهري على أن المغرب، اليوم، في حاجة إلى مثل هذا النموذج الجيد الذي يمثله الصديقي؛ لقدرته على التربية وتجميع الناس حوله، لافتا إلى أنه إن كانت تحضر بين المغاربة البركة و”النية”، فالحاجة، أيضا، ملحة لوجود منظومة أخلاقية، والتي، بحسبه، كان لها الفضل في بناء قوة اليسار والاتحاد والوطن.
من جانبه، اعتبر محمد الصديقي، في تصريح، أن مناسبة تكريمه شكلت فرصة لإحياء الروح الاتحادية وجمع كل الاتحاديات والاتحاديين في أفق التعبئة الشاملة لخوض الحزب المعارك المقبلة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، آملا أن تعطي هذه المبادرة أكلها في مستقبل الأيام على مستوى الحزب.
وفي حديثه عن إصداره “أوراق من دفاتر حقوقي”، الذي نظم له حفل توقيع على هامش مناسبة تكريمه، أوضح الصديقي، وهو يتحدث للجريدة، أن مؤلفه يعد عصارة لمسارات حياته السياسية والإعلامية والمهنية والحقوقية منذ فترة الشباب.
وأضاف أنه استعرض في “أوراقه” تجارب التحاقه بالجامعات المتحدة لحزب الاستقلال ومشاركته في المؤتمر التأسيسي لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 بالدار البيضاء، وعمله في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمسؤول وعضو في اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وأفاد الصديقي بأنه، في كتابه، توقف، أيضا، عند تجربة التحاقه بجريدة التحرير الناطقة باسم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بطلب من الفقيدين الفقيه البصري وعبد الرحمان اليوسفي، وهي التجربة التي قال بأنها استمرت إلى حدود 1963، قبل أن ينطلق في مسيرته كمحام رفقة الراحل عبد الرحيم بوعبيد إلى غاية وفاة هذا الأخير سنة 1992.وتابع الصديقي أنه، بعد محطته المهنية كمحام، تناول، كذلك، في إصداره تجربة عضويته للجنة المركزية والمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ثم مسؤوليته كمدير لجريدة الاتحاد الاشتراكي من سنة 2003 إلى 2006 والتي تولاها بعد اعتزال الفقيد عبد الرحمان اليوسفي للعمل السياسي، ليأتي على ذكر تجربته كعضو بالمجلس الدستوري والتي امتدت من سنة 2008 إلى غاية 2017.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحكومة المغربية تراهن على آلية السجل الفلاحي لتنزيل مخطط "المغرب الأخضر"
وزير الفلاحة المغربي يُوجه استفسارات لمسؤولين في قضية "خروقات" منح تنقية الأراضي من الأحجار
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر