الرباط - كمال العلمي
قاربت ورقة سياسات حديثة الإصدار عن “معهد القدس للإستراتيجية والأمن (JISS)” موضوع العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل ومستقبل “اتفاقيات أبراهام”، وخلصت إلى ضرورة “أخذ تل أبيب زمام المبادرة وإزالة العقبة الحاسمة المتبقية أمام إقامة علاقات دبلوماسية كاملة ورسمية مع المملكة المغربية”.الورقة التي كتبها العقيد الإسرائيلي المتقاعد والنائب السابق لمدير مجلس الأمن القومي في إسرائيل، عيران ليرمان، أكدت أن “الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين من شأنه أن يعزز العلاقة بين البلدين ويفتح المزيد من سبل التعاون الاقتصادي والعسكري بينهما، للوقوف معا ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة المغاربية”.
وبخصوص تأجيل منتدى النقب الذي كان مقررا عقده في المغرب مارس الماضي، أشار المصدر ذاته إلى أن “هذا التأجيل ينظر إليه على أنه تعبير عن عدم ارتياح بعض الدول لجوانب من السياسية الإسرائيلية، خاصة بعد صعود الحكومة الائتلافية لنتنياهو إلى السلطة في إسرائيل”.في الصدد ذاته، تضيف الورقة عينها أنه “في ما يتعلق بالبلد المضيف، المغرب، لم يكن التوتر الإسرائيلي الفلسطيني وحده هو الذي أدى إلى تأجيل المنتدى، بل كان الاستياء يتزايد في الرباط وعلى أعلى مستوى، إذ أصبح يُنظر لتل أبيب على أنها تتباطأ في العديد من القضايا الثنائية، وعلى رأسها قضية الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء”.
وهي القضية عينها أكد ليرمان أنها “تحظى بأولوية إستراتيجية ودبلوماسية كبيرة بالنسبة لعرش المغرب وحكومته وشعبه منذ عقود”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تصر على تأمين الخطوات المغربية المتبادلة أولا، أي تحسين الوضع الدبلوماسي لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، مقابل اعتراف إسرائيلي رسمي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.غير أن هذا الإصرار الإسرائيلي الذي يقابله تريث مغربي لم يؤثر على العلاقات بين البلدين على المستويين السياحي والعسكري، إذ مازال “عشرات الآلاف من الإسرائيليين من أصل مغربي يترددون على المملكة، إضافة إلى استمرار التعاون العسكري بين البلدين، الذي حصلت بموجبه المغرب على قاذفات الصواريخ PULS في نونبر الماضي”، يضيف المصدر عينه.
على صعيد آخر، أوردت الورقة ذاتها أن “تصرفات إسرائيل في المستقبل لا يجب أن تعكس فقط أهمية العلاقات الثنائية مع المغرب، ولكن أيضا الحاجة إلى مواجهة التخريب الإيراني في المنطقة”، مضيفة أن “عددا من التقارير أشارت إلى زيادة في حجم المساعدات والإمدادات الإيرانية التي تلقتها جبهة البوليساريو عبر الجزائر، وبالتالي فبدون علاقات دبلوماسية كاملة لن تكون من السهل مواجهة النفوذ الإيراني الذي يتنامى في المنطقة المغاربية”.
وحول شكل وتوقيت الاعتراف الرسمي الإسرائيلي بمغربية الصحراء، أورد ليرمان أن “هذه الاعتراف يجب أن يكون بقرار وزاري، وبطبيعة الحال ينبغي أن تنطوي الخطوات التحضيرية له على تفاهمات بين الجانبين، يمكن أن تتم بزيارة رئيس الكنيست، أمير أوحانا، إلى المغرب أو في سياق زيارة دولة للرئيس إسحاق هرتسوغ إلى الرباط”.وخلص المصدر ذاته إلى أن “هذه الترتيبات يمكن أن تضمن اتخاذ خطوات متبادلة وتحديدا ترقية مكتب الاتصال في المملكة إلى رتبه سفارة، مقابل اعتراف رسمي إسرائيلي بمغربية الصحراء”، مشددا على أن “اتخاذ خطوات من هذا القبيل سيعزز من أهمية وقيمة اجتماع منتدى النقب، كما سيعزز من الجدوى العامة لاتفاقيات أبراهام”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
معطيات جديدة تكشف اقتراب إسرائيل من الاعتراف العلني بالصحراء المغربية
السنغال تُجدد تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي للصحراء المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر