الرباط - المغرب اليوم
اختار بيدرو سانشيز، القائم بأعمال الحكومة الإسبانية، المغرب، وبالضبط مدينة مراكش، لقضاء جزء من عطلته الصيفية، وذلك في ظل “معركة التحالفات” لتشكيل الحكومة الجديدة بين الحزب الاشتراكي العمالي الذي يتزعمه، والحزب الشعبي متصدر الانتخابات العامة المبكرة ليوليوز الماضي، الذي يتزعمه ألبيرتو فيخو، من أجل الظفر بكرسي الرئاسة.
وفي ظل رئاسة سانشيز للحكومة الإسبانية، عرفت العلاقات المغربية الإسبانية ازدهارا ملحوظا على المستوى الدولي، توج بعودة مسار التعاون إلى طريقه الصحيح وعقد عشرات الاتفاقيات والشراكات في مجالات حيوية متعددة، كالأمن والطاقة والتجارة والصناعة.لذلك، يرى ملاحظون أن اختيار زعيم الحزب الاشتراكي العمالي المغرب وجهة مفضلة لقضاء إجازته، يحمل رسائل عدة موجهة بالأساس إلى ساسة بلاده، وذلك ارتباطا بوضع المغرب في السياسة الإسبانية وحضوره الدائم في النقاشات السياسية للجارة الشمالية.
وحظيت صور لسانشيز وهو يتجوّل رفقة سيدتين وشخص يظهر من خلال ملابسه التقليدية أنه مغربي، باهتمام واسع في الصحافة الإسبانية، إذ أكدت عدد من التقارير الإعلامية، استنادا إلى مصادر رسمية، حلول القائم بأعمال الحكومة الإسبانية بمطار مراكش المنارة ظهر الثلاثاء.في هذا السياق، اعتبر محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، التابعة لجامعة القاضي عياض، أن أهم رسالة وجهها بيدرو سانشيز من خلال حلوله بمراكش، هي “التأكيد على أهمية المغرب بالنسبة للدولة الأيبيرية”.
وقال الغالي إن “رؤساء الدول يختارون أماكن قضاء عطلهم بناء على حجم الأمان المتوفر بها”، معتبرا أن سانشيز “يحاول التأكيد أن المغرب مصدر آمن بالنسبة للجارة الشمالية، فضلا عن أنه شريك مهم من الناحية التجارية والأمنية ومكافحة الهجرة والإرهاب، ثم بوابة الولوج الاقتصادي إلى قارة مهمة لأوروبا بحجم إفريقيا”.من بين الرسائل أيضا، وفق أستاذ العلاقات الدولية، “تجديد التأكيد على بناء المواقف والقرارات المتخذة في عهد الحكومة السابقة في علاقته مع المغرب على رؤية استراتيجية تحتاج إلى الاستمرارية في ظل الحكومة المرتقب تشكيلها لضمان مكاسب جيو-سياسية إضافية، سواء على المستوى المتوسطي أو الأطلسي أو الأوروبي والإفريقي”.
من جانبه، قال زهر الدين الطيبي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن “هذه الزيارة-بالرغم من أنها عادية باستحضار اختيار رؤساء سابقين المغرب وجهة لقضاء عطلهم-فإنها تحمل دلالات عدة لتزامنها مع معركة التحالفات لتشكيل الحكومة الجديدة للجارة الشمالية، أهمّها حضور المغرب في السياسة الإسبانية كحليف وقوة لا يمكن تجاوزها في خضم هذه التحالفات”.في المقابل، يضيف الطيبي “من الطبيعي أن يستغل معارضو بيدرو سانشيز وخصومه السياسيون هذه الزيارة للهجوم عليه ووصفها بالغطرسة وبأنها تحد لرئيس الحكومة بالنيابة”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر