الرباط - المغرب اليوم
خرج خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، بـ”خارطة توضيحية” للسياسة الخارجية لقصر المونكلوا المقبلة، والتي سيبقى فيها التعاون مع المغرب مستمرا في “أعلى المستويات” كما هو الحال عليه.
ألباريس وضع، في حوار مصور أجراه مع وكالة “يوروبا بريس”، أجوبة “قوية” حول العلاقات مع المملكة المغربية، إذ قال إن “خارطة الطريق الموقعة مع المملكة المغربية ناجحة وأعطت الكثير من النتائج”، مؤكدا أنها “مستمر ودائمة”، في إشارة إلى التساؤلات التي تحوم حول مستقبل موقف مدريد من ملف الصحراء المغربية.
وأعطى رئيس الدبلوماسية الإسبانية دلائل على هذا التعاون المثمر، أولها “انخفاض مستويات الهجرة السرية نحو جزر الكناري، والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب”.
وتأتي هاته المعطيات في ظل “تزايد نسب الثقة” لدى بيدرو سانشيز الذي يقود الحكومة المنتهية ولايتها، في الظفر بواحدة جديدة، خاصة مع استمرار “غياب” أية مؤشرات حول نجاح فيجوو في تشكيل الحكومة، وكذا “تسارع” جهود يولاندا دياز زعيمة “سومر” في إقناع كارليس بويجديمونت، الزعيم الكاتالوني الفار من العدالة، في دعم الاشتراكيين في تشكيل الحكومة المقبلة.
أما الجزائر، فقد صرح ألباريس بـ “رغبة مدريد في علاقات قوية كما كان عليه الحال قبل الأزمة الحالية”، في وقت يصر فيه قصر المرادية على “بقاء” الأسباب نفسها التي أضرت بالعلاقات.
عبد الحميد البجوقي، كاتب ومحلل سياسي مختص في الشأن السياسي، سجل أن “تصريحات ألباريس تتزامن مع وجود ثقة قوية لدى سانشيز في قيادة الحكومة المقبلة”.
وأضاف البجوقي أن “يولاندا دياز ستجتمع مع بويجديمونت الذي يمتلك مفاتيح تشكيل الحكومة المقبلة؛ ومن ثم، فإن الثقة تتصاعد لدى الاشتراكيين من أجل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، فضلا عن أن فيجوو نفسه من خلال تصريحاته غير واثق من نجاح مساعيه”.
واسترسل المتحدث عينه شارحا: “ما قاله ألباريس رسائل مباشرة إلى المغرب خاصة، وكذا إلى المحيط الإقليمي، بحيث تترأس مدريد الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح المحلل السياسي ذاته أن “فرصة تشكيل حكومة ائتلافية بتأثير قوي توجد الآن أمام زعيم كاتالونيا؛ ما يعني أن سانشيز أصبح قريبا للغاية أكثر من أي وقت سابق”.
وخلص البجوقي إلى أن “الرأي العام الإسباني يعلم أن موقف إسبانيا من مخطط الحكم الذاتي سليم وإيجابي، ولا يحمل أي ضرر لمصالح بلادهم، بل على العكس يدر الكثير من الربح”.
من جانبه، سجل محمد الغواطي، محلل سياسي، أن “هاته التصريحات إشارة واضحة وبليغة بعدم وجود تغيير في موقف حكومة مدريد المقبلة، مهما كانت طبيعتها، من مخطط الحكم الذاتي”.
وأورد الغواطي أن “هذا الأمر يوضح بشكل قوي انتكاسات البعض في محاولاتهم لتغيير موقف مدريد الرسمي من ملف الصحراء المغربية”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر