الرباط ـ المغرب اليوم
تسعى الجزائر إلى التقارب مع فلسطين كخطوة للرد على التقارب المغربي الإسرائيلي الأخير؛ إذ أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده ستمنح دولة فلسطين 100 مليون دولار، وتخصص 300 منحة دراسية لفائدة الطلبة الفلسطينيين.
ونقلت قناة “الجزائر الدولية” عن تبون أن بلاده ستستضيف ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية قريبا، وذلك “بعد أخذ رأي الرئيس الفلسطيني محمود عباس”.
وقام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة إلى الجزائر، وغدا سيزور تونس، بينما استثنى المغرب في جولته المغاربية الأخيرة.
نوفل البعمري، محلل سياسي خبير في ملف الصحراء، قال إن “دعم فلسطين لا يمكن إلا الترحيب به، لأن فلسطين تحتاج إلى دعم سياسي وكذلك مالي لتستطيع الصمود أمام الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أن “هذا الدعم يجب أن يكون فعلا لدعم القضية الفلسطينية، وليس دعما يدخل في محاولة استقطاب السلطة الفلسطينية لتأليبها ضد المغرب كما يفعل النظام الجزائري حاليا”.
وتابع البعمري، في تصريح ، أن “الدعم الجزائري قد يكون بمنطق فيه (رشوة) للسلطة الفلسطينية للتعبير عن موقف ضد التقارب المغربي-الإسرائيلي”، مشددا على أن “النظام الجزائري طيلة مسار دبلوماسيته اعتمد على أسلوب الرشاوى المالية للعديد من الأنظمة السياسية قصد الوقوف ضد المغرب”.
وأشار المحلل السياسي ذاته إلى أن “رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان منتبها ومتفطنا لأي محاولة لتوريطه في الصراع الذي افتعلته الجزائر مع المغرب، والذي يتخذ فلسطين كمطية وغطاء له قصد تبرير التصعيد الدبلوماسي ضد المملكة”.
وأوضح أن “كلمة الرئيس الفلسطيني كانت متوازنة ووضعت الزيارة في سياقها العام؛ سياق بحث السلطة الفلسطينية عن دعم سياسي لها، وهو أمر لا يمكن إلا أن ندعم فيه فلسطين بسلطتها وقواها الحية الوطنية”.
من جانبه، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والإعلام شرقي الخطري أن “تخصيص دعم مالي جزائري لفلسطين يأتي في سياق محاولة للتغطية على تصريحات وزير الخارجية الجزائري رمطان عمامرة حول جدول أعمال القمة العربية”.
وقال خطري إن “المغرب كان سباقا إلى إقامة بنيات تحتية في فلسطين، على غرار مطار غزة وعدد من المستشفيات الميدانية، ودعم المنظومة الصحية بالأطر الطبية”.
وأضاف أن “الجزائر تستغل الورقة الفلسطينية في إطار دبلوماسية الذئب المحارب عبر شيطنة المغرب وتشويهه ونعته بأوصاف سلبية”، مبرزا أن “المغرب ظل على نهجه من خلال دبلوماسية هادئة تدعم القضية الفلسطينية والقوى السياسية بمختلف شرائبها”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر