الجزائر ـ سناء سعداوي
أطلق حزب الأغلبية في الجزائر "جبهة التحرير الوطني" حملة تحت شعار "جيل بوتفليقة"، في إشارة إلى أكثر من مليوني ناخب تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، لم تعرف غالبيتهم رئيساً للبلاد سوى عبد العزيز بوتفليقة.
وتعتزم "الجبهة" حشد هؤلاء لمناشدة الرئيس "مواصلة الإنجازات"، بما يعني الاستمرار في الحكم بالترشح لولاية خامسة. ودشن الحزب الحملة الاثنين الماضي، بمناسبة لقاء نظمه في مقره، حيث جمع ممثلي 6 تنظيمات تابعة لطلاب الجامعات ووزير التعليم العالي الطاهر حجار.
وكان الهدف من الاجتماع الذي قاده الأمين العام للحزب جمال ولد عباس "ترك انطباع قوي لدى الرأي العام بأن طلاب الجامعات الذين يبلغ عددهم نحو مليونين وما يمثلونه من طاقة شبابية ترمز إلى 75 في المائة من المجتمع، كلهم يرغبون في أن يواصل الرئيس المسيرة".
وقال عضو في المكتب السياسي للحزب، فضل عدم نشر اسمه، إن ولد عباس "لن يتوقف عند حشد طلبة الجامعات لصالح ترشح بوتفليقة، فهو يعتزم عقد لقاءات شبيهة بلقاء الطلبة، ستجمع تنظيمات المزارعين والحرفيين وأبناء الشهداء (حرب التحرير ضد الاستعمار)، وجمعيات كثيرة، بغرض مناشدة الرئيس الترشح".
وأضاف لـ"الشرق الأوسط": "سنشهد استعراضًا كبيرًا في هذا المجال، يريد ولد عباس أن يكون صانعه من دون منازع ليثبت مزيدًا من الولاء للرئيس". وحين سُئل ولد عباس عما إذا كانت حملة "الولاية الخامسة" تعكس رغبة بوتفليقة بتمديد حكمه، أجاب: "نحن لا نضغط على الرئيس، ولكن نريد أن يعلم أننا رهن إشارته في حال أراد التمديد".
وخاض ولد عباس حرباً ضد القيادي في الحزب رجل الأعمال النائب بهاء الدين طليبة، عندما أطلق قبل ثلاثة أشهر "تنسيقية لدعم الولاية الخامسة"، إذ كان الأول يريد أن يؤدي هذه "المهمة" بمفرده، فيما أراد طليبة أن يستبق الأحداث. ويرجح مراقبون أن ولد عباس تلقى "ضوءاً أخضر" من الرئاسة لبدء حملة الدعاية للولاية الخامسة.
وتوجد تنظيمات موالية للرئيس، لكنها ترفض أن تتبع "جبهة التحرير" في هذا المسعى، وأهمها "منظمة المجاهدين" بقيادة سعيد عبادو، و"اتحاد النساء الجزائريات" برئاسة نورية حفصي، وكلاهما ينتمي إلى "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى.وعلى الرغم من ولائه الشديد لبوتفليقة، فإن "التجمع الوطني" رفض الانخراط في حملة مبكرة للتمديد، ما لم يفصح الرئيس عن رغبته بالترشح من جديد. وقال الناطق باسم الحزب صديق شهاب: "سنكون سعداء بالتأكيد إذا ترشح الرئيس، فنحن محافظون على وفائنا له منذ وصوله إلى الحكم قبل 18 سنة، ونحن مستقلون في قراراتنا ومبادراتنا ولا نريد أن نكون تابعين لأحد".
وقال الناشط الحقوقي المحامي المعارض مقران آيت العربي إن بوتفليقة لن يضيف فترة جديدة إلى حكمه لأنه مريض، ويعرف كما يعرف محيطه المباشر، أن عجزه عن الكلام وعن التنقل في الداخل والسفر إلى الخارج، أمر يؤثر على مستقبله السياسي، لهذا أعتقد أنه سيختار بديلاً له في الحكم بالتوافق مع قيادة الجيش".
وتوجد في الواجهة أسماء عدة مرشحة لخلافة بوتفليقة. ورجح دبلوماسي عربي في الجزائر أن يكون مدير الشرطة عبد الغني هامل بين الأوفر حظاً للرئاسة، قياساً إلى ظهوره المكثف في الإعلام في السنتين الماضيتين، فضلاً عن دوره في محاربة الإرهاب. ويقول مقربون من رئيس أركان الجيش الجنرال قايد صالح إنه يريد أن يكون رئيساً في حال لم يترشح بوتفليقة، وهو ما يفسر كثرة خطاباته في هذه الفترة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر