تيفلت - المغرب اليوم
لم يكن يخطر بذهن أقرب المقربين من “المهدي.ل”، ابن مدينة تيفيلت، أن نهاية حياته ستكون بحبل مشنقة، يلفها حول عنقه، منهيا بذلك حياة شاب خلوق ومثقف لم يتجاوز بعد 22 ربيعا.مثقف باحث عن “الحقيقة”ويروى أحد أصدقاء المهدي قصة انتحار الأخير، قائلا: “المهدي كان كيقرا في السنة الثانية وكيوجد يشد دبلوم تقني، وقبل عام التحق بالشبيبة اليسارية فـ’تيفيلت’، تما تلاقى مع شباب مثقف وبدا معهم في الحوارات والنقاشات الفكرية، وكان كيهضر بزاف على ماهية الكون وأصل الوجود، وحاولوا الأصدقاء ديالو في الشبيبة ينبهوه أن داك الشي اللي كيفكر فيه ما غاديش ينفعو، وباللي من الأحسن يقرا علم الاجتماع والاقتصاد، حيث هاد الأمور العقدية والوجودية غادي تديه لطريق مسدود لأن كبار الفلاسفة ما لقاوش ليها أجوبة”.
العناد والاستمرار في البحثورغم جميع المحاولات أبى المهدي أن يتراجع عن البحث وبقي على نفس المنوال.
يقول صديقه في حديث لموقع “كيفاش”: “من بعد فاش شاف باللي الأعضاء في الشبيبة ما دخلوش معاه فدوك النقاشات، انعزل عليهم وما بقاش كيحضر، ومن تم انتقل للفايس بوك وبدا كيكتب الأفكار ديالو على الحائط الفايسبوكي، ومنها أسئلة وجودية تشكك في وجود الله والأديان، وهاد الشي خلق ليه مشاكل مع العائلة ديالو وحتى أبناء الحي ديالو، حتى بداو كيبعدو عليه وكيقولو نعوت خايبة”.
عزلة وانطواء ومبيت في العراءبعد المشاكل العديدة مع عائلتو، المهدي بدا كيبات فالزنقة، وفهاد الوقت نشر فالفايس بوك ديالو باللي عائلتو ما تقبلوش الاختلاف ديالو، وقال باللي كيحس باللي ما عندوش والدين ترسيخا للأفكار “العدمية” اللي قرا في كتب الفلسفة.المخدرات والتفكير في الانتحاربقا المهدي فالعزلة ديالو، وبدا كيقول باللي ناوي ينتحر، ونهار 22 يوليوز كان أول مرة يتخذ هاد القرار.كتب فالفايس بوك ديالو: “سأنتحر لكن لا تقلقوا بشأن هل تصلون علي أم لا.
ﻷن الله سيصلي علي هو يعلم أني أريد الرجوع إليه. فقط سأثبت له ذلك بأن أضحي بجسدي في سبيل الرجوع إليه”.من بعد سافر المهدي إلى مدينة أصيلا يشوف بعض الأصدقاء ديالو، على طريقة آخر وداع، حتى رجع في شهر غشت، بالضبط نهار الأربعاء اللي فات (8 غشت)، قرر ينتحر بعد ما نشر القرار ديالو فالفايس بوك.ردود فعلبعد موت المهدي، مجموعة من الناس اللي كانو كيعرفوه ترحمو عليه، وقالوا باللي الشاب كان حسن السيرة والخلق، ولكن مجموعة من العوامل ساهمت في هاد القرار أهمها الناس اللي كانت كتشجعوا عبر التعاليق الفايسبوكية وتؤيد قراره، بينما انهال عليه آخرون بالشتم واتهموه بـ”الإلحاد”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر