مخلفات جائحة كوفيد ـ 19 تفاقم تردي الوضع الاجتماعي في تونس
آخر تحديث GMT 18:03:32
المغرب اليوم -

مخلفات جائحة "كوفيد ـ 19" تفاقم تردي الوضع الاجتماعي في تونس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مخلفات جائحة

فيروس كورونا
الرباط _ المغرب اليوم

نبه مراقبون في تونس إلى أن القرارات المتخذة مؤخرا من قبل الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ستزيد من تعميق الأزمة الاجتماعية، خصوصا أن الاقتصاد يواجه وضعا صعبا منذ ثورة 2011. قرّرت السلطات التونسية فرض حظر تجول ليلي اعتبارا من الخميس الفائت، وعلى مدى 15 يوما، في ولايات تونس الكبرى، للحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد. وقد سجلت البلاد عشرين وفاة كمعدل يومي في الأيام الأخيرة.

وتؤكد الحكومة أنه لن تكون هناك عودة للإغلاق التام في البلاد مثل الذي أقرّ في مارس الفائت، معللة قرارها بأن الاقتصاد لا يحتمل.وتشير الأرقام الرسمية لمعهد الإحصاء إلى أن نسبة الانكماش الاقتصادي التي تسبب فيها الوباء في الفصل الثاني من العام 2020 تخطت 20 في المائة، وقفزت نسبة البطالة من 15 إلى 18 في المائة، ووصف البنك المركزي الانكماش الاقتصادي المسجل في البلاد بـ"غير المسبوق".

وقدرت منظمة الأعراف في تونس أن الموجة الأولى لوباء كوفيد-19 في البلاد تسببت في خسارة حوالي 165 ألف مواطن عملهم، منبهة إلى تواصل تداعيات الأزمة الاقتصادية مع عودة الفيروس للانتشار من جديد.ويقول عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بشير بوجدي لوكالة فرانس برس: "تشير تقديراتنا إلى خسارة ما يقارب 165 ألف مواطن شغلهم خلال الموجة الأولى من الوباء"، ما بين مارس ويونيو.

كما يضم القطاع غير المنظم 44 في المائة من مجموع العاملين في البلاد، حسب إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء للعام 2019.

ويبين بوجدي أن حوالي 35 في المائة من المؤسسات الصغرى والمتوسطة في القطاع الخاص "مهددة بالاندثار"، بينما 40 في المائة من شركات الصناعات التقليدية على وشك الإفلاس، ويتابع: "من المؤكد أن الموجة الثانية ستزيد من تعقيد الأمور، لكن تجب المحافظة على أسواقنا والتحمس للإنتاج".

وأرفقت السلطات التونسية قرار الحظر الليلي بمنع الجلوس في المقاهي والمطاعم. وعبرت كل من "الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المقاهي"، و"الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المطاعم" في بيان الجمعة، عن "رفضهما القطعي" للإجراءات المتخذة بمنع استخدام الكراسي والطاولات بالمحلات الناشطة بولايات تونس الكبرى، واعتبرتها إجراءات "مجحفة ستتسبب في قطع أرزاق 100 ألف عائلة تعيش من القطاعين، وفي إفلاس عشرات الآلاف من أصحاب المحلات".

شمل الحظر الليلي ولايات أخرى على غرار بنزرت (شمال) وسوسة والمنستير الساحليتين، ومناطق في ولايات زغوان (وسط) وتوزر (جنوب) والكاف (غرب).

ويقول صاحب مقهى في العاصمة تونس علي بالراشد لوكالة فرانس برس، غاضبا من قرار الحكومة منع الجلوس حول الطاولات: "نحن مجبرون بهكذا قرار على الإغلاق.. من سيدفع رواتب؟"، ستة من العاملين في المقهى.

بينما يفصح ياسر (22 عاما) وهو نادل في حانة ويعمل من أجل سداد مصاريف دراسته في اختصاص الاقتصاد: "آخذ نصف الراتب...وتم إيقاف نصف العاملين، ولم يعد هناك بقشيش لأن عدد العملاء تناقص".

ويقول مجدي شبّار، المشرف على مطعم وحانة وسط العاصمة تونس: "نخسر نحو 90 في المائة من رقم المعاملات اليومي"، بسبب حظر التجول الليلي.

مع إقرار الغلق التام في الموجة الأولى للوباء في مارس الفائت، أعلنت الحكومة حزمة مساعدات مالية منحتها إلى العائلات المعوزة والفقيرة قدرتها بحوالي ستين يورو.

كما أقرت الحكومة السابقة وعودا بمساعدة الشركات المتضررة من الإغلاق بقيمة 700 مليون دينار (حوالي 235 مليون يورو) رغم أن المالية العمومية تواجه صعوبات.

وكانت تونس احتوت الوباء تقريبا في نهاية يونيو، ورفعت معظم القيود خلال الصيف. لكن عدد الحالات المؤكدة بات حاليا يناهز 27 ألفا بينها 409 وفيات.

إلى ذلك، لم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي من الحد من تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، إلى أن زادت الجائحة من تدهور الوضع وتفاقمت المديونية لدى المانحين الدوليين.

ونبه رئيس الحكومة الأسبق إلياس الفخفاخ في يونيو الفائت إلى أن الدين الخارجي للبلاد "تجاوز الخط الأحمر" وبلغ 60 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي مع بلوغه نحو 30 مليار يورو

قد يهمك ايضا:

وزارة الصحة تتابع الاستعدادات الخاصّة بتلقيح المغاربة ضد "كورونا"

وزير الصحة المغربي يؤكّد أنه سيعمل جاهدًا لتأمين مخزون كاف من لقاح "كورونا"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخلفات جائحة كوفيد ـ 19 تفاقم تردي الوضع الاجتماعي في تونس مخلفات جائحة كوفيد ـ 19 تفاقم تردي الوضع الاجتماعي في تونس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib