مغاربة يطالبُون بإشهار سلاح المقاطعة ضد السويد بعد واقعة حرق المصحف
آخر تحديث GMT 17:49:09
المغرب اليوم -

مغاربة يطالبُون بإشهار سلاح المقاطعة ضد السويد بعد واقعة حرق المصحف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغاربة يطالبُون بإشهار سلاح المقاطعة ضد السويد بعد واقعة حرق المصحف

المصحف الشريف
الرباط - المغرب اليوم

أثارت واقعة حرق المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم، تزامنا مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، موجة إدانات واسعة عمت أرجاء العالم، في قضية انتشرت أصداؤها رسمياً وشعبياً بشكل كبير، خاصة أن الفعل تكرر في أيام دينية لها قدسيتها ومن طرف لاجئ عراقي مؤقت حصل على ترخيص بالأمر من طرف قوات إنفاذ القانون وبحماية واضحة منها.

تعيد هذه الواقعة إلى الأذهان مشاهد حرق وتمزيق نسخ من المصحف في دول أوروبية أخرى، مثلما قام به متطرف أواخر شهر يناير المنصرم أمام عدسات الكاميرا وأعيُن الشرطة التي تدخلت وحالت دون فعلته، ومثلما حدث بستوكهولم من قبل متطرف سويدي شهر رمضان الماضي.

توالي وقائع المس بالمصحف والإساءة لأقدس الرموز الدينية لدى أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، أجّج منذ مطلع العام 2023 موجة غضب عارمة، جسدتها تظاهرات مئات الآلاف في بلدان عدة، في حين نادى الأزهر الشريف (حينذاك)، ضمن بيان صريح، بـ”مقاطعة المنتجات السويدية في دول العالم الإسلامي”.

وفي أكثر من بلد مسلم، انبعثت الدعوات والنداءات من جديد لمقاطعة شركات سويدية كبرى وعدم اقتناء منتجاتها ابتداء من هذا الأسبوع بشكل مثير عبر مواقع التواصل، التي تناسلت على صفحاتها العديد من المنشورات والملصقات التي تحث بصريح العبارة على ذلك، معتبرة أن “سلاح المقاطعة مشروع في وجه الاستفزازات السويدية المتكررة لرموز دينية”.

وعاينت هسبريس تداولا واسعا لملصق/صورة مكتوب عليها باللونين الأصفر والأزرق العبارة التالية: “أنا مغربي أنا مُقاطع بضائع المتاجر/الشركات السويدية (…) رفضاً لسماح حكومة السويد بحرق المصحف وتمزيقه أمام مسجد ستوكهولم”.
قرار مغربي “سبّاق وحكيم”

تعليقا على الموضوع وتداعياته، سجل مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي للشرق عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، أن “المغرب والمغاربة يجب أن يظلّوا ملتزمين بالقرار الذي اتخذه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وألّا يتأخر عنه أحد وألّا ينكص، وهذه مقدمة كانت موقفاً مُشرّفاً فعلا اتخذه أمير المؤمنين وأشادت به العديد من الجهات”.

وأضاف بنحمزة في حديث لهسبريس: “المغاربة لن يكونوا مُتراجعين أو ناقصين، بل يجب أن يكونوا في مستوى هذا الفعل حتى لا نُفهم الناس أن هذا تصرف خاص من جهة معينة مثلا. وعلى صعيد هذا المستوى، يجب التحرك رسميا وشعبياً”.
“مقاطعة المنتجات رسالة لإفهام الآخر”

وبخصوص دعوات “المقاطعة الاقتصادية” الرائجة ضد منتجات السويد، قال العالِم المغربي: “أي عملية نرى أنها يمكن أن تُفهِم الآخرين أننا موجودون وأن لنا كياناً ذا قيمة ولنا أهمية في هذا الوجود، يمكن أن نُباشرها”، مفسرا الأمر بأنه “مسألة تتصل بقضية إثبات وجود وإثبات الذات؛ فكما استطاع بعضهم أن يفرض على العالم معاداة السامية جريمة، ألَا نستحق نحن أن نكون محترَمِينَ وسامِيّين بين الأمم والبشر؟”.

“ما دامت بعض الشعوب تؤمن بالماديات ومنطق الاقتصاد، يجب معاملتها والرد عليها بالمنوال الذي تفهم والطريقة التي تدركها كي تصلها رسالة أن لنا قيمة وشأنا بين الأمم”، يؤكد بنحمزة، مشيرا إلى أن “واقعة الإحراق الأخيرة تُدان فيها سلطات الدولة التي سمحت لذلك الشخص بالقيام بفعلته، وليس الشخص نفسه”.

وانتقد بنحمزة الأوضاع الراهنة قائلا: “أصبحنا ملعباً لكل من يريد أن يجرّب سلوك الرعونة تجاه المسلمين ومقدساتهم، بينما لا يستطيع أن يتوجه بذلك إلى قوم آخرين لأن العقوبة أشد، والكل أصبح واعيا بهذا”.

واسترسل: “مُسِسْنا في أقدس مقدساتنا وهو المصحف الشريف؛ وكان بإمكان المسلمين أن يفعلوا أو يردّوا بالمِثل في حالات كثيرة سابقة، إلا أن أخلاق الأمة الإسلامية وما تربّت عليه تمنعُها. نحن نمثل الاحترام لأنه لا نسيء إلى أيّ أحد ولا يشعر أهل الديانات الأخرى بأي مضايقة وهم يعيشون بين المسلمين”.
“تردّي ونكوص أوروبي”

انتقد رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، في معرض حديثه لهسبريس، بشدة، “تكرار وتوالي العمليات في أزمنة لها رمزيتها الكبيرة لدى المسلمين”، مسجلا أن “التكرار والإمعان سيجعل الإساءة تأخذ معاني أخرى من الكراهية الزائدة والمتطرفة”.

وأضاف بهذا الشأن: “ما حصل للمصحف الشريف هو رجوع إلى الوراء وتردّي ونكوص واضح من الدول الأوروبية في ما يخص احترام حقوق الآخرين واختلافهم وتعدديتهم، وهم يلجؤون إلى ذلك في كل مرة لأنهم يئسوا مجددا أن يرَوْا الإسلام مُقزَّما كما أرادوا”، لافتا إلى أن “الإساءة إلى دين الإسلام ورموزه ثابتة تاريخيا وموثقة في أبحاث وكتب الاستشراق التي يتضمن بعضها مغالطات صارخة”.

وخلص العلّامة المغربي: “مبدئيا نحن كمسلمين نَحترم الآخرين ويجب أن نُحترَم مع مقدساتنا بالطريقة نفسها التي نحترمهم بها”، داعيا إلى تغليب “سيادة ثقافة الاحترام المتبادل قبل استفحال مشاعر الكراهية

قد يهمك أيضا

العاهل المغربي يُشيد بـ "العلاقات المتميزة" مع كندا

 

الملك محمد السادس يُرسل برقية تهنئة إلى رئيس بوروندي بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغاربة يطالبُون بإشهار سلاح المقاطعة ضد السويد بعد واقعة حرق المصحف مغاربة يطالبُون بإشهار سلاح المقاطعة ضد السويد بعد واقعة حرق المصحف



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
المغرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 11:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
المغرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 17:41 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفي فهمي يسدد 182 ألف جنيه للتصالح مع الضرائب

GMT 09:49 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 13:41 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اعتزال حسن يوسف قبل وفاته بشهور بسبب حزنه الكبير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib