الرباط - المغرب اليوم
أنهت القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأميركية، وقوات أكثر من عشرة بلدان شريكة، أشغال التخطيط للدورة العشرين من تمرين “الأسد الإفريقي 2024″، الذي احتضنته القيادة العليا للمنطقة الجنوبية منذ الـ29 من شهر يناير الماضي، بتعليمات ملكية.
ومن المرتقب أن تعرف هذه السنة، موازاة مع المناورات التي ستُجرى في الفترة من 20 إلى 31 ماي 2024، في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة وبن جرير وتفنيت، الاحتفاء بالنسخة العشرين لانطلاق تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي يعد أكبر تمرين متعدد الجنسيات بالقارة الإفريقية.
ويرى محللون أن نسخة هذه السنة من المناورات والاستعدادات القبلية الخاصة بها تأخذ بعين الاعتبار التطورات التي تعرفها الدول الإفريقية ومنطقة الساحل والصحراء، والعمل على احتوائها.
في هذا السياق، قال الخبير في الشأن الأمني والعسكري محمد شقير إن “هذه الاستعدادات متميزة بحكم أنها تشكل النسخة 20 من مناورات الأسد الإفريقي التي تسهم في تقوية التحالف الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب، اللذين تربطهما اتفاقية شراكة عسكرية تمتد من 2020 إلى 2030”.
بالإضافة إلى ذلك، يضيف شقير في حديث لهسبريس، فإن “التحضير لهذه المناورات يأتي في سياق إقليمي يعرف تراجع النفوذ الفرنسي، خاصة في دول الساحل، مع تغيير في الأنظمة العسكرية بكل من مالي، بوركينافاسو والنيجر، ما يسمح بتمدد النفوذ الروسي في المنطقة، بالإضافة إلى تزايد نشاط الحركات المتطرفة المسلحة، مع ما سينجم عنه من تداعيات”.
من جانبه قال بوسلهام عيسات، باحث في الدراسات السياسية والدولية، إن ما يميز هذه الدورة والاحتفال بالذكرى الـ20 لإطلاق المناورات هو تأكيدها على “شراكة عسكرية متينة دائمة تعكس عمق الشراكة العسكرية الإستراتيجية بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، من أجل تعزيز الأمن والسلم بالقارة الإفريقية”.
وأضاف عيسات، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هذه النسخة تأتي أيضا في ظل ترؤس المغرب مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، وهو تتويج للرؤية الملكية للعمل الإفريقي المشترك القائمة على وضع القضايا والمصالح الإفريقية في صلب الأجندة الإفريقية، ما يعكس أيضا المقاربة الوقائية للمملكة في التعامل مع التحديات الأمنية ومهددات السلم، ومواجهة الإرهاب والتطرف العنيف انطلاقا من زاوية نظر تنموية”.
وأشار الباحث ذاته إلى أن “هذه النسخة تتزامن مع الدينامية الجديدة لتعزيز التعاون الإفريقي الأطلسي، ولاسيما اجتماعات الدول الإفريقية الأطلسية، وكذا المبادرة الدولية الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، وإعلان دول الساحل (النيجر-بوركينافاسو- مالي) بعد ذلك الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، بما يستفاد منه أهمية هذه المبادرة بالنسبة لها”.
وستشكّل مناورات “الأسد الإفريقي” في ضوء المتغيرات الجيو-إستراتيجية الدولية والإقليمية، ولاسيما مبدأ “حرية الملاحة” في البحر الأحمر، نواة لتقوية القدرات العسكرية البحرية للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، وفق بوسلهام عيسات، موردا أنها ستشكل أيضا “منطلقا لتقوية التفكير الجماعي للدول الإفريقية لمواجهة مهددات الأمن البحري في ضوء اجتماعات الدول الإفريقية الأطلسية، التي ترمي إلى تعزيز التنسيق والتعاون الإفريقي والدولي المشترك لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تمس بالأمن البحري”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر