مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقرر إجراؤها شهر شتنبر المقبل، فتح عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومتتبعي الشأن المحلي بمدينة خريبكة نقاشا حول انتظارات الساكنة من المنتخبين الذين ستؤول نتائج الانتخابات لصالحهم، خاصة ما يتعلق بالانتخابات المحلية على صعيد الجماعة الترابية لخريبكة. وتنوعت آمال وتصورات وانتظارات سكان “عاصمة الفوسفاط” من الانتخابات المقبلة، ومدى قدرة المنتخبين المقبلين على تسيير الشأن المحلي بخريبكة على الاستجابة لمطالب “المواطن الخريبكي”، وتحديدا ما يرتبط بتحسين البنية التحتية وتوفير مناصب الشغل ورفع
مستوى المدينة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا وفنيا… التغيير بتصحيح المسار الانتخابي عادل مصدق، فاعل جمعوي بمدينة خريبكة، قال إن عاصمة الفوسفاط تعيش مشاكل متعددة ومترابطة في ما بينها، وعلى رأسها البطالة التي تشكل تناقضا مقيتا باعتبار المنطقة تزخر باحتياطي ليس بالهين من الفوسفاط؛ وهو ما ينتج عنه بروز ظواهر أخرى، كتعاطي المخدرات بشتى أنواعها والهجرة الشرعية منها وغير الشرعية والانتحار.وبخصوص انتظارات الساكنة، اعتبرها المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بمثابة خيط رفيع بين الواقع والخيال؛ لأنها مرتبطة بجلب استثمارات
قادرة على خلق دينامية وحركية بالمدينة، إلا أن النهوض بالمدينة يشكل للمنتخبين إقبارا وإفلاسا لهم، لأنه بفشلها يقتاتون وبمشاكلها يتاجرون خلال كل حملة انتخابية. وقال عادل مصدق: “لقد فقدنا الثقة في اللعبة الانتخابية، لأننا جربنا جل الأحزاب والمنتخبين خصوصا، واكتشفنا أنهم يتبادلون الأدوار لا أقل ولا أكثر”، مضيفا أن “المطلوب من المنتخبين القادمين التحلي بحس المسؤولية والضمير، والحرص على التغيير من خلال تصحيح المسار الانتخابي وإحداث قطيعة مع الماضي”. وتيرة العمل السياسي بخريبكة ستتغير
ياسين هديل، فنان وفاعل جمعوي، قال إن ساكنة مدينة خريبكة تعيش مند سنين طويلة مجموعة من المشاكل؛ من بينها مشاكل المراكز الصحية التي تفتقر للنظافة والنظام، ونقص واضح في المناطق الخضراء بمجموعة من الأحياء السكنية، وانعدام فرص الشغل لفائدة الشباب، وضعف المنتوج الثقافي داخل المدينة، ونقص حاد إن لم نقل انعدام تام لمناطق الترفيه.
وعن انتظارات من المنتخبين المقبلين، أكد هديل أن وتيرة العمل السياسي ستتغير بالتأكيد وستتحسن المدينة في مختلف المجالات؛ لأنه في الآونة الأخيرة تحول مجموعة من الشباب بالمدينة وعدد من الفنانين إلى فاعلين سياسيين وأصبحوا رؤساء لوائح انتخابية من أجل خوض التجربة الانتخابية بجدية أكثر.
وختم ياسين هديل تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية بالتأكيد على أن كل فاعل سياسي مطالب بالتفكير بإنسانية أكثر قبل اختيار الحزب المراد الانضمام إليه، وأن يفكر بطريقة شبابية وعصرية، أو على الأقل يدرج ضمن تصوراته للعمل السياسي مشاريع وبرامج تهم فئة الشباب.
أهمية القوة والأمانة والتواصل
ومن جانبه، قال سعيد حاتم، ناشط فيسبوكي ومتتبع للشأن المحلي بخريبكة، إن “المشاكل كثيرة، لكن أهمها مشكل الماء الصالح للشرب بالدرجة الأولى، بعدما صار السكان يتزودون بالمياه من الآبار الواقعة بضواحي المدينة بسبب ملاحظاتهم حول جودة مياه الصنابير. ويأتي هذا المشكل في المقدمة لأنه من ضروريات الحياة، إلى جانب مشاكل البطالة وقلة فرص الشغل…
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الفاعلين السياسيين عموما والمنتخبين الذين سينجحون في الانتخابات المقبلة مطالبون بالدفاع عن المدينة وتدارس المشاكل بهدف حلها. ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي العمل على جلب استثمارات ومشاريع ومصانع إلى المنطقة، وعدم الاقتصار على ما هو قائم الآن من مشاريع لا تصل إلى المستوى المطلوب ولا تؤتي أكلها”.
وحسب رأيه الشخصي، أشار سعيد حاتم إلى أن العزوف عن التصويت اتسع بشكل كبير؛ وذلك راجع إلى أن أغلب البرامج الانتخابية لم تتحقق بالشكل المطلوب من طرف مقدّميها في الانتخابات السابقة. وإذا تمكن المنتخبون القادمون من تفعيل برامجهم الانتخابية على أرض الواقع سنستعيد حينها الثقة في الانتخابات والمنتخبين، ولن نتردد ساعتها في مسألة التصويت”.
وختم حاتم تصريحه بالتأكيد على أن المنتخبين المتنافسين في ما بينهم في الوقت الراهن مطالبون بالتركيز على صفات القوة والأمانة والتواصل الدائم، من أجل الدفاع بجدية وقوة عن مصالح المواطنين، والحرص على الأمانة الملقاة على عاتقهم، وربط مختلف أواصل التواصل مع المواطنين سواء في لقاءات مباشرة أو عبر الفرص التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي.
إشكالات معقدة ومتداخلة
أما عبد الهادي حنين، فاعل جمعوي بخريبكة، فقد أكد أن “لساكنة المدينة تطلعات حول الانتخابات المقبلة، وتجاه الفاعلين السياسيين القادمين، من أجل حل مختلف المشاكل البنيوية والاقتصادية والاجتماعية المتمثلة في ملف الباعة الجائلين والعربات المجرورة التي أعطت للمدينة طابعا ريفيا، إلى جانب ملفات تشغيل أبناء المنطقة وفك العزلة على الدواوير المجاورة للمدينة سواء من حيث الطرق أو الربط بالماء الصالح للشرب”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “مدينة خريبكة في حاجة إلى من يترافع ويدافع عنها في قبة البرلمان، ويعتبر مصالح المدينة وسكانها أولى الأولويات”، مشيرا إلى أنه “من الصعب على الفاعل السياسي حل جميع الإكراهات والتحديات التي تعيشها خريبكة؛ لأنها إشكالات معقدة ومتداخلة، وتهم مجموعة من الفاعلين ذوي الاختصاصات المختلفة محليا وإقليميا وجهويا، خاصة مع التنوع الذي سيفرزه القاسم الانتخابي الجديد، وبالتالي لا أظن أن المدينة ستتغير بالشكل المطلوب”.
وأكد عبد الهادي حنين أن المنتخب يجب أن يكون منصتا جيدا لهموم ساكنة مدينة خريبكة بفتح باب مكتبه على الدوام في وجه جميع الفعاليات والأطياف والحساسيات، وأن يساهم في بلورة برامج تستجيب لتطلعات الساكنة، ويعتمد على الديمقراطية التشاركية والانفتاح على المجتمع المدني، وأن يكون صارما في تطبيق القانون، وأن تقتنص الأحزاب هذه اللحظة التاريخية لكي تكون في المستوى المطلوب، وتتبنى برامج نوعية وهادفة تلامس هموم السكان لتجاوز الإكراهات التي تعانون منها.
قد يهمك ايضا
والي طنجة يدعو رجال السلطة إلى “الحياد الإيجابي” في انتخابات 8 سبتمبر
حزب “الأحرار” يزكي الزمزمي والزاهيدي لقيادة لائحة الانتخابات الجماعية في تمارة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر