الدم الحر هاجس الوطن والطفولة المهدورة
آخر تحديث GMT 04:26:44
المغرب اليوم -
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

"الدم الحر" هاجس الوطن والطفولة المهدورة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

يستهل الفيلم الوثائقي 'الدم الحر' بمشهد تعذيب وحشي لأحد المعتقلين، وإركاعه، وإرغامه على التفوّه بكلمات تعظم رئيس النظام السوري. ثم تنتقل عدسة الكاميرا لتلتقط رجلا في الخمسينيات من عمره، يحكي حكاية نزوحه وأسرته من سوريا إلى مصر، ثم واقع حياة اللجوء وتفاصيل يومية من حياته، التي تعد نموذجا عن حياة الكثير من اللاجئين السوريين في مصر. يتحدّث الفيلم الذي أخرجه المصري الزمخشري عبد الله، عن أسرة سورية هربت من البلد جراء القصف والتدمير والإرهاب والرعب، خشية على الأطفال والنساء من القتل والاغتصاب، وبقي الابن الأكبر في سوريا، وذلك بعد انتظاره خروج أسرته، كي ينشق عن جيش النظام وينضم للجيش الحر، كما يصور جوانب من النزف البشري المستمر من سوريا. حكاية ثورة يتذكر الرجل -رب الأسرة- بكثير من الحرقة والأسى بلده وبيته وعمله، يلوذ بالصبر والحوقلة والدعاء. يتذكر ابنه صهيب الغائب الحاضر في الفيلم. صهيب الذي كان قد أوصى أهله بوجوب ترك البلد لأن النظام سينتقم من أسرته كدأبه على الانتقام من أسر المنشقين ومعاقبتهم بأبشع السبل. ثم تكون رحلة المعاناة أثناء اللجوء، وتعاون المصريين واستقبالهم لإخوتهم السوريين، وتقديم المعونة لهم. يحكي الرجل -الذي يبدو كأنه ينهض بدور الحكواتي الدمشقي- عن يومياته في القاهرة، وكيفية تأمين معيشته، بحيث يبدأ الاعتماد على نفسه وأسرته، يتعاون مع زوجته في صنع الجبن واللبن، ليؤمّن قوْت بيته، ويستغني عن الحاجة وانتظار المعونات، ويشعر بوجوده وفعاليّته. أثناء ذلك يكون الطقس المتكرر على مدار اليوم بطوله، التسمر أمام شاشة التلفزيون وانتظار الأخبار وترقب خبر عاجل يفيد بسقوط النظام أو أي فرج قريب، لأن هاجس العودة يتملّك الجميع، ويستحوذ على اهتمامهم. بالموازاة مع الحكواتي الكبير يحضر عدة رواة، منهم الزوجة التي تبدأ بسرد حكاية الثورة منذ بدايتها، وذلك بعفوية المرأة الشعبية الطيبة، وإن كان سردها كسرد سابقيها ولاحقيها، يحمل شيئاً من التبسيط والتسطيح، إلا أنه يعبر عن صوت المرأة وصورة الثورة من وجهة نظر عفوية. طفولة مهدورة وبالتزامن مع الرجل والمرأة، يتصدر الواجهة عدة أطفال، يحكون حكاياتهم المفعمة بالأسى، وتكون الدمعة رفيق الجميع في حكايتهم وإفصاحهم عن واقع حالهم. من خلال ذلك يركز الفيلم على واقع الطفولة ومعاناة الأطفال واغترابهم عن واقعهم وهدر طفولتهم وبراءتهم، ذلك أنهم يبدون مسكونين بجراح تؤرق أرواحهم، وما يضاعف الأسى هو البؤس المستمر وضبابية الراهن والقادم. يكون الأطفال ذاكرة مسكونة بالأوجاع والمآسي والفظائع، فالدمعة التي لا تفارقهم حين يتحدثون، تصور الاغتراب والأسى والقهر الذي يشعر به أفراد الأسرة جميعهم في ملجئهم، ويسكنهم شغف الانتظار واستعجال الانتصار، بغية العودة إلى البيت لترميمه وإعادة إعماره وبنائه بعد أن طاله القصف والتدمير. يمزج الفيلم بين مشاهدَ درامية من حياة الأسرة السورية ومقاطع فيديو شهيرة من الثورة السورية، مقاطع منتقاة بعناية ذات تأثير لافت، شكلت علامات فارقة في الثورة، كمقطع الشهيد الطفل حمزة الخطيب، ومقطع الدعس على الرجال، ومقاطع سقوط الصواريخ والقذائف، فضلاً عن مقاطع مؤثرة تظهر بشاعة ووحشية التدمير المَهول الناتج. اعتمد الفيلم على أرشيفات هامّة من الداخل السوري، ويستعين كذلك ببعض الصور من مجازر حماة على سبيل الربط بين الماضي والحاضر. ثم يرصد تفاصيل تعكس تغيّر نمط الحياة بين الداخل والخارج، حيث التشريد الذي شمل الكثيرين فرض نمطا معيّنا من التعامل والتصرّف، أجبر الناس على التأقلم مع الحياة الجديدة، ويذكر الفيلم أثناء ذلك كيف أن الثورة غيرت حياة الناس وعاداتهم في التواصل والتواعد أيضا، فالحواجز كانت ترغم الناس على التأخّر وتتسبب في مقتل بعضهم أو سجنهم أو إذلالهم، كما أن المخابز والتجمعات المدنية لم تستثن من القصف والتدمير، وكان يتم استهدافها بطريقة انتقامية. هاجس العودة ويؤكد المخرج المصري الزمخشري عبد الله أنه كانت لديه رغبة في أن يساهم باسم الشباب المصري الثائر في المساعدة بإطاحة نظام ظالم، والتعبير عن الأخوة والعلاقات الوثيقة والمصير والمستقبل المشترك للشعبين المصري والسوري. وقد أراد من خلاله التعبير عن مشاعر جزء كبير من الشعب المصري تجاه ما يجري في سوريا، والرغبة بإظهار ما يحدث للمصريين الذين لا يعرفون بالضبط حقيقة ما يجري هناك. ويؤكد علاء شنانة -صاحب الفكرة ومنتج الفيلم- أنه أراد تقديم حكاية الثورة السوريّة للمتفرج الذي يكتفي بالمانشيتات العريضة، ليتفهم حقيقة ما يجري على الأرض من فظائع تستدعي التدخل الإسعافي لإيقافها. وذكر أن فريق العمل المشترك من السوريين والمصريين حاول تمتين العلاقة الأخوية بين الشعبين من خلال إبراز احتضان المصري لأخيه السوري ومساعدته وتقديم العون والإغاثة له. كما ذكر أنه أراد خلق الإحساس بالمسؤولية تجاه اللاجئين السوريين، وبخاصة الأسر التي لديها أطفال ونساء وتعاني حالة من العوز والرعب. أمّا بالتركيز على رسالة الفيلم وخطابه المنشود فإنه يؤكد على هاجس العودة الذي يلازم جميع اللاجئين وانتظار الفرج والرغبة الملحة بالرجوع إلى الديار بعد التخلص من الإجرام. يقرن 'الدم الحر' الدمعة بشيء من البسمة، ويكون التداعي الحر سبيلا إلى الدواخل، كما تكون الدموع مراسيل الشخصيات وبوحها الصادم الكاشف لبعض من القهر المتراكم المعيش.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدم الحر هاجس الوطن والطفولة المهدورة الدم الحر هاجس الوطن والطفولة المهدورة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib