تستعد تونس لفترة "حساسة" مع حلول شهر رمضان وفصل الصيف اللذين ترافقا السنوات الماضية مع اعتداءات دامية، كما اعلن وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وقال مجدوب "الوضع مستقر في تونس، التهديدات هي عادية وليست استثنائية" فيما تشهد البلاد منذ ثورة 2011 تصاعدا للتيار الجهادي المسلح.
واضاف الوزير "طبعا هذه الفترة هي فترة حساسة". ويبدأ شهر رمضان الاثنين او الثلاثاء في البلاد.
-"شهر الجهاد"-
مدى ثلاثة اعوام، شهدت تونس اعتداءات خلال فترة رمضان تزامنت مع حلول فصل الصيف: عام 2013 مع اغتيال النائب محمد البراهمي وهجوم على عسكريين اوقع ثمانية قتلى، في 2014 مع اسوأ هجوم جهادي في تاريخ الجيش (15 قتيلا) والسنة الماضية مع هجوم تبناه تنظيم الدولة الاسلامية اوقع 38 قتيلا من السياح الاجانب على شاطىء امام فندق في سوسة (وسط-شرق).
وتابع وزير الداخلية التونسي "بالنسبة لهذه المجموعات، شهر رمضان يعتبر شهر جهاد، بطبيعة الحال لدينا تحضيرات" لمواجهة ذلك.
واوضح ان التحضيرات ليست مرتبطة فقط بشهر رمضان مشيرا الى ضرورة تعبئة قوات الامن استعدادا للموسم السياحي والامتحانات الثانوية ومهرجانات الصيف الثقافية.
وقال الوزير انه منذ السنة الماضية تم تعزيز الوجود الامني على مستوى الشواطىء والطرق وخصوصا في المناطق السياحية.
وفي 7 اذار/مارس في احدث هجوم جهادي واسع النطاق، شن عشرات من المتطرفين هجوما داميا على منشآت امنية في بن قردان المدينة الواقعة على الحدود مع ليبيا. وردت قوات الامن، لكن الهجوم في ذاته اثار تساؤلات حول مدى فاعلية الاستخبارات.
وحول هذه النقطة قال وزير الداخلية التونسي "انا لست موافقا ان العمل الاستعلامي لم يكن بالمستوى اللازم".
واوضح "كانت لدينا المعلومة ان هناك محاولات للقيام بعمليات ارهابية في بن قردان" مشيرا الى ان هؤلاء الاشخاص الذين حاولوا تنفيذ "عملية ارهابية في بن قردان وجدوا ان المؤسسة الامنية في تونس موجودة (...) وفشلوا فيها فشلا ذريعا".
واضاف ان "عددا كبيرا جاء من ليبيا لكن عندما دخلوا بن قردان، لم يكونوا جالسين في المقاهي، كانوا متخفين (...) بالنسبة للسلاح الذي تم العثور عليه، لا تستطيع ان تحدد بالضبط هذا السلاح متى تم جلبه الى تونس" في 2011 او 2012 ...
- "خطوات ثابتة" -
انضم العديد من رعايا تونس الى تنظيمات جهادية في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا. لكن تحديد عددهم ليس امرا بسيطا بحسب ما قال الوزير.
واوضح ان البعض يتحدثون عن "ثلاثة الاف او خمسة الاف، واخرون يقولون انهم ليسوا سوى بضع مئات فقط، والنتيجة ان لدينا عددا كبيرا من التونسيين" في بؤر النزاع هذه.
ولم يعط الوزير التونسي ارقاما حول عدد التونسيين الذين يشتبه بانهم جهاديون وعادوا الى البلاد مشيرا الى صعوبة الحصول على معلومات محددة في هذا الصدد.
وقال الوزير ان ليس هناك من حل اخر بالنسبة للعائدين سوى وضعهم تحت المراقبة نظرا لصعوبة وضعهم في السجون اذا لم يثبت شيء ضدهم.
وحول اصلاح القوات الامنية الذي لم يتحقق بعد رغم مرور خمس سنوات على سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، قال مجدوب "هناك عمل كبير تم ولكن هناك بعض الاشياء التي يجب الاقرار بها".
واوضح ان "مسالة ترسيخ الامن الجمهوري يلزمها على الاقل جيل" مضيفا "لا تستطيع ان تعمل شيئا جديدا بالقديم".
وخلص وزير الداخلية التونسي الى القول "خطواتنا يمكن ان تعتبر بطيئة لكنها خطوات ثابتة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر