قال سفير بكين بالرباط، لي تشانغلين، إن الصين تدرك الأهمية الكبيرة التي تمثلها قضية الصحراء بالنسبة للمغاربة، لافتا إلى أن بلاده تسعى دائماً لدعم حل سلمي وسياسي لهذا النزاع بما يحقق الاستقرار والعدالة؛ وذلك في لقاء جمعه مع ممثلي الأحزاب المغربية ومراكز الأبحاث والدراسات، وممثلي الشركات العمومية الصينية بالمغرب.
وسجل المسؤول الدبلوماسي الصيني، في اللقاء الذي عقد أمس الجمعة، وحضره شخصيات وازنة من الحزب الشيوعي الصيني، وعلى رأسهم وزير الإدارة الوطنية للتنظيم المالي في الصين، لي يونزي، أنه خلال السنوات الأربع الماضية، دعمت الصين موقف المغرب باستمرار في الأمم المتحدة من خلال التصويت لصالحه في كل القضايا المرتبطة بوحدته الترابية.
وأشار السفير إلى أن كتاب هوبيز سيان “الصحراء المغربية: المكان والزمان”، والذي قام بترجمته الأستاذ الجامعي المغربي المقيم بالصين، ناصر بوشيبة، والذي كان من بين من حضروا اللقاء والمكتوب، كان له دور كبير في فتح أعين الجانب الصيني على الكثير من الحقائق المتعلقة بهذا النزاع. مؤكدا أنه قبل هذا إصدار، لم يكن لدى الصينيين فهم كامل لحيثيات هذه القضية.
ولفت بوشيبة إلى أنه أثناء ترجمة كلمة السفير من الصينية إلى العربية، استخدمت المترجمة الصينية مصطلح “الصحراء الغربية”. فقاطعها على الفور باحترام، وأوضحت لها أن المصطلح الصحيح هو “الصحراء المغربية”.
واسترسل موضحا “شرحت لها باللغة الصينية أن المصطلح الأول هو من بقايا الاستعمار الذي يسعى إلى منع تشكيل أي نوع من الوحدة والتكامل بين دول الجنوب، وبالتالي لا نعترف به في المغرب. بعد ذلك، بدأت المترجمة المحترمة تستخدم مصطلح “الصحراء المغربية” خلال ما تبقى من المقابلة”.
واعتبر ناصر بوشيبة، إلى أنه من خلال هذا اللقاء، يظهر جليًا أن “الترجمات التي اعتدنا إصدارها كأعضاء في المجتمع المدني المغربي، وبتشجيع شخصيات وطنية مثل عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، أصبحت تلعب دورًا مهمًا في توضيح وجهة النظر المغربية حول قضية الصحراء المغربية للمجتمع الصيني”.
وأبرز أن هذا الأمر يعزز فهمًا أعمق لهذا النزاع ويمهد لمزيد من الدعم من جانب الصين على المستوى الدولي، خاصة فيما يتعلق بدعم الوحدة الترابية للمغرب، داعيا التعميم هذه المبادرات في الترجمة إلى جميع اللغات، “وفتح الباب أمام الجالية المغربية في الخارج للترافع عن قضايانا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية”.
وسبق للأستاذ الجامعي ورئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، ناصر بوشيبة، أن اعتبر أن العلاقات المغربية الصينية ومنذ تأسيسها عام 1958 إلى غاية الزيارة الملكية التاريخية في 2016، وعلى مدى 60 سنة تقريبا، عرفت تحولات مهمة جدا، تم التأكيد فيها على مبادى مشتركة، على رأسها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الوحدة الترابية.
ولفت رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، إلى أن المغرب يعي بأن الصين، وفيما يتعلق بالقضايا المصيرية لم تتخذ يوما موقفا عدائيا من المملكة، وخاصة فيما يتعلق بقضيته الوطنية الأولى الصحراء المغربية، مسجلا أن بكين بدورها وعن طريق البحث والتنقيب وجدت أن الرباط الدولة الوحيدة التي تنعم باستقرار في المنطقة وهي المرشح الأبرز لتكون ضامنة للاستثمارات الصينية في القارة الإفريقية.
وأكد أن بكين أيضا تعتبر أن المغرب هي الوجهة الأكثر فعالية والأكثر نجاعة لتوطين استثمارات الجمهورية الشعبية في المنطقة بحكم العلاقات التي تربط الرباط بأوروبا وبالولايات المتحدة الأمريكية، والتي هي المنافس التقليدي للشركات الصينية، مضيفا :”من ناحية العلاقات الدبلوماسية, يظهر جليا عمق الروابط المتميزة بين الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ والتوافق بينهما، وخير دليل على ذلك حصول المغرب، في فترة مواجهة كوفيد 19، على اللقاح وكان من بين أوائل الدول”.
وأشار إلى أنه وبفضل الميزات التنافسية التي ينعم بها المغرب، من ناحية جلب الاستثمارات، أدركت الصين أنه من مصلحتها أن تقوم بتوطين استثماراتها في المملكة، مسجلا أن العلاقات بين البلدين، منذ 2016 وإضافة إلى المبادئ السابقة، عززت مبدأ آخر وهو البحث عن المنفعة المتبادلة.
وقال الباحث في العلاقات المغربية الصينية، إن المغرب كذلك عن طريق جلب الاستثمارات الصينية، يقوم بنقل نوع من التكنولوجيا الحديثة المبتكرة والمستقلة إلى البلاد وإلى الشركات المغربية، وفي نفس الوقت يساهم في تدريب وتكوين التقنين والمهندسين المغاربة، ومن جهة أخرى تتمكن بكين من التوسعة عالميا بحضورها في السوق المغربي الواعد والذي هو له مكانة اعتبارية في النظام المالي والاقتصادي العالمي.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر