تداعيات جديدة تنذر بها الأزمة المغربية الإسبانية في مدينة سبتة المحتلة، حيث تعمق خرجات حزب فوكس اليميني المتطرف من عزلة مغاربة ومسلمي الحاضرة الشمالية، أمام شكاوى متوالية منذ “موجة الهجرة الشهيرة”.
ويقيم حزب فوكس اليميني المتطرف مهرجانا احتفاليا بخروج المهاجرين من سبتة، وهي خطوة أثارت حفيظة مغاربة المدينة المحتلة، الذين سيحجون كذلك نحو ساحة “دي لوس رييس” من أجل إسماع صوتهم.
وبثت العديد من الجمعيات الحقوقية بمعية سكان محليين فيديوهات تطالب مسلمي المدنية بضرورة المجيء صوب الساحة، والتعبير عن رفضهم لخرجات سانتياغو أباسكال، رئيس الحزب اليميني.
وسبق أن زار أباسكال مدينة سبتة في عز أزمة المهاجرين، مصرحا للصحافة المحلية بأن إسبانيا مطالبة بنشر الجنود على السواحل السبتية، متهما المغرب بالابتزاز.
ويتخذ حزب فوكس الأزمة الجارية محطة لتعزيز رصيده الانتخابي، خصوصا أنه يعتبر خيارا إستراتيجيا للحزب الشعبي اليميني للفوز بالسلطة، من خلال التحالف معه مستقبلا لدحر الاشتراكيين.
وضمن مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قال أحد سكان مدينة سبتة إن حزب فوكس يهدد المسلمين والمغاربة بالطرد من مدينة سبتة، على الرغم من ولادتهم بها واستقرار أجدادهم على ترابها.
وأضاف أن الحضور لاحتفال الحزب اليميني ضرورة؛ لكن شريطة الالتزام الدائم بالسلمية، مؤكدا أن الرسالة ستصل، وخلق مشاكل غير موجودة في سبتة أمر غير ممكن.
واعتبر المتحدث الداعي إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية أن اليهود والمسلمين والهنود والإسبان تعايشوا في سبتة على امتداد عقود، دون أدنى مشاكل، ولا يمكن زرع المشاكل راهنا دون سبب.
وأشار إلى أن المشاركة هي من أجل الأجيال المقبلة جميعها، معتبرا أن مسلمي سبتة أصحاب حق، ومنهم من أفنى عمره وضحى بدمه من أجل المدينة.
مشاكل محتملة
خالد البكاري، الحقوقي واليساري المغربي، أورد أن موجة اليمين العنصري والقومي في العالم تراجعت بعد سقوط دونالد ترامب؛ لكن الأحداث الأخيرة التي شهدتها سبتة أعطت مشروعية جديدة لهذا الخطاب.
وسجل البكاري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحزب الاشتراكي بدوره صارت له مواقف مرتبطة بهذا الخصوص، منبها من الانتخابات المقبلة وإمكانية صعود أحزاب اليمين.
وأشار الحقوقي المغربي إلى أن خطر حزب فوكس يكمن في جره الحزب الشعبي ليصير يمينيا عنصريا بدوره، مؤكدا أن هذه المزايدات ستضر كثيرا بالجالية المغربية في إسبانيا.
وأوضح البكاري أن الخطر يمكن أن ينتقل إلى مجال التشريع، من خلال سن قوانين ضد المهاجرين، وكذلك على بعض الأعمال الموسمية التي يشتغل فيها المغاربة.
وأضاف المتحدث ذاته أن مصالح المغرب تكون عادة مع الحزب الاشتراكي، مقرا بأن الجالية ستعيش أوضاعا صعبة؛ لأن تحالف أحزاب سيودادانوس والشعبي وفوكس أخطر من تحالف الاشتراكي مع بوديموس.
قد يهمك ايضاً :
أمكراز يؤكد أن الهجرة إلى سبتة سببها عصابات إجرامية وليس فقدان الشغل
لشكر يؤكد أنة حان الوقت لمناقشة مستقبل سبتة ومليلية “بهدوء وعقلانية”
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر