بصرامة وسلاسة، يسهر ضباط الأمن المغاربة داخل المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة على تلقين الكفايات الضرورية للأطر الأمنية البوركينابية، التي اختارت المدرسة الأمنية المغربية للاستفادة من تكوينات تهم طرق الحماية المقربة والتدريب الرياضي.
ليست هذه المرة الأولى التي يستقبل فيها المعهد الملكي سالف الذكر فوجا من إحدى الدول الإفريقية؛ فقد سبق أن استفاد فوج من الأطر الأمنية الموريتانية والإفوارية من دورات تكوينية سابقة، أطرها ضباط مغاربة، في إطار تفعيل سياسة جنوب جنوب التي تنهجها المملكة.
وهمّ التكوين الذي انقسم إلى شقين؛ قسم متعلق بالتدريب الرياضي واستفاد منه 5 ضباط من دولة بوركينا فاسو ينتمون إلى جهاز الأمن والحماية البوركينابية، وقسم آخر يتعلق بطرق الحماية المقربة الذي ضم 24 إطارا أمنيا بوركينابيا.
أحمد الزعري، والي أمن ومدير المعهد الملكي للشرطة، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “التكوينات الميدانية والنظرية استفاد منها 29 إطارا أمنيا من دولة بوركينا فاسو”، مبرزا أن “مجالات التدريب همت بالأساس الحماية المقربة وتقنيات التدخل والرياضة”، وتابع: “المديرية العامة للأمن الوطني تولي أهمية كبيرة لسياسة تعاون جنوب جنوب، حيث سبق أن استقبل المعهد الملكي للشرطة ضباطا من موريتانيا وتنزانيا وكوت ديفوار”.
وقال المسؤول الأمني ذاته إن “المعهد الملكي للشرطة أصبح منصة للتكوين الشرطي في إفريقيا، حيث إن جميع الدول الشقيقة تريد الاستفادة من التداريب الميدانية والنظرية داخل المعهد من خلال تقديم طلبات عبر وزارة الداخلية والخارجية”.
دخل إحدى قاعات الدراسة بالمعهد الملكي للشرطة، يعكف عبد الغني غنو، ضابط شرطة مكون بالمعهد الملكي للشرطة، على تقديم حصة جديدة لفائدة الأمنيين البوركينابيين الذين يمزجون بين الدروس النظرية والتطبيقية “التكوين نقدمه لضباط الحماية القادمين من دول إفريقية من أجل تسيير مهامهم الميدانية”، يقول الضابط غنو، مبرزا أن “هناك محاور عديدة في التكوين؛ من بينها السياقة الاحترافية والرماية وتقنيات الحماية المقربة”.
وإلى جانب الدروس النظرية التي تتراوح مدة التكوين فيها ما بين شهرين وثلاثة أشهر، هناك حصص تطبيقية تهم الحفاظ على اللياقة البدنية العالية التي تعتبر ركيزة أساسية لضابط الشرطة. كما تقدم بهذه المؤسسة الأمنية التكوينية دروس تهم طرق التدخل الناجعة والسبل المثلى لاستخدام المهارات البدنية في الظروف الصعبة (حالة محاولة اختطاف- هجوم مسلح..)، وحصص للتدريب على تقديم الإسعافات الأولية وطرق تكبيل التدخل المشتبه بهم، إضافة إلى تداريب الرماية.
من جانبه، يقول عميد شرطة إقليمي طارق البازي، رئيس قطاع التعاون والتكوين المستمر والتخصصي بالمعهد الملكي للشرطة، إن “المعهد يحتضن مجموعة من التداريب، سواء في مجال التكوين المستمر أو التخصصي لفائدة الشرطيين المغاربة. وقد انصب الاهتمام، مؤخرا، كذلك على الأطر الأمنية للدول الصديقة في المجالات المشتركة خاصة في مجالات تدبير الملفات الأمنية”.
وأورد البازي، ، أن “المعهد الملكي للشرطة أصبح بمثابة مركز للتكوين يحظى بإشعاع وطني ودولي وجهوي؛ وذلك تماشيا مع سياسة المملكة المغربية الشريفة المبنية بالأساس على سياسة التعاون جنوب جنوب”.
واستفاد الضباط البوركينابيون، طوال فترات التدريب، من حصص تطبيقية تهم التعامل مع الحالات الصعبة والميدانية. وفي هذا الصدد، يشرح أسامة قويقة، مدرب رياضي بالمعهد الملكي للشرطة، أن “الهدف من التكوين هو إعداد مكونين ومؤطرين رياضيين ومشاركة خبراتنا في هذا المجال مع الضباط البوركينابيين”، منتقلا بالحديث عن “حصة حلبة المحارب التي تهم تلقين الضباط تقنيات ومهارات التدخل الفعال ودروس تطبيقية؛ والتي من بينها مواجهة الأخطار المحدقة وحماية الشخصيات وتسلق الحبال”.
الكابتان دراغو أحمد، من الفرقة الخاصة البوركينابية، يقول، في تصريح لهسبريس: “نحن هنا من أجل المشاركة في تداريب الحماية المقربة الخاصة بالشخصيات العمومية. لقد تلقينا دروسا عديدة ومعارف خاصة في مجال الرماية وحماية الشخصيات”، مبرزا أن “التكوين يمر في ظروف جيدة ومهمة، الأطر الأمنية في المغرب ذات كفاءة. لقد تحولنا إلى محترفين”، وشدد على أن “هناك معارف كثيرة تلقيناها على أيدي ضباط مغاربة، خاصة في مجالات الرماية وطرق التكبيل وحماية الشخصيات”.
ومن جهة أخرى، يشير قائد الأمن يوسف السالك، رئيس وحدة التكوين المستمر بالمعهد الملكي للشرطة ومكون بالمعهد، إلى أنه “في إطار التعاون الدولي الإفريقي بين المغرب وبوركينافاسو، استقبل المعهد الملكي للشرطة 29 شرطيا بوركنابيا في إطار التكوين التخصصي يهم الحماية المقربة والتدريب الرياضي؛ من بينهم 5 أطر تابعين للشرطة البوركينابية تلقوا حصصا بيداغوجية تهم طرق التدخل والتعامل مع مجموعة من الوضعيات”.
وأبرز السالك، ، أن “هؤلاء موظفون تابعون لمراكز التكوين في بوركينافاسو خضعوا لتدريبات داخل المعهد الملكي للشرطة، وسيتم نقل هذه الكفايات إلى بلدانهم”، مبرزا أن “التكوينات همت بالأساس تقديم تقنيات في الميدان وتطبيق بيداغوجي للمكونين”.
وعبر كنومو دافينها سرجان شاف (35 سنة) عن شكره لكل العاملين في المعهد الملكي للشرطة وكل الأطر الأمنية المغربية، قائلا: “أود أن أشكر كل الموظفين والأطر المختلفة في المعهد. لقد استفدنا من الدروس النظرية والتطبيقية بشكل جيد، وسنخدم وطننا”.
قد يهمك ايضا
الشرطة المغربية توقف شخصين تورّطا في محاولة اختطاف ممرضة في الدار البيضاء
الشرطة المغربية تعلن القبض علي مروجي كوكايين في أكادير
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر