الفيلم السوري مريم أنشودة للحب في زمن الحرب
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

الفيلم السوري "مريم" أنشودة للحب في زمن الحرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفيلم السوري

دمشق - أ.ف.ب

يروي فيلم "مريم" للمخرج الفلسطيني السوري باسل الخطيب معاناة ثلاث نساء في خضم ثلاث ازمات مرت بها سورية في تاريخها الحديث، وينجحن، بفضل الحب، بتجاوز المحن والحروب. ويبدأ الفيلم بعبارة للشاعر الراحل يوسف الخطيب، والد باسل الخطيب، "لقد فقدنا كل شيء ولكن يبقى لنا الحب"، وهي عبارة لا تمر من دون اثر في بلد يشهد منذ اكثر من سنتين حربا مدمرة اوقعت اكثر من 110 الاف قتيل وشردت الملايين، وترتدي كل يوم شكلا جديدا من اشكال الوحشية والحقد. ويقول الخطيب الذي كتب سيناريو الفيلم مع شقيقه تليد، لوكالة فرانس برس ان فيلمه "ينتصر لقضية الحب والسلام والتسامح لتجاوز المحن التي نعيشها"، مضيفا انه "دعوة لتحريك الجانب النبيل لدى الناس". وتختصر مريم، احدى بطلات الفيلم اللواتي يحملن كلهن اسم "مريم"، ذلك بالقول "مثلما تخرج الحرب ابشع شيء لدى الناس، فهي لدى غيرهم تخرج اجمل شيء". وحاز الفيلم الجائزة الكبرى مناصفة مع الفيلم المصري "هرج ومرج" في مهرجان وهران للفيلم العربي والجائزة الكبرى في مهرجان الداخلة في المغرب ويشارك حاليا في مهرجان الاسكندرية. ويرى الخطيب ان سبب نجاح الفيلم هو تركيزه على "الجانب الانساني". ويقول لوكالة فرانس برس انه استقى اسم فيلمه من اسم السيدة العذراء، موضحا انه "بالاضافة الى دلالاته الدينية، فان معنى الاسم باللغة السريانية القديمة هو السيدة المعلمة". ويقول ان كل "بطلة في الفيلم سيدة ومعلمة ضمن تجربة الاختبار الانساني والتاريخي التي وجدت فيها". ويتابع ان اسم مريم "يختصر الحالة السورية والمعاناة والمراة المحملة بالجراح والالام". ويتناول الفيلم مرارة الحرب وانعكاساتها في حياة النساء السوريات الثلاث من دون ان "يخسرن قدرتهن على الحب والتضحية والاختيار". وفيه "تحية للمراة السورية". وتغطي الحكايات الثلاث فترة مئة عام من تاريخ سورية. وتدور احداث الحكاية الاولى في عام 1918 عند نهاية الحرب العالمية الاولى. ويرى مخرج الفيلم ان هذه الحقبة "كانت مفترقا تاريخيا، اذ لم يكن مستقبل المنطقة واضحا بعد خروج الاحتلال العثماني ودخول دول الحلفاء اليها". اما الحكاية الثانية فتروي انعكاس حرب حزيران/يونيو في 1967 "التي صنعت شرخا كبيرا بالوجدان العربي"، على الواقع السوري، من خلال ارملة ترفض ان تترك منطقة القنيطرة الحدودية مع هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في تلك الحرب وفاء لزوجها الذي قتل فيها. وتقول مريم في تلك القصة (تؤدي دورها سلافة فواخرجي) "هذه الحرب ليس هدفها ان تخرب البيوت ولكن ان تخرب روحنا من الداخل... فلا يتمكن احد في العالم من ان يرفع راسه ويقول كلمة". وتتناول الحكاية الثالثة قصة رجل تخلى عن امه في مأوى للعجزة في ظل النزاع الحالي القائم في سورية، فتواجهه امراة اخرى هي ابنته لتقول له "عندما يتخلى ابن عن والدته (...) فانه يتخلى بذلك عن ذاكرته وعن وطنه وكل القيم النبيلة". ولا يقول المخرج مباشرة ان المقصود بهذه القصة الاخيرة الحرب الحالية، لكن الناقد سامر محمد اسماعيل يتوقف عند ما اسماه "الحلول الاخراجية"، والتي يكمن احدها في "تصوير المغيب تباعا في لقطة بانورامية من اعلى جبل قاسيون المشرف على دمشق، في وقت تتصاعد في الافق اعمدة الدخان". وواجه فريق العمل خلال تصوير مشاهد الفيلم الذي تم بميزانية بسيطة جدا وسط شح كبير في الانتاج السينمائي وازمة لم تشهد لها البلاد مثيلا من قبل، صعوبات كثيرة واخطارا. ويقول المخرج ان بعض المشاهد صورت "في مواقع خطيرة جدا بعضها قريب من اماكن شهدت معارك"، مضيفا "كنا كل يوم نخرج للتصوير ولا نعرف ان كنا سنعود احياء الى منازلنا ام لا". وتم التقاط مشاهد الفيلم في بانياس وطرطوس (غرب) ومشتى الحلو (وسط) والقنيطرة (جنوب) ودمشق. وشارك في التمثيل الى جانب فواخرجي، عابد فهد وديمة قندلفت وأسعد فضة ونادين خوري وصباح جزائري ولمى الحكيم وميسون أبو أسعد وريم علي ومجيد الخطيب وآخرون. و"مريم" الفيلم الروائي الطويل هو الثالث للخطيب بعد فيلميه القصيرين "مسارات النور" و"قيامة مدينة". والخطيب معروف كمخرج تلفزيوني، ومن أعماله مسلسل "أيام الغضب" و"الغالبون" و"هوى بحري" و"هولاكو" و"عائد إلى حيفا" و"أنا القدس". ويروي المخرج انه شاهد فتاة سورية تبكي بعد عرض فيلم "مريم" في مدينة لاهاي الهولندية. وعندما توجه اليها ليسالها عن السبب، اجابته "تذكرت مدرستي في سورية" التي غادرتها اثر اندلاع النزاع. ويقول ان الرسالة التي اراد ايصالها من خلال فيلمه هي "اننا ضد الحرب بكافة اشكالها". ويرى الناقد اسماعيل في الفيلم "سيمفونية بصرية توجه نداء صادقا لتلتقي كل اطياف المجتمع السوري". ويقول ان "مريم" بالتاكيد "انشودة للحب" في زمن الحرب.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم السوري مريم أنشودة للحب في زمن الحرب الفيلم السوري مريم أنشودة للحب في زمن الحرب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib