تستعد جيسي لابين، منسقة الولايات المتحدة الأميركية للتعاون الأطلسي، للقيام بزيارة إلى المنطقة تشمل كلا من المغرب وبريطانيا وفرنسا، في الفترة من 18 إلى 26 من الشهر الجاري.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية ، الثلاثاء، أن لابين ستشارك في الأحداث التي يستضيفها مركز التفكير “تشاتام هاوس” وصندوق مارشال الألماني ومركز السياسات للجنوب الجديد.
وأورد المصدر ذاته أن “الشراكة من أجل التعاون الأطلسي، التي تم إطلاقها في شتنبر المنصرم، تضم 33 دولة، من بينها المملكة المغربية، بحيث يتم جمع دول القارة الإفريقية وأوروبا والقارتين الأمريكيتين وبحر الكاريبي من أجل البحث عن حلول جماعية للمشاكل المشتركة، والتمسك بمبادئ التعاون الأطلسي”.
ويأتي الاقتصار في زيارة المنسقة الأميركية على المملكة المغربية ضمن الدول الإفريقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، كدلالة “هامة” لمكانة الرباط في هذا المحيط الجغرافي الاستراتيجي، واستكمالا لمخرجات زيارة المسؤولة عينها إلى الرباط في أبريل الماضي.
الدفع بالفضاء الأطلسي
في هذا الصدد، قال هشام معتضد، خبير في العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن “زيارة المنسقة الأمريكية إلى المغرب تدخل في إطار الديناميكية السياسية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لخلقها من أجل الدفع بالفضاء الأطلسي إلى مزيد من التنسيق والتعاون في مختلف القطاعات الحيوية وذات الاهتمامات المشتركة”.
وأضاف معتضد، في تصريح ، أن “اختيار المغرب ضمن هذه الزيارة الاستراتيجية يترجم مكانته المهمة في الفضاء الأطلسي، ودوره الرائد في بناء ثقافة أطلسية مشتركة تسعى لتنسيق وطيد بين مختلف البلدان التي تتقاسم تحديات هذا المحيط، وتسعى كذلك لكسب الرهانات المتعلقة بفضائه الجيو-سياسي الذي يعد من أصعب وأعقد المناطق العالمية”.
وأشار المتحدث إلى أن “الرباط كانت من الدول الأولى التي آمنت بفكرة ضرورة خلق منصة أطلسية قادرة على ضم صوت الشمال الأطلسي وجنوبه دون تمييز سياسي أو استراتيجي من أجل حماية مكتسباته المشتركة، والدفاع عن مصالح فاعليه، خاصة عبر خلق منظومة تنسيق بين كل الشركاء دون استثناء لصونه من الاختراقات المحتملة”.
“الثقافة الأطلسية كانت دائما حاضرة في السياسة الخارجية المغربية، والشركاء الدوليون، وعلى رأسهم واشنطن، يعون جيدا أن مكانة الأطلسي راسخة في البناء الاستراتيجي المغربي، كما أن فكره السياسي حيال الأمر محور مهم وأساسي في تدبير تموقعه على مستوى منطقته الإقليمية والخريطة الدولية”، يقول الخبير في العلاقات الدولية والاستراتيجية.
وخلص معتضد إلى أن “موضوع غزة سيكون بدون شك حاضراً في قلب محادثات هاته الزيارة؛ لأن المغرب لا يجزئ تدبير الملفات ويستحضر دائما مسؤوليته العربية والإسلامية وكذلك القارية في نقاشاته الاستراتيجية على المستوى الدولي لوعيه الدائم بتشكيل حلقة وصل بين فضاءات انتمائه والفضاءات الأخرى”.
مكانة الرباط الهامة
من جانبها، قالت شريفة لموير، محللة سياسية، إن “الزيارة ليست ترجمة لمكانة المغرب في المنطقة الأطلسية فقط، بل تتخطاها إلى مكانتها على المستوى القاري، بحيث إن المغرب بفضل دبلوماسيته وسياسته الجديدة، يعد قطبا قاريا مهما سواء إفريقيا أو دوليا”.
وأضافت لموير، في حديث ، أن “ضم المغرب لبرنامج هاته الزيارة، هو أيضا استكمال للزيارة التي قامت بها المسؤولة الأمريكية أواخر أبريل الماضي”.
وتابعت المحللة السياسية عينها قائلة: “مما لا شك فيه أن تبادل الزيارات في إطار الشراكة من أجل التعاون يقوي من قابلية إنجاح هاته الخطوة، خاصة أنها تعنى بمشاكل حقيقية تصيب المنطقة”.
وخلصت المتحدثة إلى أن “الزيارة تظهر التزاما لدى الأطراف المنخرطة في هاته الشراكة من أجل النهوض بها، وتجاوز كل المشاكل التي تؤرق المنطقة على مستوى كل الدول المعنية المنضمة لهاته الشراكة التي ترتكز على التعاون بالأساس”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر