تعرف الأوروغواي سجالا سياسيا بخصوص ملف الصحراء المغربية، في ظل التحسن اللافت للعلاقات بينها وبين المغرب، خاصة بعد القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ بالأوروغواي، والقاضي بإلغاء ما يسمى “لجنة الصداقة مع جبهة البوليساريو”.
وأفادت وسائل إعلام بالأوروغواي، بأن حكومة البلاد تستعد لإلغاء اعترافها رسميا بما يسُمى “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، وذلك بعد مرور 15 عاما على قرار الاعتراف من طرف الرئيس الاشتراكي الراحل “تاباري فاسكيز”.
وبحسب ما نشرته صحيفة “El Observador” وموقع ” 10minutos” بالأوروغواي، فإن الحكومة مصممة على تعميق العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع المغرب، وهو ما يتطلب بالضرورة إلغاء أو تعليق العلاقات مع جبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وكشفت المصادر ذاته، أن الزيارة الرسمية التي قام بها أعضاء مجلس الشيوخ الأوروغواياني إلى الرباط، في وقت سابق من شهر نونبر الجاري، كانت لها نتائج إيجابية في تعميق العلاقات بين المغرب والأوروغواي، والدفع نحو تجميد أو سحب الاعتراف بـ”البوليساريو”.
وكان النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين بالمغرب، قد استقبل وفدا برلمانيا بالأوروغواي، يقوده نائب رئيس مجلس الشيوخ، “خورخي أوزفالدو غانديني أستيسيانو”، إلى جانب مسؤولين حكوميين ورجال أعمال، ضمن زيارة عمل إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 10 دجنبر الجاري.
وخلال هذه الزيارة التي جاءت على هامش “منتدى برلمان البحر الأبيض المتوسط الاقتصادي الأورومتوسطي والخليجي”، الذي احتضنه مجلس المستشارين يومي 7 و8 دجنبر بمراكش، أشاد نائب رئيس مجلس الشيوخ بـ”النتائج الواعدة لزيارة الوفد على العلاقات بين البلدين”.
وركزت المحادثات بين النعم ميارة والوفد الأوروغواياني، على العلاقات الثنائية بين البلدين ودور الدبلوماسية البرلمانية في توضيح الرؤى والمواقف، وفتح صفحة جديدة بين المغرب والأوروغواي تقوم على احترام وحدة الأراضي وسيادة الدول.
وقال المتحدث باسم الوفد الأوروغواياني، خلال هذه الزيارة، إنه “لم يعد هناك أي عائق إيديولوجي ولا سياسي يعرقل إقامة علاقات قوية مع المملكة المغربية، قائمة قيم احترام الوحدة الترابية وسيادة الدول”.
واعتبر أن “مجموعة من أعضاء ما كان يسمى بمجموعة الصداقة مع الجمهورية الوهمية، وبعد سحب عضويتهم وبعد الإلغاء الكلي لهذه المجموعة، أصبحوا اليوم أعضاء بمجموعة الصداقة المغربية، بل ويشكلون جزءا من هذا الوفد الذي يقوم بزيارة للمغرب”.
وأكد المسؤول الأوروغوياني على رغبة وفد بلاده في زيارة مدينة العيون للوقوف أكثر على حقيقة الوضع، “ليكونوا بذلك صوت المغرب داخل الأوروغواي من خلال نقل الحقائق التاريخية والراهنة”، وفق ما جاء في بلاغ سابق لمجلس المستشارين.
من جانبه، اعتبر ميارة أن إلغاء ما يسمى “لجنة الصداقة مع جبهة البوليساريو” بالأوروغواي، من شأنه أن “يكون بداية حقيقية لتكريس الثقة المتبادلة وقاعدة أساسية للشروع في مسار طموح للعمل المشترك من أجل غد أفضل للعلاقات الثنائية”.
وأعرب النعم ميارة عن أمله في أن تسهم زيارة وفد مجلس الشيوخ بالأوروغواي في تجاوز العراقيل التي تواجه العلاقات الثنائية في ضوء استمرار جمهورية الأوروغواي في الاعتراف بالكيان الوهمي.
وكان رئيس جمهورية الأوروغواي، “لويس لاكايي بو”، قد استقبل رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، خلال يونيو الماضي، حيث اتفق الطرفان على ضرورة تذليل كل العقبات التي لم تساهم في استثمار العلاقات التاريخية بين البلدين.
يُشار إلى أن الأوروغواي كانت قد اعترف بمت يسمى “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، في عام 2007، وذلمل خلال فترة الرئيس السابق “تاباري فاسكيز” من الحزب الاشتراكي، والذي توفي في 2020 بمرض السرطان.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر