رئيس الوزراء الجزائري يواجه هجومًا من جبهة التحرير الوطني
آخر تحديث GMT 19:25:28
المغرب اليوم -

رئيس الوزراء الجزائري يواجه هجومًا من "جبهة التحرير الوطني"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رئيس الوزراء الجزائري يواجه هجومًا من

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي
الجزائر ـ سناء سعداوي

 يواجه رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي بعد عشرة أشهر من توليه المنصب هجومًا غير مسبوق، تقف وراءه "جبهة التحرير الوطني"، حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. لكن أحد المقربين منه قال إنهم يريدون رأسه لأنه نظيف اليد، وغير متورط في فضائح الفساد، على عكس غيره من المسؤولين".

وينظر خصوم أويحي إليه على أنه "هو في حد ذاته استفزاز لعامة الجزائريين، وعودته إلى رئاسة الحكومة (مارس هذه الوظيفة أربع مرات من قبل)، تلقاها غالبية الجزائريين باشمئزاز، لأنهم يدركون أنه سيجعلهم يدفعون فاتورة الأزمة المالية"، في إشارة إلى زيادات كبيرة في رسوم الوثائق البيومترية، كجواز السفر وبطاقة الهوية ورخصة السياقة. كما اقترح أويحي في مشروع قانون الموازنة التكميلي لسنة 2018 مضاعفة الرسوم على الاتصالات الهاتفية. وعلاوة على ذلك يحتفظ الجزائريون بذكرى سيئة عن أويحي، ترجع إلى عام 1998 عندما اقتطع من أجور العمال نسبة معينة دون موافقتهم، ودفعها لعاطلين عن العمل تم تسريحهم بسبب أزمة اقتصادية حادة عاشتها البلاد. وكان حينها رئيساً للحكومة.

ووصف الإعلام هذه التدابير الأخيرة التي اتخذها أويحي بمثابة "إعلان حرب على الجزائريين"، الذين أنهكتهم زيادة الأسعار في كل المواد الغذائية، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم الناجمة عن طبع مزيد من الأوراق النقدية، وهو قرار اتخذه أويحي الخريف الماضي، بذريعة أن الحكومة لم تكن تملك ما تسدد به أجور ملايين العمال والموظفين في القطاعات الحكومية.
وتدخل الرئيس بوتفليقة في اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء الماضي، فألغى كل هذه الزيادات، ما ترك انطباعاً قوياً بأنه غير راضٍ عن الإجراءات التي اتخذها أويحي، والتي انتقدها حزبه "جبهة التحرير" على لسان أمينه العام جمال ولد عباس، الذي رأى بأن أويحي يبحث عن خلافة بوتفليقة في الحكم، وهذه "خطيئة كبرى" في نظر الموالين للرئيس. ولاحظ مراقبون أن بوتفليقة كثيراً ما كان يعيد النظر في قرارات حكوماته المتعاقبة، وتم ذلك بدافع أنه "يبحث عن مصلحة الجزائريين عكس حكومته ورؤسائها". غير أن هذا التصرف لا يستقيم، بحسب عدد من المراقبين، لأن وزراءه يطبقون البرنامج الذي انتخب على أساسه، وفي حال فشلوا في ذلك، فإن الرئيس يتحمل هذا الفشل سياسيًا. وقد كان بمقدور بوتفليقة أن يأمر أويحي بإلغاء الزيادات في الرسوم، لما أعلن عنها قبل أكثر من شهر، لكنه اختار أن يرفضها في بيان لمجلس الوزراء، وبذلك تعمد إحراجه.

وقال صديق شهاب، المتحدث باسم الحزب الذي يرأسه أويحي "التجمع الوطني الديمقراطي" لـ"الشرق الأوسط"، إن "الصحافة وقطاع من السياسيين يتسرعون في إطلاق الأحكام، واستخلاص نتائج غير صحيحة. فأويحي لا يزال يحظى بثقة الرئيس، وكل ما في الأمر هو أن الرئيس يمارس صلاحياته في تصويب حكومته عندما يرى أنها بادرت بأشياء لا يوافق عليها. وقد اجتهد السيد أويحي في إطار رؤية حكومية للتغلب على الأزمة. فهل نحاكمه لأنه تصرف بناء على ما تمليه عليه سلطاته كرئيس للحكومة؟"، مبرزًا أن "هناك من يدفع برحيله عن المنصب بكل تأكيد".
وانضم حديثًا لحملة الهجوم على أويحي "المنظمة الوطنية للمجاهدين"، بكل ما تحمله من رمزية سياسية وتاريخية، حيث انتقدته بشدة بسبب دعوته رجال الأعمال إلى التعاون مع الفرنسيين الذين ولدوا بالجزائر، وغادروها في أيام الاستقلال الأولى، ويطلق عليهم "الأقدام السوداء". وكثير من هؤلاء يملكون خبرة في إدارة الأعمال، لكنهم في المخيال الشعبي الجزائري "مستعمرون نهبوا ثروات البلاد" خلال 132 سنة من الاحتلال (1830 ـ 1962). وقال سعيد عبادو (83 سنة)، أمين عام "المنظمة"، إن رئيس الوزراء "أساء إلى الشعب الجزائري وتاريخ ثورته.
وقد تناسوا (يقصد أويحي) ما ألحقته الأقدام السوداء من مآسٍ بالجزائريين طيلة الفترة الاستعمارية، وبخاصة في أواخر أيام الثورة، حين شكلوا عصابات إرهابية ارتكبت جرائم بشعة وعاثت في البلاد فساداً وتقتيلاً وتخريباً". مضيفاً إن "تطبيع العلاقات وتحسينها بين الشعبين الجزائري والفرنسي سيظل مرهوناً باعتذار باريس عن جرائم الاستعمار".
ومن الغريب أن عبادو يشغل منصباً قيادياً في حزب أويحي. ويقول عارفون إنه تلقى ضوءاً أخضر من الرئاسة، للهجوم على أويحي. ويتصرف من بقي حياً من مجاهدي حرب التحرير من موقع "ضمير الأمة"، وبأنهم حريصون أكثر من غيرهم على سمعتها.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس الوزراء الجزائري يواجه هجومًا من جبهة التحرير الوطني رئيس الوزراء الجزائري يواجه هجومًا من جبهة التحرير الوطني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
المغرب اليوم - حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 18:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
المغرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 02:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف

GMT 03:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف يمكن إحلال 40 مليار دولار واردات سنوية من مجموعة بريكس

GMT 21:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار عند أعلى مستوى في شهرين ونصف والين يتراجع

GMT 01:10 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعض دول الـ«بريكس» لها مؤشرات اقتصادية عالية

GMT 02:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الاحتياطي النقدي المصري 279% في 10 سنوات

GMT 02:41 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

دبي تطلق مشروع أكبر مكتبة في العالم العربي

GMT 03:05 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ساندي تُبدي سعادتها بدورها في فيلم "عيش حياتك"

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الحق الخيام يلقي نظرة الوداع على والدته

GMT 15:43 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بيجو 301 في المغرب

GMT 02:03 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بالوتيلي يقود نيس للفوز على ديغون ومهدد بعقوبة مشددة

GMT 17:36 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة تتعرض لهجوم حاد بعد حضورها عزاء والدة لطيفة

GMT 14:13 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

داري يُنقل إلى مصحة خاصة لتشخيص إصابته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib