استقبل النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، بمقر المجلس، كوفاتيشيف أندري، مقرر المغرب عن مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي، الذي يقوم حاليا بزيارة إلى المملكة.
وأوضح أن المباحثات بين الجانبين تمحورت حول تبادل وجهات النظر في مجمل العلاقات المغربية الأوربية وسبل تطويرها ودعمها في شتى المجالات، بالإضافة إلى استعراض القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتأثيراتها القائمة والمحتملة على العلاقات التاريخية القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
في بداية هذا اللقاء، الذي حضره لحسن حداد، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوربي، وبعض أعضاء المجموعة، نوه النعم ميارة بالعلاقات الجيدة والمتميزة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي تشكل حافزا للمؤسسة التشريعية المغربية لبذل مزيد من الجهود لتعميق هذه العلاقات وجعلها مثمرة للطرفين في كل القضايا ذات الأولوية، كالأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتغيرات المناخية وغيرها.
وذكر رئيس مجلس المستشارين، في هذا الإطار، بالموقع الإستراتيجي للمغرب الذي يجب على أوروبا استثماره باعتباره البوابة الحقيقية نحو القارة الإفريقية، ليس فقط جغرافيا وإنما أيضا وأساسا اقتصاديا، إذ أصبحت المملكة أكبر مستثمر في إفريقيا، وتربطها علاقات واسعة ومتنوعة مع الدول والتكتلات الإفريقية، كما هو الشأن بالنسبة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو).
ومن جهة أخرى، اعتبر النعم ميارة أن زيارة مقرر المغرب عن مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي تساعد كثيرا على توضيح صورة المغرب لدى الأوروبيين، كبلد يشهد تطورا متناميا في المجال الديمقراطي والتمكين للحريات الفردية والجماعية والحريات الاقتصادية، في ظل ما تنعم به المملكة من توافق واسع وإجماع وطني لكافة القوى السياسية والنقابية والاجتماعية تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مؤكدا أن التقدم المحرز في هذا الشأن أسهم في تحقيق مستويات مهمة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية بفضل تثمين الرأسمال البشري والموارد الطبيعية المتاحة على محدوديتها.
وأعرب المسؤول ذاته عن أمله في أن “تسهم زيارة مسؤول مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي في البرلمان الأوربي في التمكن من هذه المعطيات وتوظيفها في اتخاذ مواقف بناءة داخل اللجنة البرلمانية المشتركة، وفي البرلمان الأوروبي الذي تخترقه من حين لآخر مواقف عدائية تجاه المغرب، نابعة من حقد سياسي غير مبرر، كما يتجلى في الموقف من بعض المواضيع التي تخص المصالح العليا للمملكة، وعلى رأسها النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.
من جانبه حرصKovatechev Andrey عن مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي على الإشادة بالمغرب وما قطعه من أشواط مهمة في مساره الديمقراطي مقارنة مع دول الجوار، منوها بما يتمتع به من موثوقية ومصداقية كبيرة في إطار الشراكة الإستراتيجية التي تجمع الجانبين على أكثر من صعيد، كما شدد على أنه كلما تعلق الأمر بمسائل الأمن وحقوق الإنسان فإن لدى المغرب العديد من الأصدقاء الذين يمكنه التعويل عليهم بالبرلمان الأوروبي.
وتحدث مقرر المغرب عن مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي عن “المؤهلات المغربية الواعدة في مجال الطاقات المتجددة بفضل سياسة البلد الطاقية وأهدافه الطموحة في هذا الشأن”، مؤكدا أن “المملكة ستلعب في المستقبل دورا طلائعيا في إنتاج الطاقة النظيفة”.
وفي موضوع آخر أثار Kovatechev Andrey موضوع الحرب الأوكرانية الروسية والتدخلات العسكرية الجارية في عدة مناطق، حيث أبدى القلق الشديد الذي ينتاب البرلمان الأوربي حيال هذه التطورات، منوها في الوقت نفسه بالمواقف المغربية البناءة داخل أجهزة الأمم المتحدة.
وبارتباط مع مستجدات القضية الوطنية، يضيف البلاغ، وبعد أن قدم شروحات حول الوضع الأمني الإقليمي، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء التي باتت مجالا حيويا لتحركات عدد من المليشيات والتنظيمات الإرهابية المدعومة من طرف جبهة البوليساريو، مع ما يشكله ذلك من تهديد لسائر المنطقة والجوار الأوروبي، أكد النعم ميارة أن المغرب حسم مسألة سيادته على أقاليمه الجنوبية، وأن الذي يشغله حاليا هو ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة للصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف بالجزائر، الذين يعانون من كل أنواع التهميش والإقصاء والحد من حرية التنقل.
كما قام رئيس مجلس المستشارين بتقديم معطيات ملموسة حول حجم المجهود التنموي الاقتصادي والاجتماعي الذي تبذله الدولة والسلطات العمومية والممثلون الحقيقيون للسكان في هذه الأقاليم، وبوازع وطني، بما يدحض الادعاءات المغرضة حول عدم استفادة الساكنة من ثروات المنطقة، وأكد أيضا أن “المغرب، القوي بإجماع كل مكوناته حول الثوابت الوطنية المتمثلة في الدين الإسلامي والملكية والوحدة الترابية والخيار الديمقراطي، لا يمكن أن يقبل بأي حل للنزاع المفتعل حول مغربية أقاليمه الجنوبية يتجاوز سقف مقترح الحكم الذاتي الذي يستقطب دعما دوليا متزايدا، خاصة من لدن القوى الكبرى الملمة بحقائق هذا النزاع”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر