الرباط - المغرب اليوم
كشف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن السلطات المغربية تقاسمت آلاف المعلومات الأمنية المتعلقة بالهجرة غير النظامية مع السلطات الإسبانية، كما أجهضت آلاف المحاولات الرامية إلى الالتحاق بالضفة الشمالية للمتوسط بهذه الطريقة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط.
ووفق المعطيات التي قدمها رئيس الحكومة خلال ندوة حول “العلاقات المغربية الإسبانية .. الأزمة والآفاق”، من تنظيم حزب العدالة والتنمية، فإن المغرب تقاسم أكثر من تسعة آلاف معلومة أمنية ذات حساسية كبيرة مع السلطات الأمنية الإسبانية حول الهجرة غير النظامية في السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك في إطار التنسيق القائم بين البلدين.
وبلغ عدد محاولات الهجرة غير النظامية التي أجهضتها المصالح المختصة في المملكة خلال الفترة نفسها أربعة عشر ألف محاولة، وتفكيك أكثر من ثمانية آلاف خلية لتهريب البشر، وإجهاض أكثر من ثمانين محاولة لاختراق الحدود الموجودة مع سبتة المحتلة.
واعتبر العثماني أن سجل المغرب في مجال التعاون لمكافحة الهجرة غير النظامية “حافل ومشرف”، مضيفا: “البعض من جيراننا (في إشارة إلى إسبانيا)، يثيرون على المغرب مسألة التزاماته في ما يخص مكافحة الهجرة السرية، وأؤكد أن المغرب كان دائما ملتزما باتفاقياته”.
وأضاف العثماني، تعليقا على المعلومات المتعلقة بحجم التعاون الأمني من طرف المغرب مع إسبانيا على صعيد مكافحة الهجرة غير النظامية، أن “هذا التعاون الذي يشهد به الجميع يدل على أن المغرب مصمم على أن يفي بالتزاماته في الحال والمستقبل”.
وشدد رئيس الحكومة على أن العلاقات المغربية الإسبانية “علاقات تاريخية، وعلاقات إستراتيجية، ولا يمكن أن تكون العلاقات بين بلدين جارين إلا تاريخية وإستراتيجية”، مضيفا: “هناك تاريخ وجغرافيا مشتركة، ولا يمكن تغيير هذين البعدين؛ ولكن يمكن أن نغير أساليب التعامل فيما بيننا”.
وفيما لا يزال التوتر مخيما على العلاقات بين المغرب وإسبانيا، بعد استقبال هذه الأخيرة لزعيم ميليشيات “البوليساريو”، نبه العثماني مسؤولي إسبانيا إلى ضرورة الحفاظ على المصالح السياسية والأمنية بين البلدين، بقوله: “المصالح السياسية والأمنية أسمى من إغراء الامتيازات أو أي امتيازات أو مزايا اقتصادية”.
وأضاف أن العلاقات بين الرباط ومدريد ظلت تشهد مدا وجزرا لعقود، لكنها تتطور بمعطيات جديدة، إقليمية ودولية ومحلية، مبرزا أن هناك اليوم معطيات كثيرة تغيرت لصالح المغرب؛ ذلك أنه منذ سنتين حدث تحول في إستراتيجية المملكة لمواجهة نزعة الانفصال، ما أثمر نتائج مهمة، من بينها افتتاح أكثر من عشرين دولة القنصليات في الصحراء المغربية، موضحا أن هذه الدول لم تعترف فقط بمغربية الصحراء، بل تفعّل هذا الاعتراف على أرض الواقع.
قد يهمك ايضاً :
اسبانيا تتخبط في أزمتها مع المغرب وتستقوي بالبرلمان الأوربي
بريطانيا تصنف اسبانيا دولة غير آمنة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر