الرباط - المغرب اليوم
كان الدخول السياسي والاجتماعي المقبل يشي بالكثير من النضالات والإضرابات على مستوى قطاعات عديدة، تتم تحت يافطة العمل النقابي بالمغرب؛ لكن “زلزال الحوز” أعاد ترتيب أولويات النقابات الأكثر تمثيلية، خصوصا الاتحاد العام للشغالين والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إذ يبدو أن النداءات العاجلة للمناضلين المنضوين تحت هذه اللواءات صارت لافتة.
وكانت “الوضعية المأساوية”، التي حلت بساكنة إقليم الحوز وعدد من المناطق المجاورة إثر الزلزال المدمر بنواحي الحوز وورزازات، عاملا لكي “تضع التمثيليات النقابية والنقابات المنضوية تحتها برامجها النضالية المقررة في شتنبر على جنب لتركز على ما تستدعيه الظرفية”، كما قال مناضلوها، حيث إن “منطق التاريخ والأشياء لا يشجع سوى على إيلاء كل الاهتمام بالفاجعة التي ألمت بشريحة من المغاربة”.
الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، قال إن “النقابات علقت كل أنشطتها النضالية وخاصة الإضراب، خصوصا في قطاعي الإدارة والصحة، لأجل التفرغ للتعبئة والمساهمة في تجاوز هذه المحنة التي ضربت المغاربة بمناطق الحوز وورزازات”، مشددا على أن “أطر الاتحاد المغربي للشغل ستقدم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لكون الأولوية الآن تنصب على التخفيف من تداعيات الفاجعة والتقليل من حدتها”.
وأكد المخارق، ضمن دردشة مع جريدة هسبريس، أن “ما يسمى بالحوار الاجتماعي ببلادنا يبقى ضروريا لكونه يعتبر التعاقد الذي بين الحكومة والمركزيات النقابية؛ لكن حاليا المرحلة ليست لهذا النقاش، وعلينا أن نتداول الآن بشأن جهود التنقيب عن الضحايا وإعادة الإعمار التي يقوم بها المغرب في الوقت الحالي”، موضحا أن “جلسة الحوار الاجتماعي يمكن تأجيلها لكون الوضعية تتطلب إعمال الحس الوطني والمسؤولية التي يتحلى بها كل المغاربة”.
المتحدث نفسه أضاف أن “الاتحاد، بكل مناضلاته ومناضليه، يدرك حساسية هذه الفترة وسيتفرغ للقيم التضامنية قبل أي شيء آخر”، مردفا أن “كل الهيئات، كيفما كان نوعها نقابية أو مدنية أو سياسية، يجب أن تجعل من الفاجعة وتدبير الخروج منها أولوية الأولويات. ولذلك، طالبنا مناضلينا بضمان المداومة ومد العون والمساعدة وتقديم العلاجات الضرورية للمصابين والجرحى”.
من جهته، قال عبد القادر الزاير، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن “الحدث الطارئ الذي حل ببلادنا يجعل التجند ضرورة تاريخية وإنسانية؛ لأن الوضع يتصل بالحياة الثمينة لكل مغربي ومغربية”، مبرزا أن “الحوار الاجتماعي يجب أن يبقى حاضرا، وألا يتم تغييبه؛ والتفكير في تأجيله يجب أن يكون بعد استشارة النقابات الأكثر تمثيلية”. وشدد: “نطالب الدولة بأن تتحلى بكل المسؤولية في هذا الإطار”.
وأفاد الزاير، في حديثه لجريدة هسبريس، بأن “الزلزال الأليم لم يكن متوقعا. وهذه حاجة طارئة تسبق كل ما هو مخطط له طبعا، وتصبح هي المشكل الذي يجب أن يتجه الكل لتجاوز تداعياته الكارثية”، مضيفا أن “الفترة تستدعي التشاور والتشارك والمساهمة من كل الأطراف لأداء الواجب الوطني الذي يفرضه علينا الانتماء لهذا الوطن كما يفرضه علينا التاريخ”.
وقال الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل إن “ثمة دعوات تم توجيهها إلى المناضلات والمناضلين في الاتحادات المحلية بالمناطق المتضررة للوقوف إلى جانب إخواننا المغاربة والتنسيق مع السلطات لتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسر الضحايا ومواكبة المتضررين”، خاتما بأن “التمثيليات النقابية تقف بحزم إلى جانب المغاربة الذين يوجدون في وضعية صعبة، والاهتمام ينصب الآن على ما هو طارئ”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر