فيلم الطريق الى الجحيم إشكالية العلاقة الجبرية بين الأباء والأبناء
آخر تحديث GMT 07:24:43
المغرب اليوم -
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

فيلم "الطريق الى الجحيم" إشكالية العلاقة الجبرية بين الأباء والأبناء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فيلم

واشنطن ـ وكالات

يستعرض المخرج الأميركي المبدع سام مينديس بفيلمه الثاني الرائع ' الطريق للجحيم ' (2002) قصة حياة رجل عصابات مخلص لعائلته يدعى سوليفان ( توم هانكس)، حيث يقوم ابنه ذو الاثنا عشر عاما بالاختباء خلسة في سيارة والده (لمعرفة ماهية عمله)، وذلك أثناء قيام الأب برفقة رجل عصابات آخر ( شكاك ويعاني من عقدة العظمة وقام بالدور دانييال كريغ) بقتل ستة رجال ! .  وعندما يكتشف هذا الأخير ذلك، يقوم بابلاغ والده العراب العجوز جون روني ( باول نيومن)، الذي يصدر أمرا صعبا بتصفية الابن الصغير ووالده خوفا من الوشاية، وعندئذ يهرب سوليفان مع ابنه ناجيا بنفسه، فيما يقوم ابن العراب العصابي المهووس بقتل زوجة سوليفان وابنه الصغير الثاني،ويتمكن سوليفان بمهارة أثناء هروبه من سرقة 'وديعة مالية كبيرة تخص العصابة' من أحد البنوك، كما يتم استئجار قاتل سادي معقد (جود لو) لمطاردته وتعقبه وقتلهما، وينجح سوليفان بعد مطاردات ومواجهات حابسة للأنفاس بالهروب ساعيا لتوصيل ابنه لأقربائه في بلدة نائية، ولكن القاتل العنيد يتمكن أخيرا من تعقبه وتحدث مواجهة مصيرية يقتل فيها الاثنان، ويتحول الفتى لاحقا بعد ان يكبر لكاهن، ونراه يتذكر بحزن واجلال والده الذي ضحى بنفسه لانقاذه، وقد بذل جهده لكي لا ينهج ابنه ' طريق الجحيم '، الذي اضطر هو شخصيا لأن يسلكه بحكم تبني العراب له، ونظرا لضيق العيش في عصر الكساد الكبير الذي أصاب أمريكا بثلاثينات القرن الماضي .  نال المصور السينمائي 'كونراد هول' جائزة احسن تصوير سينمائي عن المشاهد البصرية الرائعة، حيث صورت بمعظمها في اجواء ضبابية ماطرة، مع سيطرة الألوان الرمادية والقاتمة على معظم المشاهد باستخدام اضاءة فريدة، وبدت بعض المشاهد وكأنها لوحات رسم انطباعية جذابة ! أدى الممثل المخضرم الراحل 'بول نيومان' واحدا من أعظم ادواره السينمائية كعراب عجوز ' مجرم وشغوف وحكيم' في آن واحد، وانطبعت في ذهني مقولة رائعة له بأحد مشاهد القتل العنيف وعمليات التصفية المتبادلة، عندما قال معلقا : لن يدخل احدا منا الجنة أبدا نحن القتلة ! وأقول انا نفس الشيء تعليقا على مصير كل 'المسؤولين الحكوميين والمتمردين وأدعياء الثورة والمعارضة العرب' اللذين تسببوا ب 'القتل والقصف والتفجيرات وسفك الدماء' التي تجري حاليا في بلاد ما يسمى الربيع العربي، فلن يدخل أحدا منهم الجنة أبدا بل لن يشموا رائحتها بالرغم من ادعائهم وتشدقهم المزيف بالحق والدفاع عن النظام والديموقراطية والتعددية والحرية وبالدين والسنة ! كما أبدع الممثل 'جود لو' بدور المصور الفوتوغرافي والقاتل المأجور، الذي أدى دورا ساديا غريبا تمثل ب'وسواس مرضي' يجبره على قتل 'الجرحى المصابين' خلسة وتصويرهم مباشرة بعد قتلهم، جامعا صورهم بشكل 'ألبوم صور' للتباهي والاستعراض وتحقيق المتعة السادية ! تشابهت بعض مشاهد المطاردات هنا مع مشاهد المطاردة بفيلم 'سكاي فول'، وخاصة بأعلى ناطحة السحاب في شنغهاي وبدت حابسة للأنفاس وفريدة الطابع، كما أن مشاهد النهاية تشابهت بالتأثير الحزين الذي تركته لدى المشاهد بالرغم من اختلاف التفاصيل .  تميز هذا الشريط الرائع بقلة الحوار وباسلوب توصيل الانطباعات والأحاسيس العاطفية بواسطة التصوير الشاعري الخلاب وباستخدام موسيقى 'جنائزية ' حزينة، ومع ذلك فالفيلم لا يجر المشاهد للانعماس في الأحداث بحماس وان بدا مقنعا وممتعا، وقد وصف احد النقاد هذا الشريط بقصيدة سينمائية حزينة !  يتناول الفيلم باسلوب نادر تفاصيل العلاقة بين الأب والابن، وليس قفط بين مايكل سوليفان وابنه الصغير، وانما بين سوليفان نفسه ورئيسه زعيم المافيا جون روني، ثم لطبيعة العلاقة بين هذا الأخير وابنه البيولوجي 'العصابي العنيف' كونور، وكما يخشى سوليفان روني، فكذلك يخشاه ابنه، بينما يقع الزعيم في حيرة بين الاثنين المتبنى والبيولوجي، ويشعر بمسؤولية حمايتهما والاهتمام بهما! ولكن كونور يشعر بالغيرة الشديدة من علاقة والده بسوليفان، ويبذل قصارى جهده للايقاع بينهما، وهذه الضغينة هي التي تحرك أحداث الفيلم وتركيبته الدرامية وهي نفسها التي قادت مجريات المطاردات الشيقة كتأثير ديناميكية 'الدومينو'....ونلاحظ أن نفس هذه العلاقة القوية تحرك التفاعل مابين سوليفان نفسه وابنه الصغير الذكي، وتقوده تلقائيا للهرب من عالمه القديم الاجرامي ناجيا بنفسه، مما يدفع الابن لتقوية روابط علاقته المصيرية بأبيه المحبوب، كما يتبين للأب أن هذا الصبي 'الغالي' هو كل ما يملكه في الدنيا بعد اغتيال زوجته وابنه الأصغر على يد كونور الحاقد ...وتصبح رحلة هربهما ذات طابع وجودي،ووسيلة لا مفر منها لاكتشاف بعضهما البعض ...وتتصاعد الأحداث بعد المطاردة المثيرة مع القاتل السادي الماجور، حيث ينحصر الهم الأكبر للأب بعد السعي المحموم للنجاة والتخلص من القاتل العنيد، لحماية ابنه الصغير من امتهان الاجرام كوسيلة للحياة، وهذا بالفعل ما نجح فيه مضحيا بحياته، ولافظا انفاسه الأخيرة بين ذراعي ابنه الشجاع ( قام الفتى تيلور هوشلين باداء الدور بابداع منقطع النظير) ! ينقلنا الشريط المميز في المشاهد الأخيرة لحالة حزن حقيقي عندما يستعرض الابن الشاب منولوجا يسرد فيه بحنين جارف ذكرياته الأخيرة مع أبيه المتوفى وكانه ينعاه ويبرر أفعاله، متساءلا بحيرة وحيادية مصطنعة : فيما اذا كان 'سوليفان' رجل طيب ؟ ويجيب ببساطة مقنعا نفسه : أجل ...لقد كان ابي ! قليلة هي الأعمال السينمائية التي تعرضت بمثل هذا العمق والشاعرية للعلاقة الوجودية الجبرية ما بين الأباء والأبناء، وهنا تكمن فرادة هذا الفيلم، كما تكمن عبقرية الاخراج بنمط اخراج مشاهد القتل والعنف التي صممت لتظهر بسرعتها الحقيقية كما في الواقع العملي، وكأن الهدف هنا هو ليس التركيز على الضحايا وشخصياتهم كما هو الحال عادة بأفلام الجريمة، وانما على تأثير العنف كدليل على الفعل الاجرامي وكمحرك درامي للأحداث ...لذا يظهر الفيلم شخصية 'هانكس' الاجرامية ببداية الشريط من خلال ظلال تصويرية غامضة وليس بشكل مباشر واضح، لأن الهدف هو التركيز على الفعل الاجرامي كما يراه ويتاثر به الصبي الصغير! 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم الطريق الى الجحيم إشكالية العلاقة الجبرية بين الأباء والأبناء فيلم الطريق الى الجحيم إشكالية العلاقة الجبرية بين الأباء والأبناء



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib