اخْتُتم في الرباط برنامج السفراء المغاربة الشباب بالأمم المتحدة، وتروم المبادرة تسهيل انخراط أفضل في الحقل السياسي لفائدة 140 من الشباب الذين تم انتقاؤهم على الصعيد الوطني.
وتضمن هذا البرنامج، الذي يعد ثمرة شراكة بين الأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية في المغرب والمجلس العالمي للشباب والدبلوماسية في نيويورك، تكوينا لمدة 4 أشهر، ينسجم مع الجدول الزمني المدرسي والأكاديمي، مما أتاح للمستفيدين اكتساب مهارات في الخطابة والعمل الجماعي، وإدارة التوتر وحل المشاكل، وكذلك في مجال البحث وتعميق وتنظيم العلاقات الشخصية غير الرسمية، سواء على المستوى الدولي أو في العديد من السياقات الدبلوماسية والقانونية والاقتصادية والأكاديمية.
وشارك المستفيدون، في نيويورك، في ورشة لخوض تجربة عن كثب، في مجال التحديات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية الدولية، وفي كلمة لمناسبة حفل الاختتام، المنظم حول موضوع “نجاح الدبلوماسية المغربية بين الريادة والطموح”، قال المدير التنفيذي للأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية في المغرب، عبدالرحمن شبيب، إن برنامج السفراء المغاربة الشباب بالأمم المتحدة لقي نجاحا كبيرا بفضل الجهود المشتركة لمختلف الفاعلين على المستويات الوزارية والسياسية والدولتية.
وسجل أن مسار التكوين يسعى إلى تقريب الشباب، بشكل نوعي، من مسلسل اتخاذ القرار، بغية تمكينهم من أن يصبحوا سفراء مستقبليين وفاعلين في التغيير والانتقال نحو التنمية، مضيفا أن الوفد المنتقى على الصعيد الوطني شارك في ندوة نقاش بالأمم المتحدة.
وأشار، في هذا الإطار، إلى أن المشاركين اطلعوا على المقاربات التي يتعين تبنيها في مجال إدارة التوتر على الصعيد الدولي وصيغ تدبير تقارير الدول من خلال الدراسة والتحليل وأدوات اشتغال الدبلوماسية الحديثة.
وأبرز، من جانب آخر، أن المغرب عرف خلال العشرية الأخيرة تحولات عميقة فضلا عن تنوع علاقاته الدولية سواء على مستوى الفاعلين أو على مستوى التوجهات الاستراتيجية لسياسته الخارجية.
واعتبر أن الدبلوماسية المغربية تشهد عهدا جديدا يتسم بانشغالات اقتصادية وأمنية واتخاذ عدد من المواقف، مستعرضا في هذا الصدد اتفاقات التبادل الحر، والأمن بمنطقة الساحل وكذلك قضية الهجرة.
وذكر مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة في المغرب فتحي دبابي، أن الأمم المتحدة خلدت في أبريل/ نيسان الماضي اليوم الدولي لتعددية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام، مبرزا أهمية التعاون الدولي من أجل الصالح المشترك.
وأضاف أن هذه المناسبة تعد أيضا فرصة لتجديد تأكيد مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتشجيع اتخاذ القرارات ذات الطابع متعدد الأطراف، من أجل التوصل لتسوية سلمية للنزاعات بين الأمم، محذرا من تصاعد مد التيارات الشعبوية والقومية والانكفاء على الذات.
وذكر أن تعدد الأطراف والدبلوماسية كانا، ومنذ ما يناهز 75 سنة، في خدمة شعوب العالم بأسره وأسهما في إنقاذ أرواح العديدين، وتشجيع التقدم الاقتصادي والاجتماعي وحماية حقوق الإنسان.
وقال النائب الأول لرئيس النادي الدبلوماسي المغربي المكلف بالعلاقات الخارجية، محمد المهدي بنشقرون، إن الدبلوماسية تتيح أداة ناجعة للعمل تمكن من تفادي مختلف أنواع النزاعات، موضحا أن الدبلوماسية المغربية تستند إلى القيم الكونية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
واعتبر بنشقرون، وهو أيضا عضو اللجنة العلمية في الأكاديمية، أن الدبلوماسية المغربية تتوفر على إرث غني، ومن ثم الحاجة لضمان انتقال هذا الإرث إلى الأجيال الشابة، بما يمكنها من التوفر على الأدوات الضرورية للانخراط في الممارسة الدبلوماسية الدولية.
ويستند برنامج السفراء المغاربة الشباب في الأمم المتحدة إلى منهجية تعليمية تقوم على التعلم بالممارسة، والتعلم التعاوني وتقمص الأدوار، مما يمكن من الجمع بين البعد المدرسي والأكاديمي والنظري وبين البعد التطبيقي.
وتضمن البرنامج وحدتين، شملت الأولى حصصا وندوات ونقاشات في المغرب، والثانية ورشة في نيويورك والأمم المتحدة.
وتلتزم الأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية في المغرب، بتكوين جيل جديد من الخبراء وإغناء رصيدهم الثقافي والمهني، من خلال برامج التبادل الأكاديمي ذات الجودة، ويهدف المسار التكويني أيضا إلى نقل هذه المكتسبات إلى محيط الأصدقاء والأسرة وبالتالي تقديم قيمة مضافة نوعية للاقتصاد والنسيج الاجتماعي للبلاد.
قد يهمك أيضا:
اجتماع مجلس حلف الناتو وروسيا على مستوى السفرا
الملك محمد السادس يعين عددًا من السفراء الجدد وننشر تفاصيل اللائحة بالأسماء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر