الرباط - المغرب اليوم
تواصل السلطات المختصة، بالمدينة العتيقة لمراكش، تشخيص وضعية المباني التاريخية التي يعود بنائها إلى مئات السنين، وتحديد درجة الضرر، استجابة للدعوة الملكية لإعادة الاعمار على أساس دفتر التحملات وبإشراف تقني وهندسي بانسجام تام مع تراث المناطق المتضررة واحترام لخصائصها المعمارية.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن لجنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة المعروفة اختصارا باليونسكو، حلت بمدينة مراكش، مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، من أجل تنسيق الجهود مع السلطات المختصة لوضع خطة لتأهيل وإعادة الأماكن الأثرية الى حالتها الأولى، بالمدينة العتيقة لمراكش، التي تم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وخلال معاينتها لحجم الأضرار التي لحقت العديد من المباني، صادفت "الصحراء المغربية" فريق مكون من مهندسين معماريين وممثلين لمختبرات التجارب والمراقبة ، يجوبون الأحياء المتضررة بالمدينة العتيقة لمراكش، لتحديد درجة ومدى خطورة التصدعات التي لحقت العديد من المباني، في الوقت الذي انتقل عدد كبير من المهندسين المعماريين الى اقليمي الحوز وشيشاوة من أجل التدخل في المناطق الجبلية التي تضررت بشكل كبير من آثار الزلزال والمساهمة في تنزيل التوجيهات الملكية السامية.
وتدير التدخلات الميدانية لهذا الفريق، خلية للتنسيق والعمل بين المهندسين المعماريين على الصعيد الوطني، جرى إحداثها بالمجلس الجهوي للمهندسين المعماريين لجهة مراكش آسفي، حيث تمت تعبئة أزيد من 600 مهندس معماري للمساهمة في هذا العمل الوطني.
وفي هدا الإطار، أوضح جواد البصري رئيس المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين بجهة مراكش آسفي، أنه مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب اقليم الحوز تم إحداث لجان مشتركة يترأسها مهندسين معماريين وفاعلين آخرين وهندسين إنشائيين وخبراء يمثلون مختبرات وطوبوغرافيين للقيام بجولات ميدانية لتشخيص وضعية المباني المتضررة، قبل الانتقال الى انتاج المشروع العمراني والمعماري الذي ينسجم مع التراث والخصائص المعمارية المحلية. وأشار إلى أنه من خلال الدراسات التشخيصية، التي تقوم بها اللجان المشتركة، يجري تحديد مستويات الضرر، باعتبارها مهمة لتحديد نوعية تدخل الدولة في هذا الصدد، وذلك من خلال ثلاث ألوان هي الأخضر والبرتقالي، بعد معاينة المباني المتضررة بشكل كبير والمتضررة بدرجة متوسطة والمباني الغير المتضررة.
وكشفت حصيلة مؤقتة للخسائر المادية للزلزال، عن تعرض 57 منزلا لانهيارات جزئية بالمنطقة التابعة إداريا لملحقة جامع الفنا لوحدها، بينما وصل عدد المحلات التجارية المنهارة جزئيا إلى 23 دكانا. وحسب المعلومات التي توصلت بها "الصحراء المغربية"، فإن 28 منزلا مسجلا كحصيلة مؤقتة للدور السكنية المتضررة من الهزة الأرضية بحي باب الفتوح لوحده المحادي لساحة جامع الفنا، والتابع لمقاطعة مراكش ـ المدينة وتسبب زلزال الحوز، في تغيير ملامح معالم أثرية وتاريخية يعرف بها المغرب ويصنف بعضها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وعجل في تنظيم زيارة لأعضاء من اللجنة الوطنية للمجلس العالمي للمباني التاريخية والمواقع (إيكوموس) رفقة ممثلين عن وزارة الثقافة إلى منطقة الحوز، وذلك من أجل إجراء تقييم أولي للأضرار التي لحقت بالمباني والمعالم التاريخية في المنطقة.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر