لم يحضر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا الذي انطلق اليوم الأربعاء بالعاصمة الألمانية على مستوى وزراء خارجية عدد من الدول المعنية بالصراع الليبي، وتشارك فيه لأول مرة الحكومة الانتقالية الليبية.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية وجهت دعوة رسمية خاصة إلى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قصد المشاركة في هذا المؤتمر، بالنظر إلى دور المغرب الكبير في حلحلة النزاع الليبي.
واستبعدت مصادر إعلامية مشاركة وفد مغربي في المؤتمر، خلافا لما تناقلته عدد من المنابر الإعلامية الدولية.
ووضعت وزارة الخارجية الألمانية العلم المغربي ضمن أعلام الدول المشاركة في مؤتمر برلين الثاني: ليبيا، الجزائر الصين، الكونغو الديمقراطية (رئيس الاتحاد الإفريقي)، مصر، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، روسيا، سويسرا، تونس، تركيا، الإمارات، المملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما يشارك في المؤتمر ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقاطع فيها وزير الخارجية المغربي دعوة ألمانيا في الموضوع الليبي؛ إذ سبق له أن رفض المشاركة في لقاء نظمته عبر تقنية التناظر عن بعد بتاريخ الخامس من أكتوبر 2020، على هامش أشغال الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، خصص لمناقشة مخرجات لقاء برلين الأول الذي تم فيه إقصاء المغرب من المشاركة.
ويأتي انعقاد مؤتمر برلين الثاني في سياق استمرار الأزمة بين المغرب وألمانيا، التي يرتبط جزء منها، وفق بلاغ سابق لوزارة الخارجية المغربية، بوجود “محاربة مستمرة، لا هوادة فيها، للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دوره في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة، دون مبرر، من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”.
وأضاف المصدر ذاته أن من بين أسباب التوتر كذلك، “تواطؤ السلطات الألمانية مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، ولا سيما من خلال الكشف عن معلومات حساسة قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية”.
ويبحث مؤتمر برلين الثاني، الذي دعت إليه الحكومة الألمانية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة وتشارك فيه الدول التي حضرت نسخته الأولى عام 2020، ضمان تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة لي ليبيا، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والمليشيات من البلاد.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أجرى مباحثات هاتفية مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش، قبل أيام، حول التحضيرات لمؤتمر برلين الثاني.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن هذا التباحث يدخل في إطار سلسلة المشاورات التي يجريها المبعوث الخاص للأمم المتحدة مع “الأطراف الفاعلة” على الصعيدين الوطني والدولي للتحضير لمؤتمر برلين الثاني حول ليبيا.
وأعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، عشية انعقاد مؤتمر برلين الثاني، طرح مبادرة “استقرار ليبيا” على المؤتمر تتضمن رؤية محلية وأجندة زمنية للمصالحة والانتخابات.
وثمنت المنقوش في أول زيارة لها إلى المغرب قبل أيام، دور المملكة المغربية والملك محمد السادس في احتضان الحوار السياسي الليبي، من اجتماعات الصخيرات إلى لقاءات بوزنيقة، لتوحيد المؤسسات الليبية ودعم حكومة الوحدة الوطنية وبناء ليبيا جديدة.
قد يهمك ايضاً :
المغرب يجدد موقفه من السياسة الألمانية لمقاطعة مؤتمر برلين
أمريكا تدعو المغرب لقمة برلين حول ليبيا وتتجاهل اسبانيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر