بيروت - المغرب اليوم
طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار بـ«مواصلة عمله لكشف الحقيقة»، منتقداً ما أصاب القضاء اللبناني من انقسام على خلفية التحقيقات، ومتحدثاً عن «حرب داخلية بين القضاة». وجدد الراعي مطالبته النواب بتحمل مسؤولياتهم والاجتماع لانتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً أن «الرئيس، وإن كان مارونيّاً فهو لكلِّ اللبنانيين، ونودّ أن يكون اختيارُه ثمرة قرارٍ وطني ديمقراطي».
وقال الراعي في عظة الأحد أمس: «تنصّ مقدّمة الدستور اللبناني على (أنّ الشعب هو مصدر السلطات، ويمارسها بواسطة المؤسسات)، أي كلّ أصحاب المسؤوليّة في المؤسسات الدستوريّة موكّلون من الشعب. فنراهم على العكس وبكلّ أسف أعداء الشعب. لقد فقّروه وجوّعوه ومرّضوه، وحرموه من حاجاته وحقوقه الأساسيّة للعيش، ومنعوا عنه الخبز والغذاء، وأماتوه بغلاء الدواء والطبابة. وفوق ذلك حرموه العدالة بتسييس القضاء، وجعلوه كخراف لا راعي لها. كلّ ذلك بإحجامهم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة. وهذا هو باب الفلتان والفوضى في حكم المؤسسات».
وسأل: «أين مجلس النوّاب الذي أضحى هيئة ناخبة، ويحجم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة، قاطعاً من جسم الدولة رأسها؟ ألم يحن الوقت ليجتمع نواب الأمّة في المجلس النيابي، ويختاروا الرئيس المناسب والأفضل بالنسبة إلى حاجات البلاد وشعبها؟». وتابع: «إذ نشجع مبادرة النواب المجتمعين في قاعة المجلسِ للضغطِ من أجلِ انتخابِ رئيسٍ، نتمنى أن يَكتملَ العدد حتى النصابِ وتَتمَّ العملية الانتخابيّة. والرئيسُ المناسب والأفضل هو الذي يُعيد اللبنانيين إلى لبنان مع الاستقرار والازدهار. ولا يغيب عن بالنا أنَّ تحدّيات إقليميّة ودوليّة تحاصر لبنان برئيسه وحكومته، فالمنطقة على مفترق أحداث خطيرة للغاية ويصعب التنبّؤ بنتائجها وانعكاساتها على لبنان».
وأكد الراعي أن بكركي «تواصل الاتَصالات والمساعي للدفعِ نحو انتخاب رئيسٍ جديدٍ، بالتنسيق الوثيق مع سائر المرجِعيات الروحيّة والسياسيّة، آملين التوافق مع جميع شركائنا في الوطن. فرئيسُ الجمهوريّة وإن كان مارونيّاً ليس للموارنة والمسيحيين فقط، بل لكلِّ اللبنانيين. ونودّ أن يكون اختيارُه ثمرة قرارٍ وطني ديمقراطي. فالمرحلة المقبلة هي مرحلة انتشالِ لبنان من الانهيارِ وإعادتِه إلى ذاتِه وهُويّته في نطاق الكيانِ اللبناني».
وتحدث عن تحقيقات انفجار المرفأ والمستجدات الأخيرة، سائلاً: «أين العدالة التي هي أساس الملك، والقضاة في حرب داخليّة؟ قضاة ضِدَّ قضاة، وصلاحيات ضِدَّ صلاحيات، وأحقاد ضدَّ أحقاد. لم يَعرف لبنانُ في تاريخِه حرباً قضائيّة أذَلّت مَكانة القضاء وسُمعة لبنان وحَوّلت المجموعات القضائيّة ألوية تَتقاتل فيما بينها غيرَ عابئة بحقوقِ المظلومين والشعب. حين يَختلف القضاة على القانونِ من سيَتفِقُ عليه؟ وهل حقّاً كان الخلافُ على المواد القانونيّة أم على المواد المتفجِّرة لتعطيلِ مسارِ التحقيق في جريمة تفجير المرفأ؟ وإذ يؤلمنا ذلك، نرجو أن يواصل المحقِّقُّ العدلي القاضي طارق بيطار عملَه لإجلاءِ الحقيقة وإصدارِ القرارِ الظنّي والاستعانة بأي مرجِعيّة دوليّة يمكن أن تساعدَ على كشف الحقيقة وأمام ضمائرنا 245 ضحيّة وخراب بيوت نصف العاصمة ومؤسساتها. وما يؤسفنا أكثر أنْ نرى فقدان النصاب يطال اجتماعات الهيئات القضائية، فَيُقدِمُ قضاة ومُدّعون عامون على تخطّي مجلسِ القضاءِ الأعلى ورئيسِه ويَمتنعون عن حضوِر الاجتماعات. وهذا غير مقبول! فللقضاء آليّته وتراتبيّته».
وأضاف: «لن نسمحَ، مهما طال الزمنُ وتغيّر الحكّام من أن تمرَّ جريمة تفجير المرفأ من دون عقاب. وبالمناسبة، ماذا تنتظر الدولة اللبنانيّة لإعادة إعمار مرفأ بيروت ليستعيدَ حركتَه الطبيعية، خصوصاً أننا نسمع عن مشاريع لدى بعضهم لنقل مرفأ بيروت التاريخي إلى مكانٍ آخر».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر