الجزائر ـ كمال السليمي
أفتى المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، الأربعاء، بعدم جواز "الهجرة السرية" لما فيها "من إذلال للنفس وتعريضها للأخطار"، لكن المجلس رفض إصدار فتوى بـ "تحريمها" في اجتماع خُصص لإصدار "موقف ديني"، من الظاهرة المتزايدة في البلاد.
واقترح رئيس لجنة الإفتاء لدى المجلس الإسلامي الأعلى (الهيئة الرسمية المخولة بالإفتاء) كمال بوزيدي، إنشاء وزارة للهجرة، وذلك خلال يوم دراسي دعا إليه رئيس المجلس أبو عبد الله غلام الله، وقال بوزيدي إن دور الوزارة سيعالج التكفل بتلك الظاهرة والتنسيق مع الدول لإرسال مَن يرغب في الهجرة.
وتترقب الجزائر منذ أيام، موقف المجلس الإسلامي الأعلى (هيئة رسمية تتبع لرئاسة الجمهورية) في شأن الهجرة السرية، بعد جدل أثير لأيام حول «تحريم» بعض الجهات، الهجرة السرية للشباب الجزائري. وجاء اقتراح المجلس وسطياً، إذ قال كمال بوزيدي إن «الظاهرة غير جائزة لما فيها لما فيها من عصيان لولي الأمر وإذلال النفس البشرية وتعريضها للأخطار».
وطالب مشايخ المجلس بأخذ ظاهرة الهجرة السرية بعين الاهتمام، وطالبوا بإفراد دراسات علمية تتابع تسلسلها الزمني، وذلك خلال اجتماعهم بدعوة من غلام الله الذي قرر عقد ندوة علمية ودينية لدراسة تلك «الظاهرة» المقلقة. وشارك في نقاشات علماء المجلس، كل من مستشار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، علي بوغازي، وأئمة أبرزهم الإمام علي عية الذي خاطب المشاركين قائلاً إن «الهجرة السرية حرام شرعاً»، إلا أنه قوبل بمقاطعة أعضاء المجلس لكلمته، في موقف شدد على رفض «التحريم».
وتفاقمت الهجرة السرية في الجزائر في الأشهر الـ6 الأخيرة، إذ تعلن قوات خفر السواحل أسبوعياً العثور على جثث قذفتها الأمواج، بعد أن تراجعت في شكل كبير منذ نهاية عام 2009 وحتى منتصف عام 2017. ويقول خبراء اقتصاديون إن ذلك التراجع كان نتيجة اعتماد سياسات دعم مالي مباشر للشباب لإنشاء مشاريع، بيد أن التحول المالي في البلاد ومعاناتها من أزمة نقدية خانقة أنهى جزءاً كبيراً من تلك السياسات.
وعلّق وزير الشؤون الدينية على التوجه للتعامل «دينياً» مع تلك الظاهرة، قائلاً إن «أجهزة الوزارة ستعمل على تفعيل صندوق الزكاة لمساعدة الشباب على إطلاق مشاريع مصغرة وذلك في إطار جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية».
وأشار الوزير إلى أن الأئمة في المساجد يساهمون بدورهم في توعية الشباب من خلال تقديم دروس، إلى جانب «تنظيم الدعاة للقاءات مع الشباب في الخارج لبعث الأمل في نفوسهم وحضهم على العودة إلى الوطن».
كما اعتبر الوزير أن الشباب الذين يلجأون إلى الهجرة غير الشرعية، «ضحايا لعوامل عدة من بينها حالة الإحباط التي يعاني منها بفعل تأثير شبكات التواصل الاجتماعي وبعض محترفي السياسة»، إضافة إلى «عدم تواصلهم مع السلطات المحلية حيث يقيمون».
من ناحية ثانية، واصل عمال وأساتذة مدارس التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي في الجزائر إضرابهم لليوم الثاني والأخير أمس، للمطالبة برفع الأجور، على أن تعود الدراسة بشكل عادي اليوم، بينما قللت وزيرة التربية من حجم الاضراب وطمأنت التلاميذ وأولياءهم.
وأكد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان أن «الاضراب سار صباح (الأربعاء) بشكل جيد بنسب مرتفعة وصلت إلى معدل 70 في المئة»، في حين نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزيرة التربية نورية بن غبريط أن «نسبة الإضراب لم تتعد 12.45 في المئة عبر كل الم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر