الرباط - المغرب اليوم
بعد انتخابه رئيسا للجمعية الوطنية الموريتانية (البرلمان)، وجه محمد بمب مكت رسالة جوابية إلى تنظيم “البوليساريو”، يعبر فيها عن “عزمه لتعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين البرلمان الموريتاني والتنظيم المسلح”.
رئيس البرلمان الموريتاني الجديد تحدث في الرسالة الجوابية باسم جميع نواب الشعب الموريتاني، معبرا عن “سعادته للرسالة التهنئة التي وجهها تنظيم الجبهة إليه منذ تعيينه مؤخرا”.
وأشارت تقارير متطابقة إلى “وجود مساعي للتنظيم المسلح المدعوم من الجزائر، للتدخل في الانتخابات الموريتانية عبر إرسال ناخبين غير شرعيين إلى مراكز الاقتراع بموريتانيا؛ وهو ما رفضه نشطاء محليون، معتبرين إياه “تدخلا في الشأن الداخلي”.
وفي العام المنصرم، اتفق راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، مع نظيره الموريتاني السابق الشيخ أحمد بايه، على تعميق التعاون البرلماني بين البلدين؛ وهو الأمر الذي قد يواجه “عراقيل” في الوقت المقبل بسبب الرسالة الجوابية لرئيس الجمعية الوطنية الموريتانية الحديث.
الوالي سيدي هيبة، محلل سياسي موريتاني، قال إن “مواقف الرئيس الجديد للبرلمان الموريتاني لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون معبرة عن الموقف الرسمي للدولة الموريتانية، والذي يلتزم بالأساس الحياد الكامل في قضية الصحراء المغربية”.
وأورد سيدي هيبة، في تصريح لهسبريس، أن “ما قاله الرئيس الجديد لمجلس النواب الموريتاني يبقى مجرد موقف شخصي، خارج تماما عن رغبة موريتانيا وشعبها في الحفاظ على علاقات طيبة مع الجار المغربي”.
وشدد المتحدث عينه على أن “العلاقات بين نواكشوط والرباط تعرف تطورا مهما، يتخلله ذلك جو من الاحترام المتبادل؛ وهو ما يجب الحفاظ عليه في المستقبل”.
حسب المحلل السياسي الموريتاني، فإن “لا شيء يجب أن يعكر مزاج العلاقات الطيبة بين الشعبين، خاصة المواقف الشخصية والتي لا تعكس بتمام الكل المواقف الرسمية التي تعبر عنها فقط وزارة الخارجية الموريتانية، وليس شخصا آخر”.
من جانبه، اعتبر عبد الفتاح الفاتيحي، محلل سياسي مختص في قضية الصحراء، أن “الرسالة لا تتجاوز حدود المجاملة الشخصية أو كجواب يندرج في إطار الآداب العامة، ولا ترقى إلى التعبير عن موقف سياسي جديد أو مسعى حقيقي لتطوير العلاقات إلى مستويات تقفز على المتغيرات الحاصلة في ملف النزاع حول الصحراء المغربية”.
وأضاف الفاتيحي لهسبريس أن “الاحتفاء الإعلامي بهذه الرسالة القصيرة تعكس حالة الانهيار في الموقف التفاوضي للجزائر والبوليساريو ضد المملكة”، مشيرا إلى أن “ذلك يأتي مقابل انتصارات هائلة للمغرب على الصعيد الأممي في الملف”.
وشدد المتحدث عينه على أن “هذا الواقع اللامتوازن هو مرد الاحتفاء بانتصارات وهمية ولو إعلاميا”، مؤكدا في الوقت عينه أنه “لا يتوقع المغرب تطورا في الموقف الموريتاني الرسمي بخصوص حدود العلاقة مع الجبهة”.
وخلص المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء إلى أن “موريتانيا تأخذ علما بتطورات ملف النزاع حول الصحراء، ومن خلالها ستقدر مواقفها المستقبلية وفق منظور براغماتي يهم أساسا مصالحها الجيواستراتيجية”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر