الجزائر تطوي صفحة الخلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT 22:30:21
المغرب اليوم -

الجزائر تطوي صفحة الخلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجزائر تطوي صفحة الخلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي

وزير الخارجية عبد القادر مساهل
الجزائر ـ سناء سعداوي

طوت الجزائر والاتحاد الأوروبي أزمة دبلوماسية اندلعت على خلفية تجارية، وذلك بعد زيارة قادت وزير الخارجية عبد القادر مساهل إلى بروكسل في إطار الاجتماعات الدورية لـ"مجلس الشراكة الجزائري الأوروبي". واندلعت الأزمة بسبب تذمر المفوضية الأوروبية من وقف الجزائر استيراد عدة منتجات من أوروبا، دون استشارة الشركاء في الضفة الشمالية من المتوسط، وذلك عكس ما ينص عليه اتفاق الشراكة، الذي يجمع الطرفين منذ 2002.
وعاد مساهل من العاصمة الأوروبية أمس الثلاثاء متفائلًا، بعد "تفهم أبدته أوروبا للظرف الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الجزائر"، وفق مصدر حكومي تحدث لـ"الشرق الأوسط" في الموضوع. لكن دون أن يحقق الأوروبيون رغبتهم بخصوص عدول الجزائر عن قرارها حظر استيراد سلع ومنتجات أوروبية. علمًا بأن الحكومة الجزائرية اتخذت هذا الإجراء لتشجيع الإنتاج المحلي، الذي يواجه منذ التوقيع على اتفاق الشراكة، صعوبة في دخول الأسواق الأوروبية، بسبب افتقاده لمعايير الجودة. وفق المصدر الحكومي، فقد عدت الجزائر نفسها الخاسر الأكبر في الاتفاق، بذريعة أن رفع الحواجز الجمركية عن السلع والبضائع الأوروبية لم يقابله ما كان يتمناه الجزائريون من تدفق للاستثمارات من القارة القديمة. ومن جهتهم اشتكى مستثمرون ورجال أعمال أوروبيون من "عدم استقرار التشريعات"، التي تضبط الاستثمار في الجزائر، وأيضًا من "البيروقراطية"، التي تكبل الاستثمار، وهو ما حال، حسبهم، دون إطلاق مشاريع منتجة.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن اجتماع مساهل برئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني في بروكسل "بحث تنفيذ أولويات الشراكة، والحوار السياسي والتشاور في إطار سياسة الجوار، التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي مع شركائه بحوض المتوسط".
وتخص "الأولويات"، وفق مساهل "إعطاء نفس جديد للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي، والحوار السياسي والحكامة، ودولة القانون وترقية حقوق الإنسان، والتعاون والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتبادلات التجارية ومسائل الطاقة، والبيئة والتنمية المستدامة والحوار الاستراتيجي والأمني، لا سيما الحوار الثقافي، وما بين الديانات، والهجرة وتنقل الأشخاص". ولم يأت في كلام مساهل أي شيء عن "أزمة وقف الاستيراد".
وعبر مساهل عن "ارتياحه" للحوار السياسي والأمني بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، الجاري هيكلته وتعميقه، موضحًا أنه أشرف السنة الماضية في بروكسل على إطلاق الدورة الأولى للحوار الرفيع المستوى، بشأن التعاون بين الجانبين في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب "وهذا يشكل مثالًا حيًا على الدرجة العالية للثقة التي أصبحت تميز العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي".

وزار الجزائر الشهر الماضي إيغناسيو غارسيا بيرسيرو، المسؤول الأوروبي المكلف التفاوض مع الجزائر، وعقد لقاءات مع رئيس الوزراء أحمد أويحيى، والوزير مساهل، ووزير التجارة سعيد جلاب، ووزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي، بغرض إقناع الجزائر بالتخلي عن تدابير وقف الاستيراد. وبلغ بهذا الخصوص استياء المسؤولين الأوروبيين، لكنه تلقى في المقابل موقف المسؤولين الجزائريين بشأن رفضهم "أن تبقى الجزائر سوقًا مفتوحة للبضائع الأوروبية"، وأنه "حان الوقت للتعامل وفق مبدأ تبادل الربح والمنفعة القائم على النديَة".
وتنظر أوروبا بعين غير راضية للتقارب التجاري الكبير مع الصين، التي أصبحت في ظرف قصير المصدر الأول للسلع إلى الجزائر، بعدما كانت فرنسا في الصدارة على هذا الصعيد لسنوات طويلة.

ويقول مراقبون إن دوافع الجزائر من عقد اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، مطلع 2000 لم تكن اقتصادية ولا تجارية لإدراكها أن "تبادل المنفعة" غير ممكن بسبب "الطابع غير التجاري" لاقتصادها، الذي يعاني من تبعية مفرطة ريع النفط والغاز. وكان الهدف من المسعى، وفق نفس المراقبين، إيجاد متنفس للبلاد، وفك عزلة دولية خانقة عنها، فرضها صراع طويل مع الإرهاب. وقد كان ذلك إحدى أولويات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وصل حديثًا إلى الحكم (1999)

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر تطوي صفحة الخلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي الجزائر تطوي صفحة الخلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 13:53 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

لجين عمران تروج لماركة حقائب شهيرة

GMT 17:42 2023 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

أفكار جديدة لديكورات غرف المكاتب المنزلية

GMT 05:48 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أفكار لاستخدام "أسرّة الأطفال" في المساحات الصغيرة

GMT 20:54 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

عزيز بوحدوز يطلب من الجمهور المغربي أن يسامحه

GMT 07:34 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

كوكو شانيل تبيّن حبها المتجدد لتصميم المجوهرات

GMT 02:49 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

ساو باولو البرازيلي يودع الحارس الأسطورة روجيريو سيني

GMT 14:13 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

الأمير سليم يعلن خطبته على حبيبة مهند السابقة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib