توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة
آخر تحديث GMT 11:49:09
المغرب اليوم -

توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة

الملك المغربي محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني إلى المغرب كانت خاطفة لكنها كانت أهم وأثمر زيارة من بين كل اللقاءات التي سبق أن جمعت بين قائدي البلدين. وأهم عنوان يلخص نتائج هذه الزيارة هو التوافق المغربي الموريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المغرب: أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. وهاتان المبادرتان تمثلان جزءا لا يتجزأ من المسار والمصير المشترك بين البلدين الجارين، وسيعززان على المدى المتوسط والبعيد الشراكة الشاملة بين البلدين، وسينقلانها إلى مسار جديد ومختلف.
القرار المتخذ في أعقاب اللقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني والقاضي بتنسيق مساهمات البلدين في هذين المشروعين الاستراتيجيين ليس نتيجة تقارب مباغت وظرفي، بل هو ثمار جهد دبلوماسي وتشاور متواصل منذ شهور طويلة. وعلى الرغم من الغيوم التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة إلا أن نواكشوط قررت أخيرا أن تصطف إلى جانب المصلحة الإقليمية والإفريقية، وتضم صوتها إلى صوت المغرب، الساعي إلى زرع أسس الاستقرار في المنطقة، وجني ثمار الرخاء والتنمية، في الوقت الذي كان فيه العالم الآخر يعمل باستمرار على زرع بذور الفتنة والقلاقل، ودفع موريتانيا في مناسبات عديدة إلى توتير مجاني لعلاقاتها مع المغرب.
ولعلّ اقتناع الطرف الموريتاني بأن الحلّ الحقيقي لمشكلات المنطقة يكمن في مشاريع التعاون التي تخدم الإقليم والقارة الإفريقية ككل يمثل أيضا مكسبا هاما من مكاسب هذا التقارب. لدى موريتانيا مصلحة مطلقة في نجاح الورشين المقترحين، لأنها تمتد على مساحة شاسعة وستحتضن أراضيها مقطعا طويلا من مشروع أنبوب الغاز بما يعنيه ذلك من مكاسب اقتصادية وطاقية مهمة. كما أنها تطل على ساحل أطلسي طويل يمتد لأكثر من 700 كلمتر، ومن المؤكد أنه سيشكل منفذا بحريا مهما في مبادرة ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. وهذا يعني أن المنطق والعقل يقضيان بمسارعتها إلى الانخراط في هذين الورشين والدفاع عنهما، وفعل ما أمكن لإنجاحهما.

هذا هو البديل الذي يطرحه المغرب، وهو في الحقيقة ليس بديلا بقدر ما هو أساس للاستقرار والنماء وأصل لتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة. فهل تفضل موريتانيا إذاً مبادرات الابتزاز والاستغلال والرشى الجزائرية أم تريد أن تصبح جزءا لا يتجزأ من قرار تنموي ضخم ستشهده المنطقة؟ الظاهر أن نواكشوط اختارت أخيرا الانضمام إلى الأفكار التي تدافع عن المستقبل وتسعى إلى إعادة هيكلة المنطقة ككل ودورها على الصعيد القاري والدولي. أنبوب الغاز الذي كان المغرب وراء اقتراحه على سبيل المثال ليس منحة لتنمية دول المنطقة، بل هو فرصة سيشارك فيها الجميع بما يقدر عليه وما يمتلكه من مؤهلات وإمكانات وموارد سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو المالية أو الطبيعية أو غيرها. وهذا الورش سيحول مستقبل غرب إفريقيا وسيجعل من هذه المنطقة لاعبا مميزا في خارطة الطاقة الدولية.
يمكننا اليوم أن نؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التكامل بين المغرب وموريتانيا ليس مجرد اختيار، بل هو حتمية تاريخية بالنظر إلى الترابط الثقافي والجغرافي والاستراتيجي الذي يقرن مصالح البلدين بعضهما ببعض، ويجعل من هذا الموقع الجغرافي المميز منطلقا لإنجاح الرؤية الملكية الإفريقية. وعلى القيادة الموريتانية أن تدرك أن ما يحمله المغرب للقارة السمراء من مشاريع وأفكار ومبادرات ستعم بالفائدة أولا وقبل أيّ بلد آخر، على موريتانيا نفسها لأنها تمثل منفذنا المباشر والعميق إلى غرب إفريقيا. لذا؛ بدلا من أن تترك نفسها عرضة لهذا الابتزاز الجزائري المتواصل، أو ضحية لإغراء استمرار الوضع القائم من الضروري أن تؤمن أيضا بأن التغيير يبدأ من اتخاذ قرارات جيواستراتيجية جوهرية ومؤثرة، سيكون أولها الاعتراف النهائي بمغربية الصحراء.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

ولي العهد السعودي يطمئن على الملك محمد السادس متمنيًا له دوام الصحة والعافية

 

الملك محمد السادس يُشيد بعلاقات الأخوة مع الكويت

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib