المضيق - جلال عمر
احتضنت مدينة المضيق فعّاليات الدورة السادسة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة وتنمية التراث، تحت شعار "المضيق ملتقى الحضارات: التراث اللامادي، إحياء، حماية وتثمين مستدام"، وهي الدورة، المُنظمة من طرف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث بتعاون مع عدد من الشركاء المؤسساتيين من 26إلى 28 أبريل/نيسان 2018، وقد ركّزت على السبل الرامية إلى الرفع من قيمة التراث اللامادي في مجالاته المختلفة من عادات وتقاليد وفنون وأدب وتراث طبيعي، وجعله أساس تطوير القطاعات السياحية والثقافية والتنموية بالمغرب.
وأكد نائب رئيس الشبكة محمد الملاحي، على أهمية هذه الدورة بعدما احتضنت العديد من المدن المغربية الأخرى الدورات السابقة، وأوضح أن البرنامج المسطّر سيجيب عن الأسئلة المطروحة والتي عملت هذه الدورة للإجابة عنها من خلال المحاور الثلاثة المُبرمجة في هذه التظاهرة الدولية، كما شدّد في كلمته على الأدوار التي تقوم بها المدن العتيقة لحماية الثرات المادي وصيانته، مذكّرا بالخطب الملكية في هذا الاتجاه التي أعطت مكانة للتراث المادي .
ولفت رئيس الشبكة، محمد السفياني، أنه سيتم تسليط الضوء خلال أشغال هذا المنتدى الدولي على "التراث اللامادي، الدعم المؤسساتي للحماية والتثمين"، و"التراث اللامادي وأهداف التنمية المستدامة"، و"التراث اللامادي : البحث عن التصنيف والتثمين".
وأضاف أن "هذه الدورة، التي تعرف مشاركة ثلة من الفاعلين الدوليين وممثلي المدن العتيقة والمؤسسات الشريكة، تطمح لأن تشكل "محطة لترسيخ انفتاح الشبكة، التي تأسست عام 2011، على مختلف مظاهر التراث اللامادي"، موضحًا في هذا الإطار غنى التراث المغربي بمختلف روافده العربية والأمازيغية والحسانية.
وبدوره أوضح عامل عمالة المضيق – الفنيدق، حسن بويا، اعتبر أن هذا المنتدى يشكل احتفالية بالتاريخ والحضارة التي تجمع بلدان المتوسط لاستذكار لحظات الماضي كرابط بين الأجيال الحالية والقادمة في سبيل صناعة المستقبل المشترك، ورأى أن المنتدى سيمكن أيضا من إبراز تاريخ المغرب باعتباره أرضا للتعايش والتساكن والقبول بالآخر، وأوضح أن الانصهار والتفاهم والتعايش هو بمثابة إكسير كانت تتنفسه شعوب الماضي بدليل وجود مختلف ضروب الفكر والديانات والحضارات، ودعا إلى النهل من التاريخ من أجل مجابهة النعرات ونزعات التناحر والتطرف ورفع تحديات التنمية.
وسجّل مدير وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، منير البويوسفي، ضرورة تحديد التراث اللامادي والاهتمام به وتثمينه، وجعله أساسا لتطوير القطاعات السياحية والثقافية ودرعا للدفاع عن خصوصيات الشعوب، مؤكدا أن إدراج التراث اللامادي في المناهج التربوية سيساهم في الحفاظ عليه من الضياع عبر تدوينه ووضعه في إطار اجتماعي وإنساني ضمن منظومة شاملة في خدمة الأجيال الناشئة.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد عرفت تكريم ضيفة المنتدى، لأميرة دعاء بنت محمد بن محمود عزت، مؤسسة أكاديمية "ملتقى الأصدقاء" بالمملكة العربية السعودية، وافتتاح معرض "أجيال" حول الفن في خدمة السلام والتسامح، علمًا أنالمنتدى في دورته السادسة يشارك فيه مسؤولون وخبراء من المغرب وفلسطين وإيطاليا وإسبانيا والصين وفرنسا وألمانيا وساحل العاج والبرتغال ونيجيريا، ويشكل فضاء خصبا لمناقشة القضايا المتعلقة بالمدن العتيقة والتراث اللامادي في مختلف تجلياته، واستعراض تجارب مختلف البلدان في تثمينه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر