الرباط - المغرب اليوم
حفظت “ثقة البرلمان الإسباني” لرئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، منصبه لولاية ثانية تمتد لأربع سنوات، رغم فشل حزبه “العمال الاشتراكي” في الانتخابات التشريعية العامة، ما يمهد له الطريق لمواصلة تنفيذ سياساته الداخلية والخارجية وتمتين علاقاته مع الدول الصديقة، ومن بينها المغرب.
ويرى مراقبون أن منح سانشيز ولاية ثانية على رأس الحكومة الإسبانية يمنح اتفاقيات الشراكة والتعاون مع المغرب مدة صلاحية أطول، وذلك بعدما قطع الطريق على الحزب الشعبي و”فوكس” اليمني المتطرف، اللذين بنيا جزءا كبيراً من حملتهما الانتخابية على مهاجمة مواقف الحكومة السابقة تجاه المغرب، وأبرزها موقفها المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
واعتبر عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، أن استمرار رئيس الحكومة الحالي “سيساعد بدون شك في توسيع أشكال ومجالات التعاون بين البلدين، والتنسيق بينهما في القضايا المشتركة، وهو ما سيتعزز عبر التنظيم المشترك لكأس العالم”.
ويتوقّع بنلياس أن يتواصل خلال السنوات الأربع القادمة “تشبيك العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والاستثمارية والثقافية، وتبادل الخبرات والتعاون من أجل إنجاح التظاهرة الدولية (كأس العالم)، من جهة، وترسيخ الثقة بأن البلدين محكومان بالتعاون والتفاهم حول القضايا الحيوية لكل طرف، من جهة ثانية”.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، في حديثه، أن “سانشيز -مهندس إعطاء دفعة قوية للعلاقات المغربية الإسبانية بعد فترة من التوتر- سيعزز موقف بلاده من الصحراء، ويشجع على الذهاب في اتجاه دعم الحكم الذاتي وقرار مجلس الأمن الأخير بشأن تفعيل آليات الموائد المستديرة للمفاوضات بين الأطراف الأربعة للدفع بالعملية السلمية في المنطقة”.
من جانبه، قال محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “تجديد الثقة في رئيس الوزراء الإسباني ينسف كل المجهودات المبذولة من طرف أحزاب داخلية إسبانية، أو دول خارجية كالجزائر، لإرغام الحكومة الإيبيرية على مراجعة موقفها من المغرب وقضية وحدته الترابية”.
وأضاف الغالي، ضمن تصريح ، أن “تعزيز سانشيز علاقات بلاده مع المغرب عبر حجم الزخم الذي رافق تأييده مبادرة الحكم الذاتي، والشراكات التي عقدها مع المغرب خلال ولايته السابقة، أمور ساهمت في نيله ثقة البرلمان الإسباني، كاعتراف بنجاحه في حماية المصالح الإسبانية، سواء على الصعيد الأوروبي أو المغاربي وشمال إفريقيا والحوض المتوسط”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر