الاتحاد الأوروبي يحضّر لتوقيع اتفاقية للهجرة مع المغرب
آخر تحديث GMT 02:07:44
المغرب اليوم -

الاتحاد الأوروبي يحضّر لتوقيع اتفاقية للهجرة مع المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يحضّر لتوقيع اتفاقية للهجرة مع المغرب

علم الاتحاد الأوروبي
لندن ـ سليم كرم

بعد كل من تونس وموريتانيا ومؤخرا مصر، التي وقع معها الاتحاد الأوروبي اتفاقيات “شراكة شاملة” تعهد من خلالها بتقديم حزمة مساعدات مالية لمكافحة الهجرة غير النظامية، يبدو أن بروكسل تحضّر لتوقيع اتفاقية مماثلة مع المملكة المغربية، حسب ما أفادت به وسائل إعلام أوروبية نقلا عن مصادر مسؤولية من داخل التكتل الأوروبي.

في هذا الصدد، أوردت صحيفة “بوليتيكو” أنه “من المحتمل أن يتم توقيع اتفاق شبيه للاتفاق الموقع مع كل من مصر وموريتانيا وتركيا خلال الأشهر المقبلة”، على الرغم من الانتقادات الموجهة لهذه الاتفاقيات، خاصة وأنها ساهمت في إعادة توجيه المهاجرين نحو دول مجاورة، مشيرة إلى أن “الاتحاد الأوروبي عمل موازاة مع ذلك على زيادة الاعتمادات والموارد المخصصة للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)”.

وتأتي هذه الاتفاقيات بعد أشهر قليلة من توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول قواعد جديدة تروم تقاسم تكاليف استضافة اللاجئين بين الدول الأعضاء والحد من توافد المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي الأوروبية، إضافة إلى إقامة مراكز مغلقة على الحدود لتسريع إعادة الأشخاص الذين تم رفض طلبات لجوئهم، فيما أثار هذا الاتفاق بدوره انتقادات كبيرة من طرف عدد من المنظمات الحقوقية غير الحكومية.

ويرى خبراء أن هذه الاتفاقيات ليست إلا استمرارا للسياسية الأوروبية القائمة على البعد الأمني في تدبير هذا الملف، مبرزين أن المغرب طالما أكد عدم كفاية المقاربة الأمنية في معالجة هذه الظاهرة العالمية، إذ يرفض أن يلعب دور “دركي أوروبا” ويشدد على ضرورة معالجة الهجرة من منظورات أكثر شمولية وأكثر حوكمة مع إدراج البعد التنموي في أي معالجة لهذا الملف.

منظور شمولي واستراتيجية وطنية
في هذا الإطار، قال الحسين بكار السباعي، محام مهتم بقضايا الهجرة، إن “المغرب سبق أن أكد موقفه الثابت ورفضه لعب دور دركي الهجرة، بدليل أنه ما فتئ يطالب بأن أي تعامل مع الاتحاد الأوروبي بخصوص هذا الملف يجب ألّا ينحصر في السياسة الأمنية، بل لا بد من استلهام روح قمة فاليتا ومسلسل الرباط والشراكة الأورو-متوسطية وكذا المنتدى العالمي للهجرة والتنمية الذي يعالج قضية الهجرة من منظور شمولي”.

وأضاف السباعي، في تصريح، أن “هناك ثلاثة ممرات في البحر الأبيض المتوسط تعتبر مجالا نشطا للهجرة غير النظامية، والمغرب مع الجارة الإسبانية يوجدان بالممر الغربي الأكثر نشاطا، مع العلم أنه الممر الوحيد المحمي من محاولات الهجرة غير النظامية بحسب دراسة لوكالة فرونتكس”، مسجلا أن “هذا عامل جغرافي يفسر تركيز الاتحاد الأوروبي على المملكة المغربية للحد من تدفقات المهاجرين غير النظامين، مع إعادة التأكيد على ما اقترحه المغرب من ضرورة حوكمة الهجرة واحترام حقوق الإنسان كما جاء في ميثاق مراكش”.

ولفت المحامي المهتم بقضايا الهجرة إلى أن “الاتحاد الأوروبي، من خلال الآلية الأوروبية للجوار، يمول البرامج القائمة على الإدماج السوسيو-اقتصادي للمهاجرين وإدارة الحدود والحكامة في مجال الهجرة عبر دعم الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، حيث عبأت المفوضية الأوروبية قرابة مليار يورو منذ 2014 لدعم المغرب في مساعدة المهاجرين جنوب الصحراء للعودة إلى بلدانهم الأصلية في إطار مبادرة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة لحماية وإعادة إدماج المهاجرين، إلى جانب مبادرات إنسانية واجتماعية مختلفة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى ضرورة “مواصلة العمل على أساس مقاربة شاملة ومتضامنة ومتوازنة للتعامل مع قضايا الهجرة بمسؤولية مشتركة وتضامن نشط يهدف إلى تدبير أفضل لتدفقات الهجرة”، مشيرا في هذا الصدد إلى “عمل المرصد الإفريقي للهجرة، باعتباره أول هيئة للاتحاد الإفريقي تتخذ الرباط مقرا لها، الذي يؤكد أن المغرب اليوم أمام تجسيد النوايا من خلال الإجراءات وتنزيل استراتيجيات وسياسات قارية موحدة، على أساس القاعدة التي تربط الهجرة بالتنمية، بدل لعب دور الدركي الذي ترفضه المملكة”.

المقاربات نفسها وحد من التفاوتات
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال خالد مونة، أستاذ باحث في قضايا الهجرة واللجوء، إن “الاتفاقية التي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبرامها مع المغرب على غرار تلك الموقعة مع مجموعة من الدول، خاصة المطلة منها على البحر الأبيض المتوسط، كتركيا ومصر، أو ما يسمى بدول العبور التي تعد المملكة واحدة منها، تروم إيجاد إجراءات وإرساء قواعد جديدة لتدبير ملف الهجرة”.

وأضاف مونة، في تصريح، أن “هذه الاتفاقيات في مجملها لا تخرج عن المسار السابق المعهود في السياسة الأوروبية الموجهة للهجرة، التي تعتمد بشكل أساسي على مقاربات أمنية وتشديد الرقابة على الحدود باستعمال كل الوسائل، بما في ذلك التكنولوجيات الحديثة، أو ضخ موارد بشرية في خطوط المراقبة، باعتباره حسب بروكسل الحل الأمثل للحد من تدفقات الهجرة إلى أوروبا”.

وشدد الباحث ذاته على أن “كل هذه المقاربات والخطوات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي على هذا المستوى، لا تعدو كونها مجرد محاولة لمعالجة ظاهرة الهجرة على مستوى الظاهر دون الاهتمام بالجوهر والأسباب الحقيقة المفسرة لتنامي هذه الظاهرة”.

وخلص مونة إلى أن “معالجة هذه الظاهرة معالجة عملية وفعالة تقتضي أولا وقبل كل شيء الحد من التفاوتات الموجودة ما بين دول الشمال ودول الجنوب، هذه الأخيرة يُفترض أنها غنية بالموارد الطبيعية والطاقية ذات الأهمية الاستراتيجية، وكذا التخلي عن سياسة النهب التي تمارسها دول الشمال على اقتصاديات الدول الإفريقية”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الاتحاد الأوروبي يوافق مؤقتا على تجديد تعليق رسوم الاستيراد والصادرات الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي يستعد لتمديد صفقات الهجرة إلى مصر

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبي يحضّر لتوقيع اتفاقية للهجرة مع المغرب الاتحاد الأوروبي يحضّر لتوقيع اتفاقية للهجرة مع المغرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib