قال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار رئيس مجلس النواب، إن نسبة المشاركة في الانتخابات بجهة العيون التي ناهزت 69 في المائة تعتبر رسالة قوية لخصوم الوحدة الترابية، لافتا الانتباه، ضمن الموعد المنعقد أمس الجمعة في العيون، إلى أن “في سنة 2017 لا أحد كان يؤمن بحزب الأحرار في جهة العيون”، مضيفا أنه “بفضل الاشتغال والأخلاق استطاعت قيادة الحزب بالجهة تعبئة نخبة في المنطقة، الأمر الذي أعطى النتائج اليوم”.
وبحضور رئيس الحكومة زعيم التجمعيين، عزيز أخنوش، أكد الطالبي أن “نسبة المشاركة في الانتخابات بجهة العيون الساقية الحمراء بلغت 69 في المائة كأعلى نسبة مشاركة، وهي رسالة واضحة إلى خصوم الوحدة الترابية بأن سكان هذه الأقاليم يؤمنون بالوحدة الترابية والانتماء إلى الوطن وإلى المملكة المغربية”، مبرزا أن “أحسن جواب قدمته ساكنة الأقاليم الجنوبية في الاستحقاقات الانتخابية، هو الاعتراف بشرعية الانتخابات بأعلى نسبة مشاركة في تاريخ الديمقراطيات”.
التماسك الحكومي والجهات
خصص القيادي التجمعي جزءا من كلمته للحديث عن تماسك الأغلبية الحكومية، مشيرا إلى أن “التحالف الحكومي جيد جداً ومتماسك، وهذا يجب أن يكون على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي، ليكون هناك توافق بين ما هو وطني ومحلي، ونحن متأكدين سيكون هناك توافق بفضل خصال المنتخبين بالجهة”، مضيفا: “بشأن تدبير الشأن المحلي هناك فرق كبير بين نخب الأمس واليوم”، وزاد: “نخب اليوم لديها تكوين رفيع لكن نشتغل بآليات قديمة أصبحت متجاوزة ويجب معالجتها، وهذا هو الدور ديالنا”.
في سياق آخر، قال الطالبي العلمي: “هناك كلام كثير حول الفساد، لكن يجب أن نطرح السؤال الحقيقي: أين يكمن الخلل؟ هل في المنظومة القانونية أم في النخب أم في المساطر؟”، وتابع: “جلالة الملك محمد السادس أعطى انطلاقة أوراش كبرى منذ 1999 في جميع مجالات الحياة، وكان المطلب هو التنمية بجميع أبعادها، لكننا نشتغل بطرق تقليدية قديمة وبطرق تمويل متجاوزة، وقد حان الوقت لتغيير الأمر”.
وأشار إلى أن “النخب تغيرت، فنخب 1978 ليست هي نخبة اليوم، هناك تكوين رفيع لكن نشتغل بآليات قديمة، وهذا دورنا في معالجة هذه الآليات لأن هنا يكمن الخلل في اعتقادي”، مبرزا أن “حزب التجمع الوطني للأحرار لن يغادر الحكومة في 2026 بل في 2032، ونخبتنا يجب أن تأخذ زمام الأمور على مستوى الجهات والأقاليم والجماعات لإنتاج التنمية عكس الباحثين عن مقعد لممارسة السلطة”.
تنزيل البرنامج الحكومي
شددت وزيرة الاقتصاد والمالية القيادية في حزب التجمع الوطني للأحرار، نادية فتاح، على أن “رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يصر على ضرورة الوفاء والالتزام بتنزيل مضامين البرنامج الحكومي، رغم توالي مجموعة من الأزمات، خاصة مع يتعلق بتوالي سنوات الجفاف”.
وأشارت فتاح، وهي تتحدث مساء الجمعة في المنتدى الجهوي الـ 11 للفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين المنعقد بمدينة العيون، إلى أن “”قانون المالية لسنة 2024 يجسد عمل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خاصة في ما يتعلق باحترام تنزيل ركائز الدولة الاجتماعية، الذي يعتبر شعار الحكومة والحزب”.
ومن أجل تنزيل هذه الأوراش الاجتماعية، قالت نادية فتاح إن “الحكومة خصصت لذلك ميزانية تصل إلى 110 مليارات درهم”، مستحضرة في هذا السياق أن أزيد من 10 ملايين مغربي يستفيدون اليوم من خدمات نظام “أمو-تضامن”، الذي تتكفل الدولة بموجبه بأداء اشتراكات المواطنين المرتبطين به.
واعتبرت وزيرة الاقتصاد والمالية أن “الحكومة وفية لالتزاماتها، وهو ما سيتأكد منه المواطنون، عند الإعلان عن الحصيلة المرحلية للحكومة بعد مضي نصف ولايتها (أبريل المقبل)”.
البعد الحقوقي
شغل موضوع انتخاب المملكة المغربية لرئاسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف الحيز الأكبر من كلمة ألقاها محمد أوجار، وزير العدل الأسبق الذي يشغل حاليا عضوية المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال المنتدى الـ 11 للمنتخبين التجمعيين المنعقد بالعيون، مؤكدا أنه يفضّل الحديث ليس فقط بصفته مناضلا في حزب التجمع الوطني للأحرار، بل أساسا بصفته مناضلا في مجال حقوق الإنسان.
وأضاف أن المملكة بذلت مجهودات “جبارة في النهوض بحقوق الإنسان منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، رغم تشويش خصوم الوحدة الترابية الذين سعوا في وقت سابق إلى استغلال البرلمان الأوروبي من أجل التطاول على بلادنا وإمعانِ الإساءات الظالمة ضدها”.
وعلى المستوى السياسي، أشار القيادي الحزبي إلى أن “الانتصارات الدبلوماسية المتتالية أحرجت أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ووضعت حدا لكل الادعاءات المتعلقة بموضوع الصحراء المغربية، سواء على المستوى السياسي أو الحقوقي وحتى السوسيو ـ اقتصادي”.
عبد الله غازي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، قال إن المحطة الـ 11 من منتديات منتخبي الأحرار هي “فرصة تُتيح لمنتخبي الأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء التوقُّفَ عند أمور مهمة في مسار التنمية”.
وأشار غازي إلى أن “حزب التجمع الوطني للأحرار يعيش اليوم أفضل حالاته”، مستحضراً “نجاح الورشات التي عرفها المنتدى، والتي أبدت تفاعلا إيجابياً يعطي أملا وطموحًا في المستقبل من خلال ما بدأ يستشعره هؤلاء المنتخبون من برامج الحكومة في عدة قطاعات”.
كما أكد رئيس “فدرالية المنتخبين الأحرار” من العيون، “استعداد المنتخبين التجمعيين لمواكبة مشاريع الحكومة، وكذا وعيهم بالاختصاصات الموكلة إليهم، والتي يريدون التألق والنجاح فيها بالقدر نفسه الذي يتألق فيه الحزب في البرامج الحكومية”. وقال بهذا الشأن: “هناك رغبة لدى هؤلاء المنتخبين بأن تتوفر لهم كافة الإمكانيات اللازمة للنجاح في تنزيل برامج الحزب”.
من جهته، عبر محمد عياش، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء، عن فخره بتواجد صفوة الصفوة بحزب الأحرار بكبرى حواضر الصحراء، مشيرا إلى أن “طبيعة الحضور تعكس اهتمام عزيز أخنوش والمكتب السياسي للحزب بمناضلات ومناضلي الحزب بالجهة العزيزة على قلوب المغاربة”.
وأضاف عضو المكتب السياسي بحزب “الحمامة”، في كلمته الافتتاحية للمنتدى الجهوي الـ 11 للفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، أن جميع منتخبي جهة العيون الساقية الحمراء يعملون على مواصلة الدينامية وتفعيل البرنامج الحزبي الذي تعهدوا به للمواطنين طبقا لتوجيهات رئيس الحزب”.
كما أشاد عياش بـ”مجهود رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، سواء فيما يتعلق بالتدبير الحكومي منذ أزيد من سنة، أو فيما يخص ديناميته الحزبية التي دشنها مع منتخَبي الجهات الاثنتي عشرة”.
من جهته، انتقد أحمد الهيبة العروسي، منتخب حزب الأحرار بإقليم بوجدور، عدم انعكاس التحالف الحكومي الثلاثي على تدبير المجالس المنتخبة بجهة العيون الساقية الحمراء.
ولفت العروسي في كلمة له أمام المنتدى الحزبي إلى أن “التحالف الحكومي منسجم وقوي مركزيا، لكن على مستوى المجالس المنتخبة بالجهة يبقى متراجعا ولا يرقى إلى تطلعات الساكنة”، مبرزا أن “تحالفات المجالس يؤطرها الانسجام الانتخابي فقط، ولا تخدم المسار التنموي الذي يجعل الإنسان في صلب اهتماماته”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر