الرباط _ المغرب اليوم
لم تنتظر قيادة حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي) انطلاق الحملة الانتخابية لاستحقاقات 8 شتنبر لتحذر من “تجاوزات” رصدتها خلال عملية تقديم الترشيحات باسم الحزب؛ فقد اتهمت “أطرافا سياسية”، لم تسمها، بممارسة الضغط على أعضاء الحزب لثنيهم عن الترشح باسمه. وأوضح الحزب الذي قاد الحكومة لولايتين متتابعتين، في بيان لإدارته المركزية للحملة الانتخابية، أن “بعض أعوان السلطة” مارسوا ضغوطات على عدد من أعضائه لثنيهم عن الترشح باسمه في الانتخابات المقبلة. وأضاف المصدر ذاته أنه تم تسجيل “مجموعة من الممارسات غير المقبولة التي تمس
بمصداقية الانتخابات”، مشيرا إلى “تعرض عدد كبير من أعضاء حزب العدالة والتنمية ومرشحيه في العديد من الأقاليم لضغوطات من قبل بعض الأطراف السياسية، لثنيهم عن الترشح باسم الحزب”. وسجل الحزب الإسلامي ما اعتبره “الاستعمال المفرط للمال في استمالة المرشحين، وانخراط بعض أعوان السلطة في هذه الممارسات”، التي قال إنها تشكل “إخلالا جسيما بقواعد التنافس الشريف والممارسة الديمقراطية وبالقواعد المنظمة للانتخابات”. “البيجيدي” حث “مناضليه ومرشحيه على الصمود والثبات في وجه هذه الضغوطات والإغراءات المالية”، ودعا الهيئات السياسية إلى الحرص
على “التقيد بقواعد التنافس الشريف واحترام إرادة المواطنين وحريتهم في الترشيح”. وقال مصطفى الابراهيمي، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، إن “جهات تحاول عرقلة مسيرة الحزب بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وغير الديمقراطية”، مضيفا أن “هذه الأساليب، بما فيها تدخل السلطة واستعمال المال، لا تفيد الديمقراطية في البلاد وتمس بقواعد التنافس الشريف”. وتابع عضو الأمانة العامة لحزب “المصباح”، في تصريح لهسبريس، بأن “تدخل السلطة لصالح حزب معين لا تخطئه العين، كما أن استعمال المال كان بشكل مفرط ورهيب خلال الانتخابات المهنية الأخيرة”، معتبرا أن “مسيرة ولد زروال مازالت مستمرة بقواعد لعبة مغايرة، والهدف هو محاصرة الحزب في طريقه للانتخابات التشريعية”.
من جهته أشار المحلل السياسي عمر الشرقاوي إلى أن “مصدر شرعية حزب العدالة والتنمية مبني بالأساس على خطاب المظلومية والمؤامرة”، مبرزا أن “البيجيدي استطاع أن يكسب الأصوات بناء على لعبة التباكي التي يتقنها ولعب دور الضحية”.
وقال أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة المحمدية، في تصريح لهسبريس، إنه “بعد ولايتين حكوميتين، لم يعد هذا الدور مجديا لقيادة حزب العدالة والتنمية، لكن الحزب متشبث بترويج أطروحة تقول بأن هناك قوى غير مرئية تحبك مؤامرات حتى لا يتصدر الانتخابات”.
وأوضح الشرقاوي أن “الخطاب الذي يروج له الحزب الإسلامي له وظيفتان؛ الأولى أنه يمهد لهزيمة انتخابية يوم 8 شتنبر، فالحزب يشعر بأنه سيتعرض لهزيمة، وبالتالي يصر على ربطها بأساليب تدخل السلطة والمال. أما الوظيفة الثانية، فتسعى في حال فوزه بالانتخابات إلى الترويج بأن للحزب مناعة قادرة على امتصاص الضربات”.
قد يهمك ايضا
والي طنجة يدعو رجال السلطة إلى “الحياد الإيجابي” في انتخابات 8 سبتمبر
حزب “الأحرار” يزكي الزمزمي والزاهيدي لقيادة لائحة الانتخابات الجماعية في تمارة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر