تنحي وزيرِ خارجيةِ بيرو يحرمُ الرباطَ منْ  حكيمٍ  في قضيةِ الصحراءِ المغربيةِ
آخر تحديث GMT 21:53:31
المغرب اليوم -

تنحي وزيرِ خارجيةِ بيرو يحرمُ الرباطَ منْ " حكيمٍ " في قضيةِ الصحراءِ المغربيةِ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تنحي وزيرِ خارجيةِ بيرو يحرمُ الرباطَ منْ

مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية
الرباط - كمال العلمي

لم يكد يكمل وزير خارجية بيرو، ميغيل أنخيل رودريغيث ماكاي، شهرين في منصبه حتى غادره؛ في خطوة يرجَّح أنه أقدم عليها إثر خلافات بين رئيس البلاد ورئيس جهاز دبلوماسيته، دفعت بالأخير إلى الاستقالة.ويأتي هذا في ظل حديث وسائل إعلام محلية عن علاقة مباشرة لقرار استقالة ماكاي بـ”عدم التفاهم بينهما حول قطع العلاقات مع جبهة البوليساريو واعتراف خارجية بيرو في منتصف غشت الماضي بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”، التي لم تتأخر حينها في الرد عبر بلاغ رسمي لوزارة الخارجية تضمن “تقدير وإشادة المغرب بالقرار البيروفي، الذي يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع هذا البلد الصديق”.

مغادرة رئيس الدبلوماسية في بيرو منصبه في وقت وجيز تطرح تساؤلات وتحديات؛ ليس فقط على الصعيد الداخلي للبلد الذي يعيش أوضاعا سياسية غير مستقرة منذ فترة، بل أيضا في ما يتعلق بسؤال فقدان المغرب، باستقالة وزير خارجية بيرو، “صديقا مقربا” كان داعما بقوة للرباط في ملف الصحراء المغربية؛ وكذا الارتدادات المحتملة على اصطفافات دول منطقة أمريكا الجنوبية التي مازال بعضها يتخذ مواقف “ضبابية” في القضية الوطنية الأولى للمملكة.

سياقات الاستقالة
عبد العالي باروكي، أستاذ الدراسات الإسبانية والأمريكية اللاتينية بجامعة محمد الخامس بالرباط، شدد أولا على أنه “يجب ألا يُفهم قرار وزير الخارجية البيروفي ميغيل أنخيل رودريغيث ماكاي على أنه إقالة، بل إن الأمر يتعلق فعلا باستقالة”، معددا، في الصدد ذاته، ملاحظات تُسعف في فهم القرار وخلفياته، أبرزها أنه “لا يجب ربط استقالته فقط بقضية سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، لأنه لو كان الأمر كذلك لكانت ردة فعل من رئيس بيرو منذ إعلان وزير الخارجية القرار في غشت الفائت”.

من جهة أخرى، يردف الأستاذ الجامعي ذاته في إفادته بأن “هناك مجموعة قضايا مرتبطة بالسياسة الخارجية لبيرو، حسب تصريح السيد ماكاي جاء لتصحيحها”، مبرزا أنها “ذات علاقة بالخصوص باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار التي لا تنتمي إليها جمهورية بيرو؛ والاتفاقيات البيئية، مثل اتفاقية إسكاثو، ثم مسألة سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية الذي انتقده حزب ‘بيرو حرة'”.ولفت باروكي الانتباه إلى أن “رئيس بيرو الحالي كاستيو يواجه مشاكل جمة على مستوى حقيبة الخارجية”؛ مؤكدا أنه “خلال 14 شهرا فقط على توليه منصب الرئاسة نجد أن ماكاي هو رابع وزير خارجية يتولى هذه الحقيبة”، واصفا الأمر بـ”غير الطبيعي”.

مخاطَب حكيم
نبيل دريوش، إعلامي مغربي مختص في الشأن اللاتيني-الإيبيري، اعتبر مغادرة وزير الخارجية البيروفي رودريغيث مكاي لمنصبه بعد شهر وأربعة أيام فقط من تنصيبه “جزءا من تخبط عام وأزمة سياسية عميقة يعيشها هذا البلد الأميركو-لاتيني، بسبب استفراد الرئيس بيدرو كاستيو بالقرارات وعناده ومجيئه بالرأي ونقيضه واتجاهه إلى نهج سياسات شعبوية”.

وأوضح الإعلامي المتابع لقضايا البلدان اللاتينية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مغادرة ماكاي منصبه بهذه السرعة تكشف عن أخلاق الرجل الذي قال منذ اليوم الأول إنه جاء لتصحيح أخطاء السياسة الخارجية البيروفية”، مؤكدا أنه “تحمل مسؤوليته بكل شجاعة عندما اصطدم مع الرئيس حول نقطتين أساسيتيْن هما الاعتراف بجمهورية البوليساريو الوهمية والانتماء إلى الاتفاقية الدولية للحدود البحرية”.

“سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية للبوليساريو ودعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كان جزءا من تصحيح هذه الأخطاء”، يردف دريوش، قبل أن يضيف مستدركا: “لكن الرئيس كاستيلو ينتمي عَقديا إلى منتدى ساو باولو اليساري المتطرف، الذي يعد رئيس كولومبيا سنتياغو بيترو أحد أعمدته الكبرى”، غيْرَ مستبعد تأثيرا محتملا لهذا الأخير ومحيطه في هذا الموضوع.

ولفت المتحدث ذاته إلى أنه “بذهاب مكاي، فعلا، خسِر المغرب مُخاطَباً حكيما ومتزنا وبرؤية واقعية للسياسة الخارجية”، وزاد: “إلا أن للمغرب الكثير من الأصدقاء والحكماء داخل بيرو”، معتقدا أن “متابعة رئيس بيرو بملفات فساد ثقيلة أمام القضاء وتعمق الأزمة السياسية؛ إذ إن الحكومات والوزراء باتوا لا يعمرون أكثر من أسابيع أو شهور قليلة، وكذلك كونه رئيس لا يحظى بدعم الدولة العميقة بالبلاد، وتأجج احتجاجات الشارع بين الفينة والأخرى بسبب الغلاء والتضخم؛ كلها عوامل لن تُبقيه في سلطة البلاد لمدة طويلة”.وختم الإعلامي المغربي المختص في الشأن الإيبيري اللاتيني تصريحه قائلا: “أكيد أنه برحيله سيتم تصحيح المسار؛ فالمشكلة اليوم ليست مع بيرو، وإنما مع رئيس بفكر يساري متطرف ينتمي إلى موجة يسارية متشددة تجتاح مراكز السلطة بأميركا اللاتينية، لكنها لن تستمر لسنوات طويلة”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مشروع فلاحي ضخم بآلاف الهكتارات قريباً في الصحراء المغربية

المملكة الأردنية تُجدد موقفها من قضية الصحراء المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنحي وزيرِ خارجيةِ بيرو يحرمُ الرباطَ منْ  حكيمٍ  في قضيةِ الصحراءِ المغربيةِ تنحي وزيرِ خارجيةِ بيرو يحرمُ الرباطَ منْ  حكيمٍ  في قضيةِ الصحراءِ المغربيةِ



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 06:27 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib