الرباط - كمال العلمي
اعتبر مبارك لو، مستشار خاص كبير الاقتصاديين في ديوان رئيس وزراء السنغال، أن “الحل الوحيد الجدّي ذا المصداقية لقضية الصحراء المغربية يظل هو مخطط الحكم الذاتي؛ لأن هذا ما يمكّن المغرب، الذي له موقف صارم تجاه سيادته الكاملة على أراضيه، من قدرة الحفاظ على مبادئه السيادية”.وأوضح الخبير السنغالي ذاته، الذي يرأس “معهد الانبثاق” (Institut de l’Emergence)، في تصريح عقب انعقاد ندوة نقاش ضمن فعاليات منتدى “ميدايز 2022” المنعقد بطنجة تحت عنوان “الصحراء المغربية.. نحو ديناميات جديدة”، أن “المغرب لا يمكنه القبول بأي مساومات أو تسوية حول سيادته الكاملة لا تراعي مبادرته المقدّمة أمميا منذ 2007”.
وثمن المسؤول السنغالي قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2654 الذي تضمن، بحسبه، “دعوة صريحة لإشراك الجزائر كطرف في مسار المفاوضات حول الملف”؛ لأنه لا يمكنها “القيام بحروب بالوكالة عبر تسخير ميليشيات البوليساريو والجمهورية الوهمية التي لها قادة غيرُ معروفٍ حتى مكان تواجدهم”، لافتا إلى “تشبث الساكنة الصحراوية بالبقاء في المغرب ودعم وحدته الترابية ودينامية تنميته”، متوقفا عند ما وصفها “غَيْرة جزائرية غير مفهومة ضمن المنتظم الدولي”.
“من المهم أن تصل الرسالة إلى مسؤولي الجزائر بالجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات مع المغرب، وهو ما أكده الملك محمد السادس-مرارا-من خلال دعوته الصريحة عبر اليد الممدودة تجاه الجزائر من أجل مفاوضات مباشرة، باعتبارهما بلديْن شقيقيْن، قصد تجاوز سوء الفهم ووضع الخلافات جانباً”، يوضح الخبير الاقتصادي السنغالي، موردا أن “التاريخ أبان عن أهمية التعاون الثنائي بينهما من أجل تنمية شمال إفريقيا والمساهمة في ازدهار المنطقة والقارة”.
وزاد مبارك لو في تصريحه : “لا أرى، موضوعيا، أي حل آخر أنسب وأمثل لقضية الصحراء المغربية سوى مخطط الحكم الذاتي الذي أعلنه المغرب وحصل على دعم دولي واسع ضمن المنتظم الأممي”، معتبرا أنه لا يوجد مكان للجوء إلى “البديل الأفضل لاتفاقية تم التفاوض عليها” (Best Alternative To a Negociated Agreement).“ما تريده الساكنة الصحراوية ليس شيئا آخر سوى مخطط الحكم الذاتي وضمان عيشها”، يسجل “لو” في حديثه مع هسبريس، مؤكدا أن قرارات الأمم المتحدة تتحدث بوضوح عن “ضمان تقرير مصيرها في إطار الحكم الذاتي كحل عادل وواقعي التطبيق”. وأضاف أن “مخطط الحكم الذاتي تسمح بتحسين مستوى عيش الساكنة في الأقاليم الجنوبية للمملكة”، مورداً أنه كخبير اقتصادي في قارة إفريقيا، رَصَد “مؤشرات إيجابية اقتصادية واجتماعية في جهات الداخلة، العيون وكلميم التي تشهد مشاريع تنموية رائدة”.
المسؤول السنغالي ذاته، الذي حل ضيفا على الدورة 14 لمنتدى “ميدايز”، شدد على وجوب دعم مخطط الحكم الذاتي؛ “لأنه يضمن جودة الحياة في الصحراء المغربية، وكذا التحول الاقتصادي والتقدم التكنولوجي والربط مع باقي مناطق القارة”.من جانب آخر، اعتبر المتحدث أن “تنظيم منتدى ميدايز يأتي في أوانه، لأنه توقف لمدة طويلة بسبب كوفيد، ومن الجيد أن أشغاله تُستأنَف اليوم للإجابة على الكثير من التساؤلات على الصعيد العالمي التي ترافقها الفوضى والأزمات. لهذا، من المهم أن يعطي الخبراء الحاضرون، انطلاقا من خبراتهم وتجاربهم المتنوعة، معنىً لما يقع ويعتَمِل في عالم اليوم”.وخلص مبارك لو إلى “ضرورة تفكيك العناصر المشكّلة والمُسبّبة للأزمات، وتمهيد سبل استشراف المستقبل. وفي هذا المستقبل توجد قضية الصحراء المغربية التي تحتل حيزا كبيرا ضمن اهتمامات إفريقيا، التي يجب أن تتقدم نحو المستقبل عبر حلول وليس مشاكل؛ لأن العالم فيه ما يكفي من المشاكل”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تظاهرة تربوية وطنية كبرى تحت شعار “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها “
الوفد المغربي يرفض خريطة بدون الصحراء المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر