أحزاب المعارضة تَنتقد مشروع مالية 2023
آخر تحديث GMT 08:59:08
المغرب اليوم -

أحزاب المعارضة تَنتقد "مشروع مالية 2023"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أحزاب المعارضة تَنتقد

مجلس النواب المغربي
الرباط - كمال العلمي

كعادته كل عام يخلق “قانون المالية” النقاش في الساحة السياسية حتى قبل تقديمه تشريعيا وعرضه للمناقشة التفصيلية في لجان البرلمان. نقاش وجدلٌ لا يتوقفان عن التجدد، سنويا، مع بدء مسار إعداد واحد من أهم القوانين -التي تحكم الواقع الاقتصادي والاجتماعي- بعد منشور رئيس الحكومة إلى جميع القطاعات الوزارية الذي يأتي على شكل “مذكرة تأطيرية”.هذه السنة جاءت توجيهات الحكومة، من خلال المذكرة، مُتمَحورة حول أربع أولويات حددتها في “تعزيز أسس الدولة الاجتماعية، وإنعاش الاقتصاد الوطني عبر دعم الاستثمار، وتكريس العدالة المجالية، واستعادة الهوامش المالية لضمان استدامة الإصلاحات”.

وفي الوقت الذي أكد فيه منشور رئيس الحكومة على عزم حكومته “مواصلةَ دينامية الإصلاحات الهيكلية خلال سنة 2023″، ترى أطياف المعارضة بمجلس النواب أن “الأمر لا يعدو أن يكون نقاشا متكررا كل عام، دون أن يأتي بجديد على صعيد مناقشة الأرقام وتفاصيل البرامج ذات البعد الاجتماعي بالأساس”؛ وهو طرح ذهب إليه رئيس الفريق الحركي إدريس السنتيسي، تعليقا على مضامين المنشور الحكومي التأطيري لمشروع قانون مالية العام القادم.

“نية حسنة” ولكن…
السنتيسي أقرّ بما تتحلى به هذه الحكومة من “نية حسنة في مباشرة الإصلاحات وتفعيلها”، لكنه انتقد، في تصريح ، ما اعتبره “إقصاء المعارضة كل عام من مسار النقاش حول قانون مالي يفترض فيه مراعاة ثقل المعارضة كقوة اقتراحية مواطِنة ومسؤولة”، موضحا أن “الأغلبية العددية للحكومة بالبرلمان لا تكفي”.وسجل رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب “قلة الإمكانيات المالية”، التي قال إنها تفرض “حصر وتدقيق الأولويات”، بدل العيش منذ سنوات على اجترار “تعديلات ترقيعية لا تحل المشكل من أساسه”، لافتا الانتباه إلى أنها “توجيهات حكومية لاعتماد ميزانية كلاسيكية”. وتساءل في هذا الصدد “أين هو الجديد الذي تحمله؟.”

وطالب المتحدث ذاته، الذي يصطف حزبه في صفوف المعارضة خلال الولاية التشريعية الحالية، بـ”ضرورة مناقشة الأرقام وتفاصيل المعطيات، التي ترِد في برامج وإجراءات قانون المالية بدل الاكتفاء بالحديث عن السياسات بشكل عام وفضفاض”. قبل أن يؤكد أن المعارضة على أتم الاستعداد للتفاعل مع قضايا ومواضيع هيكلية تسم النقاش العمومي الحالي من قبيل “الاستثمار”، الذي نوّه بالمصادقة على قانون إطار جديد ينظمه، قائلا: “إنه شيء محمود نثمّنه”.

وانتقد السنتيسي “مقاربة ومعالجة موضوع الاستثمار بشكل غير واضح”، خاتما حديثه بنبرة متأسفة: “باستثناء المشاريع الملكية، لا يحمل قانون مالية 2023 أيّ جديد في الأفق”، داعيا الحكومة إلى أخذ توصيات واقتراحات التقرير السنوي الأخير لبنك المغرب وقانون إصلاح الجبايات بعين الاعتبار في إعداد مضامين القانون المالي.

“مقاربة محاسباتية تبريرية”
بدورها، سجلت فاطمة التامني، النائبة عن تحالف فدرالية اليسار (جهة الدار البيضاء- سطات)، ضمن ملاحظاتها على أبرز ما حملته الورقة التأطيرية الحكومية لإعداد قانون المالية 2023، أنه “لا يمكن الاستمرار في تذرّع الحكومة بمقاربة تبريرية، ميزانياتية محاسباتية، من قبيل: عجز الميزانية، تداعيات “كوفيد”، الأزمة العالمية وارتفاع الأسعار.. “، معتبرة أنها “عناصر تصب في تحجيم الاستثمارات في الخدمات العمومية”.

وأوضحت التامني، في حديث مع هسبريس، أن “الاستثمار الخصوصي يتطلب الرفع من مستوى القطاع الخاص، وبالتالي زيادة فرص الحصول على تمويل، وإحداث توازن ماكرو- اقتصادي يدفع باتجاه نمو أكبر”، قبل أن تضيف أن “ذلك لن يحصل إلا بالاستثمار في البنيات التحتية والخدماتية، من تعليم وصحة ونقل وسكن لائق”.وانتقدت النائبة ذاتها ما وصفته بـ”نسيج اقتصادي شبه احتكاري” لا يسمح “بتنزيل شعارات ومشاريع الدولة الاجتماعية، التي لن تتحقق إلا بتعزيز تدخل الدولة في الاقتصاد”، من خلال “خلق تنافسية حقيقية ووضع حد للاحتكار ومحاربة الريع والفساد”، على حد تعبيرها.

“ما سبق يدخل في خانة معيقات الاستثمار، الذي يتسم بالضبابية وعدم الوضوح”، تقول التامني، مضيفة أن “البيروقراطية وتعقيد المساطر الإدارية” يصعبّان كذلك تشجيع رؤوس الأموال على الاستثمار. ودعت في هذا الصدد إلى “مزيد من الشفافية”.التامني جددت، في معرض حديثها مع هسبريس، مطالب قالت إن مجموعة تحالف فدرالية اليسار بالبرلمان “تقدمت بها خلال مناقشة قانون مالية 2022، لكنها قوبلت بالرفض”؛ من قبيل: “تخفيض نسبة التسيير لبعض الوزارات بـ4 في المائة، وتوجيهها نحو القطاعات الاجتماعية وبرامج الدعم”، وكذا “فرض ضريبة على الثروة تهم الشركات الكبرى ذات الأرباح الطائلة”، قبل أن تخلص إلى أن “اللجوء إلى الاستدانة ورفع إيرادات الضرائب ليس حلا”.يشار إلى أن قمت بالتواصل مع باقي رؤساء فرق ومجموعات المعارضة بمجلس النواب، إلا أنها لم تتمكن من استقاء رأيهم وملاحظاتهم حول المذكرة التأطيرية لمشروع قانون المالية 2023.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أوضاع اقتصادية في المغرب تفرض أولويات استثنائية على قانون مالية 2023

اللجنة النيابية المغربية المختصة تصادق على قانون مالية 2022

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحزاب المعارضة تَنتقد مشروع مالية 2023 أحزاب المعارضة تَنتقد مشروع مالية 2023



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib