الجزائر ـ كمال السليمي
استغرب رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى صدور "تعليقات غير بريئة" أعقبت مبادرته إلى مصافحة العاهل المغربي، الملك محمد السادس في القمة الأفريقية – الأوروبية في عاصمة ساحل العاج، أبيدجان، موضحاً أن مصافحته "للملك المغربي أتت من باب الأدب، كما أن ما بيننا وبين المغرب ليست مشكلات جوهرية".
وصرح أويحيى إلى صحافيين فور عودته إلى الجزائر أن مصافحته "ملك المغرب هو أضعف الإيمان بين دولتين جارتين، كنا نأخذ في صورة جماعية وكنت أمرّ أمام ملك المغرب وهو من الوفود، فمن الأدب ومن الضروري أن أحييه وأبلغه تحيات الرئيس"، عبد العزيز بوتفليقة.
وسُئل أويحيى عن رأيه في تعليقات فسّر بعضها أن مصافحته أتت بمثابة اعتذار عن تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، فأجاب أن "مساهل وزير في الحكومة التي أترأسها، ولا نقف أبداً ضد موقف لوزير في حكومتنا"، وأضاف: "أنا أتساءل مثلكم عن مصدر تلك التعليقات والهدف منها".
وبدا كلام أويحيى مهادناً في ملف العلاقات الجزائرية- المغربية، إذ كرر في تصريحه مصطلحات من قبيل أن ما بين البلدين الجارين "ليست مشكلات عويصة" أو "ليست مشكلة جوهرية"، ما أعطى انطباعاً بأن الجزائر ترغب فعلاً بعودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي على رغم الخلاف في الموقف بشأن ملف الصحراء الغربية.
وقال أويحيى: "لا توجد مشكلات ثنائية عويصة بين الجزائر والمغرب، قضية الصحراء الغربية ليست مشكلة بين الجزائر والمغرب، بل مشكلة بين المغرب وحركة بوليساريو"، قبل أن يتساءل: "مَن يكون وراء هذا الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا أحمّل مسؤولية القضية للسلطات المغربية بل لبعض الأطراف في المغرب التي تريد تضخيم القضية".
وردّ أويحيى أيضاً على توقع البعض في الجزائر "إقالته" بسبب تلك المصافحة، إذ رأى معلقون أن رئيس الوزراء بادر إلى اتخاذ خطوة ديبلوماسية كبيرة تحت أنظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تطيحه من قيادة الحكومة، نظراً لتشدد بوتفليقة في صلاحياته في المسائل الديبلوماسية، فكشف أن الرئيس الجزائري أعطى تعليمات منذ سنوات قليلة من أجل تكثيف اللقاءات بين الجزائر والمغرب، وقال: "أعطى الرئيس تعليمات باتفاق بينه وبين الملك أن نكثف من تبادل الوفود وصارت سلسلة لقاءات بين عامين 2006 و2013». وأضاف: «لا تتصوروا أن بيننا وبين المغرب جدار، بيننا وبين المغرب خلاف حول الصحراء الغربية وشكاوى جزائرية حول تدفق المخدرات».
في سياق آخر ، (رويترز)أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في مقابلة صحافية نُشرت أمس، إن بلاده ستستأنف العلاقات الديبلوماسية مع المغرب بعد أكثر من 10 سنوات على سحب الرباط سفيرها من بريتوريا. واستدعى المغرب سفيره من جنوب أفريقيا عام 2004 بعد أن اعترف رئيسها السابق ثابو مبيكي بإقليم الصحراء الغربية الذي يقول المغرب إنه جزء من أراضيه.
وقال زوما لصحيفة «سيتي برس» إن «المغرب بلد أفريقي ونحن نحتاج إلى العلاقة معه. لم تكن هناك مشاكل بيننا على أي حال: كانوا هم مَن بدأوا بقطع العلاقات الديبلوماسية»، والتقى زوما العاهل المغربي الملك محمد السادس الأسبوع الماضي، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وقال زوما عن موقف المسؤولين المغاربة في الاجتماع: «هم يشعرون بأننا حتى لو اختلفنا في شأن قضايا الصحراء الغربية، فإن البلدين يجب أن تربطهما علاقات».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر