من الرباط، أكدت مودة عمر حاج التوم، سفيرة السودان لدى المملكة المغربية، أن “الخرطوم تتطلع فعليا إلى الانضمام إلى دينامية اتفاقية أكادير للتجارة الحرة البينية التي تجمع المغرب بعدد من الدول العربية، وذلك من أجل زيادة المبادلات التجارية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، لا سيما بالنسبة للمنتجات التي فيها للسودان ميزة نسبية”.
وفي تصريح على هامش حوار، فصَّلت المسؤولة الدبلوماسية السودانية بالرباط في آفاق التعاون الاقتصادي الواعد بين الخرطوم والرباط في مقبل السنوات، قائلة: “معلوم أن السودان ينتج حوالي 80 في المائة من الصّمغ العربي في العالم، كما أنه أكبر منتج للجّنْجَلان (السّمْسم) في إفريقيا، كما أن السودان يتوفر على إنتاج وفير جدا من النبات العشبي (الكَمُّون) الذي يُحبَّذ في الأسواق المغربية”، لافتة إلى أن “انضمام السودان إلى اتفاقية التجارة الحرة البَيْن–العربية من شأنه أن يُفيد المملكة المغربية من الميزات النسبية لهذه المنتوجات الزراعية السودانية”.
ولم تخف مودة التوم، في حديثها طموح بلادها في مجالات اقتصادية واعدة، قائلة: “نتطلّع للتعاون أيضا، وبالزخم نفسه، في مجال الفلاحة (تربية المواشي) وكذا الصيد البحري باعتبار السودان لديه أكبر ثروة حيوانية وسمكية في الوطن العربي وإفريقيا”، وشرحت بأن بذلك “يمكن أن نستفيد من تصدير الأبقار والأغنام، سواء من اللحوم الحية أو المجمَّدة التي نتوفر على اتفاقية بشأنها نسعى لتفعيلها في الفترة المقبلة لتسريع الاستيراد من السودان”.
مذكرة تفاهم” في مجال البنوك
“هناك الكثير من المجالات الواعدة في التعاون الاقتصادي والتجاري”، تشدد المسؤولة الدبلوماسية السودانية، خاصة بالذكر “التعاون في المجال المصرفي–البنكي في الجانبين”.
وقالت بهذا الشأن: “لدينا مشروع مذكرة تفاهم بين البنكيْن المركزييْن بكل من المغرب والسودان، وهو ما سيشكل قاطرة لافتتاح فروع لكثير من البنوك المغربية في السودان، لتسهيل عمليات التبادل التجاري وعملية المقاصة”.
النقل واللوجستيك المباشر
ويعد قطاع النقل واللوجستيك، لاسيما فيما يخص نقل البضائع والسلع، “من أبرز عوائق التبادل التجاري البيْني المغربي–السوداني”، وفق السفيرة ذاتها التي أكدت حرص بلادها على “إيجاد وسائل نقل ولوجستية مباشرة بين السودان والمغرب تسهم في دفع العلاقات الاقتصادية كما نرغب في ذلك، وهو من الملفات التي نعمل عليها في الفترة القادمة”.
وتابعت: “سنعمل على توفير نقل مباشر، سواء جويا أو بحريا، مع كل الجهات المختصة في المغرب”، خالصة إلى أن “التفاؤل يطبع مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الرباط والخرطوم لتشهد قفزة نوعية، لاسيما أن قيادة البلدين تؤمن بالإمكانيات المتوفرة وبأن العلاقات لا بد أن ترقى إلى مستوى أعلى مما هي عليه الآن”.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، أكدت التوم، في حوارها، أنه “رغم وجود الإمكانيات الهائلة، فإنها مازالت دون طموح البلديْن؛ المغرب يتوفر على تقنيات عالية في مجالات الفلاحة والصيد البحري بينما السودان له مساحات شاسعة جدا صالحة للزراعة مع وفرة في المياه. لذلك، فإن حصول التكامل الزراعي بينهما يمكن أن يستفيدا منه معا”.
يشار إلى أن “اتفاقية أكادير” (الاتفاقية العربية المتوسطية للتبادل الحر) بين أربع دول عربية (مصر والأردن والمغرب وتونس) وضعت هدفا لها “تيسير الطريق أمام سوق عربية مشتركة”، وعلى المدى القريب “إقامة منطقة للتبادل الحر بين الدول العربية المتوسطية”.كما نصت الاتفاقية ذاتها على الإعفاء الجمركي لصادرات وواردات دول الموقعة عليها من السيارات، بشرط ألا تقل نسبة المكون المحلي عن 40%.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المملكة المغربية تحصُل على سلاح فتاك جديد يجعل منه قوة جوية لا يستهان بها
طفل مغربي يرتمي في أحضان إمام أثناء صلاة التهجد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر