الرباط ـ المغرب اليوم
انطلقت، في الرباط، أعمال الدورة الرابعة والعشرين للمجلس العلمي الأعلى التي تنعقد، على مدى يومين، بإذن من الملك محمد السادس، رئيس المجلس العلمي الأعلى.
وقال الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، إن الدورة 24 للمجلس ستخصص حيًزا من أشغالها لتقييم “نشاطها الميداني وما تحقق في باب القرب مع مختلف فئات المجتمع، منذ أن أصبحت فروعها منتشرة في كل ربوع هذا الوطن، لاسيما وأن هناك انتظارات، وتساؤلات حسنة النية”.
وأضاف يسف، خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، إن الدورة “تغتنمها مناسبة لتسأل نفسها عما إذا كان لعملها من أثر إيجابي نافع في محيطها الإقليمي، والجهوي والوطني، وإلى أي مستوى بلغ إدراك الناس لأهمية الثوابت التي جعلها العلماء إطارا عاما لمشروعهم الإصلاحي”.
وأبرز أن “عالم اليوم، ينبغي أن يكون مصلحا دينيا، وسياسيا، واجتماعيا، وقدوة صالحة يصح أن تكون مثالا لإحياء وظيفة العالم الديني”، مضيفًا أنه “في تاريخنا الوطني القريب جدا أمثلة رائعة لعلماء مؤمنين صالحين مخلصين جمعوا بين الدين والسياسة، وقادوا تنظيمات سياسية وطنية بروح إسلامية عالية، زعزعت قواعد الاستعمار، وهدت أركانه، وأتت على بنيانه من القواعد”.
وفي معرض حديثه عن دور عالمات الأمة وأعلامها الصالحين وأئمتها، أكد يسف أن هذه الفئة يجب أن تكون “داعية وهادية إلى الخير، عاملة مؤمنة بما تدعي إليه من الأمر الجامع الذي لا تستقيم حياة الناس، وطريقتهم أفرادا كانوا أو جماعات، وشعوبا وقبائل ودولا وحكومات، إلا بالاعتصام بحبله، والانضواء تحت لوائه، ألا وهو دين الله الحق الخالد الذي رضيه لعباده شرعة ومنهاجا”، لافتًا إلى أن “السفينة التي يمتطيها علماء المغرب تجري بهم بريح طيبة آمنة من قاصف الريح وعاتي الأمواج، وما ذلك إلا لأن الماسك بزمامها ربان حكيم ماهر لا خوف على مركبة هو قائدها، وقد تعلق طموحه بأن يجعل الوطن في عهده ملتقى للكبار في هذا الكوكب ليناقشوا عظيم القضايا، وليشاهدوا في ربوعه من الشواهد والبراهين ما يعزز الإيمان بما يبشر به ويدعو إلى النظر فيه لصالح الأرض والإنسان”.
وأضاف أن “طموح الملك المغربي الكبير لتسريع خطى الإصلاح، وقطع المسافة التي تفصلنا عن الأمم التي تتصدر موكب التقدم العلمي، والتكنولوجي، يحتاج إلى تعبئة شاملة من لدن علماء الأمة، الأنصار الحقيقيين لمشروع الإصلاح الرائد، يبشرون به، وبأهدافه ومقاصده وغاياته، وجنودا أقوياء مخلصين، للذب عنه والتصدي لكل أعدائه أينما كانوا”.
يشار إلى أن لجان المجلس العلمي الأعلى ستنكب، خلال هذه الدورة، على دراسة القضايا المدرجة في جدول أعمالها، والتي تتعلق بـ”حصيلة نشاط المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية برسم السنة المنصرمة”، و”المصادقة على النظام الداخلي للجنة الشرعية للمالية التشاركية”، كما يتضمن جدول أعمال هذه الدورة “تعميق النظر في سبل تعزيز التواصل العلمي المغربي الأفريقي”، و”العناية بالشباب وسبل إدماجهم اجتماعيا وثقافيا”، و”آليات الارتقاء بمستوى خطبة الجمعة”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر