أشار رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى كون هذا الأسبوع كان حافلا بالمسرات، بدءا بتأمين معبر الكركرات والذي تحقق بضعة أيام قبل حلول ذكرى عيد الاستقلال.
وأشاد العثماني خلال كلمته الافتتاحية لمجلس الحكومة اليوم الخميس، بقرار الملك بعملية تصحيح الوضع في معبر الكركرات وتأمينه من ميلشيات الانفصاليين، وهي العملية، يوضح العثماني، التي نفذتها القوات المسلحة الملكية باحترافية عالية، والتي تدخل في إطار تصحيح الوضع، بعد المحاولات العديدة التي قام بها المغرب وقامت بها الدبلوماسية المغربية، وعبر اتصالات متتالية مع الأمين العام للأمم المتحدة ومع قوات المينورسو ومع عدد من الدول الأعضاء ب مجلس الأمن، وكذا مع دول أخرى من أجل إرجاع الأمور إلى وضعها الصحيح.
وذكر رئيس الحكومة بكون إغلاق معبر وطريق الكركرات كان موضوع قرار لمجلس الأمن، طالب فيه ميلشيات الانفصاليين بالانسحاب في فترة سابقة، وقد انسحبوا آنذاك، وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره عن قلقه من الانتهاكات الموجودة في المنطقة العازلة، والتي اختار المغرب طوعا أثناء وقف إطلاق النار بجعلها منزوعة لكل سلاح، وممنوعة من كل بناء ومن كل تحرك ما عدا للمدنيين الذين يعيشون أصلا في هذه المنطقة، لكن دأبت جبهة الانفصاليين على خرق وقف إطلاق النار فيها وباستمرار ومنذ سنوات.
كما أن هذا الخرق، يضيف رئيس الحكومة، كان موضوع رسائل ملكية سامية وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة للتنبيه على هذه الخروقات، علما أن للمغرب القدرة على حسم المعركة على الأرض، لكنه احتراما لوقف إطلاق النار ولتعهداته الدولية، فإنه ينتظر حل المشكل من الأمم المتحدة ومن أمينها العام.
وتأسف العثماني لكون الإغلاق الأخير لمعبر الكركرات امتد لأكثر من 3 أسابيع، مبرزا أنه معبر لا يعني المغاربة وحدهم ولا موريتانيا وحدها، وإنما هو طريق يهم التجارة الدولية، بما في ذلك تجارة دول أوروبية مع عدد من الدول الافريقية. ووصف العثماني معبر الكركرات ب”الشريان الدولي الذي لم يعد فقط شريانا مغربيا وطنيا، وبالتالي، فالملك محمد السادس اتخذ القرار الحاسم في الوقت المناسب لإنهاء المعركة بتدخل القوات المسلحة الملكية بطريقة غير قتالية ودون احتكاك مع عناصر الميليشيات الانفصاليين، ثم بإقامة حزام أمني، وهو ما حسم الموضوع نهائيا”، معتبرا أن قرار المغرب الأخير بخصوص معبر الكركرات أحدث تحولا استراتيجيا، علما أن الانفصاليين كانوا يستغلونه دائما ضد المغرب وضد مصالحه، ويثيرون به المشاكل ويشوشون على الملف المغربي، خصوصا مع اقتراب اجتماعات مجلس الأمن لإصدار قراره السنوي. إنه التحول الذي حسم الموضوع نهائيا، يوضح رئيس الحكومة، متوقعا أن العناصر والميلشيات الانفصالية لن تعود مرة أخرى لقطع هذا الطريق، فالمغرب تدخل لمصلحة السلم، ولفك طريق دولي لضمان حرية حركة المدنيين والتجارة، في انسجام مع القوانين الدولية، ومع حاجيات المنطقة، ومع اتفاق وقف إطلاق النار،
ولذلك شكر رئيس الدول الشقيقة والصديقة الإفريقية والعربية، وكذا المنظمات الإسلامية والعربية التي أشادت بعبارات واضحة بالخطوة المغربية وأعلنت دعمها للمملكة في موقفها.
إلى ذلك، قال رئيس الحكومة إن المغرب يوجد الآن أمام مرحلة ثانية، بدأت فيها معركة الإشاعات المغرضة التي حاولت جبهة الانفصاليين شنها بعد أن انهزمت عناصرها على أرض الواقع وعلى مستوى الشرعية الدولية، كما انهزمت بمنطق السلم العالمي “فلم يبق لها سوى إشاعة الأخبار الكاذبة، ضد القوات المسلحة الملكية، وضد ما يجري على أرض الواقع، وهناك إعلام وطني، لله الحمد، عرّى هذه الأكاذيب وبيّن أن كثيرا من الصور والفيديوهات التي يروجها الانفصاليون في إعلامهم وفي إعلام من يساندونهم وبالدليل القاطع، أنها تعود إلى مناطق توتر أخرى عبر العالم أو إلى أحداث بعيدة، وبالتالي لم يعد لديهم ما يقومون به إلا مثل هذه الردود غير المقبولة وغير المنطقية التي تروج للأخبار الزائفة”.
ورغم هذا التشويش من قبل الانفصاليين، فإن بلادنا انتصرت فعلا، بفضل حكمة وتوجيهات الملك التي أدت إلى وضع على الأرض وأفق استراتيجي جديدين، ليواصل المغرب بقيادة جلالة الملك الدفاع عن حقه انطلاقا من المقولة الخالدة لجلالة الملك نصره الله عندما قال “سيظل المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”، إنها كلمة “حازمة، ودالة على الإيمان العميق للمغرب بحقه وبالقضية التي يدافع عنها، من ملك حكيم وأيضا من شعب يتعلق دائما بقضاياه الوطنية ويدافع عنها”.
وفي هذا الصدد، حيا رئيس الحكومة الشعب المغربي ومغاربة العالم الذين هبوا للدفاع عن وطنهم ورموزه وتصدوا لمناورات الميليشيات المناوئة، وهم الذين تسري في عروقهم الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه، فالمغربي أينما كان، يقول العثماني، “يظل محبا لبلده ومدافعا عن وحدته الوطنية والترابية بكل ما يستطيع، ورأسمال المغرب أن المغاربة يؤمنون بوطنهم ويحبونه ويدافعون عنه، لذلك بقي وسيبقى منتصرا في قضيته تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله”.
و ذكّر رئيس الحكومة باحتفال المغاربة قاطبة يوم أمس الأربعاء الذي صادف 18 نونبر ذكرى الاستقلال الأمجد، وهي ذكرى نستحضر فيها عودة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس من المنفى وحصول المغرب على استقلاله، وكلها عناوين لانتصار إرادة ملك وشعب وللتلاحم القائم بين العرش العلوي المجيد والأمة. وللاحتفال بعيد الاستقلال رمزية خاصة، باعتباره محطة جسدت انتصار المغرب وفتحت مرحلة البناء والتنمية، واللذان مازالا مستمرين في عهد جلالة الملك محمد السادس.
قد يهمك ايضا:
انعقاد مجلس حكومي مغربي برئاسة سعد الدين العثماني الخميس المُقبل
الحكومة المغربية تتدارس ثلاثة مشاريع مراسيم و"اتفاقية أبيدجان"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر