انجازات السياسة المغربية في مجال الهجرة تُقنع الأوروبيين بمساندة التجربة
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

انجازات السياسة المغربية في مجال الهجرة تُقنع الأوروبيين بمساندة التجربة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انجازات السياسة المغربية في مجال الهجرة تُقنع الأوروبيين بمساندة التجربة

العلم المغربي
الرباط - كمال العلمي

مضت أزيد من ثمانية أعوام على إرساء المغرب لسياسة جديدة في مجال الهجرة واللجوء، حاول خلالها مراكمة تجربة تعتمد على سياسة “رابح رابح” ورفض اعتباره مجرد دركي ضمن منظومة محاربة الهجرة غير النظامية، كما أكد على ذلك مسؤولون مغاربة في أكثر مناسبة؛ فيما اعتبر خبراء الحديث عن دعم الاتحاد الأوروبي للمغرب بقيمة 500 مليون أورو، حسب ما أوردته صحف إسبانية، تتويجا لسياسته وتعبيرا عن الثقة التي يحظى بها في هذا المجال.

هذه السياسة، حسب خبراء، توجت بنيل اهتمام عدد من الدول بالنموذج المغربي الذي استطاع، حسب إدريس لكريني، الكاتب والأستاذ في العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن يوازن بين استحضار الأبعاد الأمنية والقانونية لظاهرة الهجرة وكذلك استحضار الإشكالات الإنسانية والاجتماعية والثقافية التي تطرحها.

أرقام مهمة
قال إدريس لكريني، في تصريح لهسبريس، إن المغرب استطاع أن يسن تشريعات مهمة تهم مجال الهجرة. كما أدرج هذا الملف ضمن السياسات العمومية، وخصوصا فيما يتعلق بتسوية وضعية الكثير من المهاجرين الأفارقة غير النظاميين؛ وهي تدابير تعكس التعامل الجدي والمسؤول مع الظاهرة.

وأضاف الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية والقانون أن استئثار التجربة باهتمام دولي وإقليمي ليس صدفة، خاصة أن المغرب مد يده إلى الدول المصدرة من داخل الاتحاد الإفريقي من أجل إيجاد حلول، وأيضا إلى الدول المستقبلة فيما يتعلق بالمطالبة بإرساء تعاون متوازن يتجاوز النظرة الأوروبية التي ترى في دول الضفة الجنوبية شرطي مرور لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وتابع لكريني: “المغرب له رؤية تجمع بين التعاطي المسؤول مع الظاهرة، والذي يستدعي مقاربتها بمنظور شامل، باستحضار أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استحضار أبعادها الأمنية دون إغفال الجوانب الإنسانية”، مشيرا إلى أن “السلطات الأمنية قادت مجموعة من عمليات الإنقاذ التي مكنت من تجنيب المهاجرين معضلات كانوا سيقعون بها”.

وفي السياق نفسه قالت كريمة غانم، رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية، إن تجربة المغرب فريدة لكونها تنطلق من الجنوب لتقارب مسألة الهجرة بطريقة شمولية يتصدرها البعد الإنساني والحقوقي والتضامني والتنموي، كما أنه اعتمد الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء بشكل مطابق للقانون الدولي، وعمل على تدبير تدفق المهاجرين في إطار احترام حقوق الإنسان من خلال المراجعة التشريعية وإشراك المؤسسات الحقوقية والمجتمع المدني وباقي الأطراف المتدخلة في ملف الهجرة.

وأوضحت الباحثة أن المغرب بعدما قام بتسوية وضعية أكثر من 20 ألف مهاجر غير نظامي بما في ذلك آلاف اللاجئين، تحول من بلد عبور إلى بلد استقرار؛ فيما ركزت هذه الإستراتيجية على تكوين وتأهيل المهاجرين واللاجئين من أجل تسهيل إدماجهم في الحياة اليومية، وهذا ما تم رصده من خلال اعتماد بعض اللاجئين المقاولة الاجتماعية لإطلاق مشاريعهم بالمغرب.

ومن جهة أخرى، تابعت غانم، عمل المغرب أيضا على إدماج مقاربة الهجرة على المستوى المحلي ووضع آليات للتنزيل الترابي والدفع بالجماعات الترابية لإدراج قضية الهجرة في مخططات التنمية.وفيما يتعلق بمحاربة الاتجار في البشر وإحباط محاولات الهجرة غير النظامية، جرى، خلال الخمس سنوات الماضية، تفكيك أزيد من 1300 شبكة إجرامية لتهريب المهاجرين وإحباط أزيد من 350 ألف محاولة للهجرة غير النظامية.

اعتراف أوروبي
أكدت كريمة غانم أن نوابا أوروبيين دعوا، مؤخرا، إلى دعم المغرب في محاربة الهجرة غير الشرعية وتعزيز التعاون في مكافحة عمليات تهريب البشر بعد مقتل 23 مهاجرا على الأقل خلال محاولة عبور جماعي للحدود من المغرب إلى مليلية، مشيرة في السياق ذاته إلى الاتفاق الذي جمع المغرب وإسبانيا والذي يشمل دعم عمليات إدارة الحدود وتعزيز التعاون بين شرطة المغرب واسبانيا على الخصوص، بما في ذلك التحقيقات المشتركة وتعزيز التعاون مع وكالات الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق الحديث عن الدعم المالي الذي يعتزم الاتحاد الأوروبي تقديمه للمغرب، قالت الباحثة: “أوروبا اليوم أصبحت تواجه إشكاليات أخرى أكثر تعقيدا بعد الحرب الروسية الأوكرانية ونزوحا غير مسبوق للاجئين عبر مختلف الدول الأوروبية؛ وهو ما سيشكل ضغطا كبيرا على الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى استئناف أنشطة الهجرة غير النظامية بعد التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا؛ مما سيشكل ضغطا غير مسبوق على دول العبور من أهمها المغرب، واحتمال تسلل عناصر مجموعات إرهابية معروفة تشتغل في بلدان جنوب الصحراء والساحل قـد تهدد السلم سواء في دول المرور كالمغرب مثلا أو دول الاستقبال من جهة ثانية؛ وهو ما ستكون له تكلفة باهظة، خصوصا أن هاته الدول ما زالت تعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا. لهذا، فالشراكة المغربية الأوروبية في تدبير ملف الهجرة لا يمكن تجاوزها”.

بالنسبة إلى الكريني فإن الخطوة الأوروبية من أجل دعم المغرب تعكس الثقة في الدور الذي يقوم به وليست مجاملة أو عملا إحسانيا، كما يعكس الوعي الأوروبي بحجم الشبكات التي أصبحت تنشط في التجارة في البشر وتستغل الكثير من المهاجرين، وكذلك الوعي بأهمية مراجعة السبل التقليدية في التعامل مع الظاهرة عن طريق تحميل المسؤولية لدول الضفة الجنوبية وخصوصا المغرب في ظل غياب الدعم والمساعدات والإمكانيات.وأضاف الأستاذ الجامعي أن المغرب ظل يتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي بصورة مرنة يطبعها حسن النية، على عكس معاملة بعض الدول؛ كتركيا التي التزم الاتحاد القاري بمنحها مساعدات وإمكانيات مالية واقتصادية كبيرة، في ظل تنامي الهجرة من بلدان كسوريا وليبيا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البحرية الملكية المغربية تُنقذ 34 مهاجراً غير نظامي قبالة طرفاية

إنقاذ العشرات من المهاجرين المغاربة كانُوا على قارب قبالة جزر الكناري

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انجازات السياسة المغربية في مجال الهجرة تُقنع الأوروبيين بمساندة التجربة انجازات السياسة المغربية في مجال الهجرة تُقنع الأوروبيين بمساندة التجربة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib