الرباط - المغرب اليوم
أحد أهم التحديات التي ستواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة هو الحفاظ على الزخم الإيجابي للتطبيع الديني والثقافي بين إسرائيل والمغرب، في ظل تطلع تل أبيب إلى تبادل السفرين بين البلدين قريبا بعد افتتاح مكتبي اتصال.
كانت هذه إحدى خلاصات التقرير الإستراتيجي للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية والأمنية في إسرائيل، الذي رصد أهم تحديات الحكومة الجديدة في تل أبيب.
وخلال العامين الماضيين، كثفت الحكومة المغربية اهتمامها بالتراث اليهودي، من خلال إطلاق خطة لترميم مئات المواقع اليهودية، لإضفاء الطابع المؤسسي على مساهمة الجالية اليهودية في الثقافة المغربية.
ويتجلى الالتزام بالتعايش اليهودي الإسلامي بشكل جيد في متحف بيت يهودا اليهودي الجديد في طنجة، الذي يقع في كنيس أساياج، المتحف اليهودي الثالث في المغرب والثاني الذي يتم افتتاحه هذا العام.
ويشير التقرير ذاته إلى أنه لا يمكن اعتبار الزخم الإيجابي في العلاقات الإسرائيلية المغربية أمرا مفروغا منه في ضوء التحديات التي تواجهها هذه العلاقات، وعلى رأسها موقف المغرب تجاه الفلسطينيين؛ كما يضيف أن هناك قضية أخرى قد تضعف العلاقات، وهي مسألة اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء، وهي قضية رئيسية في العلاقات الخارجية المغربية، حيث تتوقع دعمًا واضحًا من حلفائها، بما يشمل إسرائيل.
ويتعين على الحكومة الإسرائيلية الجديدة أن تستثمر بعناية للحفاظ على الوتيرة الحالية للتطبيع، كما يقول التقرير، موردا أن عليها أن تأخذ في الاعتبار موقف الملك محمد السادس تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتأثير ذلك على العلاقات الإسرائيلية المغربية.
ويوصي التقرير الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتجنب تأجيج التوترات الدينية في القدس، وفي الوقت نفسه الاستعداد لسيناريوهات التصعيد.
إلياس المساوي، الباحث في العلاقات الدولية، يورد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنه “من خلال التتبع الدوري للإعلام الإسرائيلي من الواضح أن هناك اعترافا ضمنيا بمغربية الصحراء، فجل المواد الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول المغرب تعرض الخريطة المغربية بمختلف ترابه المنطلق من طنجة والمنتهي في لگويرة”.
ولا يرى الباحث أن الحكومة الإسرائيلية تمتنع عن الإقدام على خطوة الاعتراف، “بل الأمر يتعلق بتفاهمات متفق عليها من أجل عدم السقوط في الفخ الذي تريده بعض الجهات المعادية للمغرب”.
مع هذه الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي كان لها الفضل في توقيع اتفاقية التقارب مع المغرب، يعتقد المساوي أن “هذه العلاقات سيتم توطيدها أكثر فأكثر، مع توقيع المزيد من الاتفاقيات على مختلف الصعد حتى يتمكن هذا الائتلاف الحكومي الهش من مواصلة طريقه”.
وأصبح نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل للمرة السادسة بعد أن أدت حكومته الخميس الماضي اليمين الدستورية أمام البرلمان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر