انتقل لاعبون من جنوب الصحراء إلى المغرب للعبور إلى أوروبا بحلم رياضي تحفه الأخطار وأعانوا تحدي الموت
وجاء من جنوب الصحراء" بالمحطة الطرقية ولاد زيان" في الدار البيضاء ، والنفايات تحاصره من كل صوب, يراقب شجارًا بين مهاجر من جنوب الصحراء وأحد السكان المغاربة، يحاول أن ينأى بنفسه وأن يبقى بعيدًا عن أي خلاف ينشب في المخيم .
ترك ايريك لاعب كرة القدم من كاميرون البالغ من العمر 20 عامًا بلده وقدم إلى المغرب بهدف العبور إلى أوروبا وتحقيق حلمه في أن يصبح مهاجمًا في إحدى الأندية الأوروبية .
" كرة القدم ...مهنتي تركت بلدي لأجلها"
" وقال المهاجم الكاميروني" كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لي...إنها مهنتي تركت بلدي لأجلها " .
قطع ايريك مسافات طويلة من الكاميرون إلى المغرب، لكن معاناته لا تتوقف عند هذا الحد يضيف ايريك بنبرة عربية " أشعر بالحزن عندما أفشل في اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين المغرب وإسبانيا ".
يحلم ايريك في أن يعبر الحدود، وينضم إلى زميله السابق في أكاديمية كرة القدم في الكاميرون الذي التحق بنادي نانسي الفرنسي .
"حلمه يتحطم ...أمام السياج الحدودي "
يعتبر ايريك أن لعب كرة القدم في المغرب صعب، يتابع " في المغرب أعيش اليوم بيومه وبالكاد أجد ما أكله، لا فرص في المغرب للعب كرة القدم " .
يمضي ايريك يومه في التسول أمام إشارات المرور تحت اشعة الشمس الحارقة، يقول " أنتظر بفارغ الصبر موعد لعب كرة القدم في المخيم...انها متعتي الوحيدة ".
يحرص بعض المهاجرين في مخيم محطة ولاد زيان وبخاصة الذين تركوا بلدهم لأجل احتراف كرة القدم على تنظيم مباراة فيما بينهم كل يوم في الساعة التاسعة مساء والحفاظ على التدريبات الرياضية .
الموت في سبيل كرة القدم
وكان من بين المستفيدين من التدريبات في النادي، سيبريك لاعب كرة القدم من بنين يبلغ 23 عامًا . واجه سيبريك الموت لأجل كرة القدم، واستغرقت رحلته من بنين إلى المغرب 3 سنوات، يقول في حواره مع DW عربية " عبرت صحراء أغاديز لأصل إلى هنا، لقد كانت أصعب محطة في رحلتي ,وعانيت من العطش والجوع ومعاملة المهربين السيئة، لا يمكن أن أنسى تلك الرحلة لقد رأيت أطفالًا ونساء يلفظون أنفاسهم الأخيرة. "
يضيف سيبريك "على الرغم من جحيم الرحلة كنت أتحمل لأجل كرة القدم "، يعيش في وضعية غير قانونية في المغرب منذ 6 اشهر.
ويشعر سيبريك بالحزن بعدما وجد صعوبات في التحاق بأندية مغربية، " في المغرب تتعامل الأندية بعنصرية مع اللاعبين الأفارقة ونادرًا ما تمنح لاعبا من جنوب الصحراء فرصة الالتحاق بها " كما يقول سيبريك .
يتابع "لا يمكن أن أنتظر في المغرب، سأواصل رحلتي إلى أوروبا فهناك يقدرون من لديه مهارات"، معتبرًا أنه عندما يصل إلى إحدى الدول الأوروبية سيلتحق مباشرة بنادي يقدر موهبته .
يدرك سيبريك خطورة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وفي هذا الصدد يقول "نعم ... هناك مهاجرون لقوا حتفهم في البحر، لكن هناك أيضًا من وصلوا إلى أوروبا من بينهم لاعبون يحترفون كرة القدم في أندية كبرى ".
متطوعون من المهاجرين شكلوا فريقًا لكرة القدم كي لا يفقدوا مهاراتهم
حلم اللعب في المنتخب الوطني المغربي
يستفيد يانيك من الكونغو الديمقراطية البالغ من العمر 20عامًا هو يستفيد من التدريب في نادي FC Espoir Royal ، ترك بلده وجاء إلى المغرب، بعدما كان يلعب مهاجمًا في نادي بالكونغو، أصبح الآن يعيش في وضع غير قانوني في المغرب، يقول ل DW عربية " أنا شغوف بكرة القدم، وحلمي أن أنضم إلى المنتخب الوطني المغربي . "
و يشير ميغواغ عيسى مدرب وأحد مؤسسي نادي FC Espoir Royal ، النادي الوحيد في المغرب الذي يدرب فريقا يتكون من لاعبي كرة القدم من جنوب الصحراء، في حديثه لـ DW عربية إلى " أن النادي يهدف إلى مساعدة اللاعبين من جنوب الصحراء على تطوير مهاراتهم والتدريب المستمر، لكي لا يفقدوا لياقتهم البدنية "
ويعتبر ميغواغ أن المغرب بالنسبة للاعبين المهاجرين بلد العبور إلى أوروبا، مضيفا "للأسف المغرب لا يستفيد من مهارات اللاعبين المهاجرين، الذين يرغبون في الانضمام إلى أندية مغربية ".
"البحر مقبرتهم "غالباً
وكشف ميغواغ عيسى وضع لاعبي كرة القدم من جنوب الصحراء " لا عقود عمل ولا مستقبل في المغرب لذلك يفضل اللاعبون المخاطرة بحياتهم وعبور البحر للوصول إلى أوروبا لأجل تحقيق أحلامهم. " ويتابع "من المؤسف أن يخاطر لاعبون لديهم مهارات عالية بحياتهم للعبور إلى أوروبا ويصبح البحر مقبرتهم ."
ويأمل ميغواغ بوجود جهة تتولى مساعدة هؤلاء اللاعبين على إبراز قدراتهم ومهارتهم بأندية مغربية، والاستفادة من مواهبهم، عوضًا عن وضع شروط تعجيزية أمامهم تدفعهم الى المخاطرة بحياتهم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر