أصبح العثور على سيارة أجرة من الصنف الكبير بعد الساعة السادسة مساء في أغلب المدن المغربية، خاصة الكبرى منها، مسألة مؤرقة لعدد من العمال وأصحاب المهن الحرة الذين لا يجدون من وسيلة نقل للعودة إلى بيوتهم، ويمكثون في الشارع إلى أن يسدل الليل ستاره.
عصام، واحد من المواطنين الذين يعانون من انعدام وسائل النقل منذ إعلان تطبيق حالة الطوارئ الصحية، حيث أضحى يجد صعوبة بالغة في العثور على مقعد في سيارة أجرة للعودة إلى بيته في سيدي الطيبي، ضواحي سلا، بعد الانتهاء من عمله في مدينة الرباط.
يشتغل عصام في مستشفى الشيخ زايد بمدينة الرباط، ولا يجد مشكلا في العودة من عمله بالعاصمة إلى مدينة سلا، لوجود الطرامواي الذي يؤمّن التنقل بين العدوتين بوتيرة منتظمة، لكنه يضطر للبقاء في الشارع قرب "باب الخميس" لساعتين أو أكثر، قبل أن يعثر، بمشقة، على سيارة أجرة تقله إلى بيته.
"كنخرج من دارنا مع الخمسة د الصباح باش لقا الطاكسي اللي يوصلني لمحطة الطرام، ونبقا فالخدمة تال الستّة د العشية، وملي كنسالي فالعشية ونرجع لسلا كلقا مشكل كبير باش نوصل لدارنا، حيت ما كاينينش الطاكسيات"، يقول عصام لهسبريس، مشددا على أن قلة وسائل النقل أصبحت تخلق له ولغيره من المواطنين الذين يعملون إلى غاية المساء مشكلا حقيقيا.
المعاناة نفسها يسردها عادل، صاحب محل تجاري في المدينة القديمة بسلا، قائلا: "من نهار بدات هاد حالة الطوارئ وحنا كنعانيو من مشكل غياب وسائل النقل، حيت السلطات ما وفراتش إجراءات مواكبة باش اللي خدام يلقا اللي يوصلو لدارو".
وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن أصحاب المحلات التجارية في سلا يعانون الأمرّين في سبيل إيجاد سيارة أجرة لنقلهم إلى بيوتهم في سلا الجديدة، أو القرية، أو حتى إلى أحياء غير بعيدة، مثل حي شماعو، مشيرا إلى أنه اضطر لانتظار سيارة أجرة، مساء أمس الأربعاء، إلى ما بعد الساعة الثامنة مساء.
وأردف المتحدث ذاته: "كان على السلطات أن تفكر في توفير وسائل النقل للناس اللي كيخدمو تال العشية، أو على الأقل يخبرونا بأن الطرونسبور كيحبس باش تا نحنا نسدو محلاتنا مع الربعة، ولا نسدو كاع بمرة وبناقص من هاد الخدمة حتى يدوز هادشي".
معاناة عادل وعصام مع غياب وسائل النقل بسبب حالة الطوارئ الصحية يتقاسمها معهما عدد كبير من المغاربة في مختلف المدن، وهو ما أكّده عبد الحق الدهبي، المنسق الوطني للنقل بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بقوله إن حركية سيارات الأجرة توقفت بنسبة تناهز ثمانين في المئة داخل المدن الكبرى، كالدار البيضاء.
وعزا الدهبي توقف سيارات الأجرة عن العمل إلى مشكل عدم قدرة المهنيين على توفير "الروسيطة" بعد تقييد الحركة في الشوارع، مضيفا في تصريح لهسبريس: "لا كانت الروسيطة غير مية درهم راه الشيفور ما يخرجهاش (السيارة)، وكاين البعض مكيدخلو حتى خمسين درهم فالنهار، حيت القضية واقفة".
واضطر عدد من سائقي سيارات الأجرة إلى الدخول في عطلة إجبارية عن العمل بعد تراجع مداخيلهم بشكل حاد ولم تعُد مسعفة لهم حتى لدفع سومة استغلال المأذونية لصاحبها.
وتوقع عبد الحق الدهبي أن تتوقف حركة سيارات الأجرة إذا لم تسارع الحكومة إلى تمكين هذه الفئة من مساعدات على غرار باقي الفئات المتضررة من فرض حالة الطوارئ الصحية.
قد يهمك ايضا
العسكر يشارك في دوريات ضبط حالة الطوارئ الصحية في مدينة فاس
سلطات خريبكة تستعين بالحواجز لضبط سكّان الأحياء الغير ملتزمين بالإجراءات الاحترازية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر