الرباط - المغرب اليوم
مازال المغرب وباقي أطراف ملف الصحراء المباشرة وغير المباشرة، في حالة ترقب لتعيين مبعوث أممي، طال انتظاره، بعد استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر في شهر مايو الماضي، وعُقدت مؤخرا لقاءات خاصة في نيويورك جمع تأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مع دبلوماسيين ومسؤولين رفيعي المستوى من الجهات التي يجمعها الملف، وذلك للتباحث بشكل مباشر ومنفرد حول تعيين مبعوث جديد إلى المنطقة، ويخلف الدبلوماسي الألماني الذي كانت استقالته مفاجئة للجميع في شهر مايو الماضي.
ويروج الحديث في الآونة الأخيرة حول وجود خلافات داخل مكاتب الأمم المتحدة، والتي يمكن أن تزيد تعقيداتها في الأسابيع المقبلة، ويتعلق الخلاف بأمور تتعلق بجنسية من سيُعيّنه غوتيريس في هذا الملف. كما سلطت بعض التقارير الضوء حول إمكانية وجود خلافات بين الأطراف الوازنة في المنظمة الأممية، بينها الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، ووجود اختلاف في وجهات نظر بعض من هذه الدول، التي وإن لم يسبق لهم أن سجلوا مواقف غير متوافقة في قضية الصحراء، فإن السنوات الأخيرة، وخصوصا الشهور القليلة الماضية، بينت عدم وفاق صارخ فيما بينها، في قضايا شرق أوسطية، كالملف السوري واليمني، وأيضا في ما يخص الوضع الإيراني والخليجي.
ومن الواضح حسب بعض متتبعي الملف الصحراوي، القابع في ردهات الأمم المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي،أن الوضع الراهن يبقى في صالح المغرب، ومهما طالت فترة تعيين مبعوث أممي، فإن الرباط ستبقى الأكثر ارتياحا،وبالتالي، فإن البعثة الأممية لتنظيم استفتاء في الصحراء المعروفة اختصارا ببعثة المينورسو سيزداد ضعفها.
اقرا أيضاً :
"العنف المنزلي" يضع مرشح رئاسة الحكومة البريطانية في موقفٍ مُحرج
وقال الخبير في قضايا الصحراء والشؤون الإفريقية، عبد الفتاح الفاتحي، إن هناك من يروج لأفكار مشوشة قبل تعيين مبعوث أممي إلى المنطقة، ومن بين الأشياء المغلوطة التي تم الترويج لها مؤخرا، هو حديث عن عدم توافق موسكو وواشنطن حاصل أو وشيك، داخل الأمم المتحدة، أو بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، لأن التاريخ لم يشهد خلافات بين هذه الدول حول ملف الصحراء، كما لم يسبق لروسيا مثلا أن استعملت حق النقض “الفيتو“،للاعتراض أو التعرض لقرار ما في الملف. وأضاف الخبير بأن هذا التكهن حتى إذا كان صحيحا، فلن يكون إلا في إطار بعض المزايدات لاستغلال الملف كوسيلة ضغط في قضايا تهتم بها الدول الكبرى، كالقضايا شرق الأوسطية التي لا تعرف فيها هذه الدول تفاهما.
ويرى الفاتحي بأنه من الناحية التاريخية لم يتم التعارف على معايير محددة وواضحة يتم من خلالها اختيار المبعوث الأممي إلى الصحراء، ورجح المتحدث ذاته أن تعيين مبعوث أممي له شخصية وكاريزما كالتي كان يتمتع بها المبعوثون السابقون، ستكون فرص تحققه صعبة جدا. وأردف بأن الصعوبة تكمن في وجود شخصية قادرة على الخوض في ملف من أكثر القضايا تعقيدا لدى الأمم المتحدة. ووفق تصور الخبير في ملف الصحراء، فإن كل من المغرب والجزائر يتطلعان إلى الاسم الذي سيُعلن عنه، وكل منهما ليس له فكرة حول التوجهات التي سيأتي بها خليفة المبعوث السابق والدبلوماسي الألماني هورس كوهلر.
قد يهمك أيضاً :
أنطونيو غوتيريس يرسل وكيلته لبحث أزمة غريفيث مع حكومة اليمن
القوات المشتركة في اليمن تستعيد مواقع قرب معسكر العللة شمال الضالع
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر